فأما إذا لم تحدث الحادثة قد وقعت بينهم وإنما وقعت بعدهم فإذا أفتى المتأخرون فيها بقول لا يحفظ عن السلف لم يقل أنه لا سلف لكم في المسألة، اللهم إن يفتوا في نظيرها سواء بخلاف ما أفتى المتأخرون فيقال –حينئذ- أنه لا سلف لكم بهذه الفتوى» ( ١٠). والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا. الجزائر في: ٣ رجب ١٤٢٩ﻫ الموافق ﻟ: ٠٦ جويلية ٢٠٠٨م
( ١) أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الصوم، باب تَعْجِيلِ الإِفطار: (١٨٥٧)، ومسلم في «صحيحه» كتاب الصيام، باب بيان وقت انقضاء الصوم وخروج النهار: (٢٥٥٩)، من حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه. ( ٢) «لسان العرب» لابن منظور: ١٥/ ٢٨٠. ( ٣) «العين» للفراهيدي: ٧/ ٣٢٣. «المصباح المنير» للفتوحي: ٢/ ٥٤٧. «المغرب» للمطرزي: ٢/ ٢٦٨. ( ٤) أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الحج، باب الذبح قبل الحلق: (١٦٣٦)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. ( ٥) «فتح الباري» لابن حجر: ٣/ ٥٦٩. ( ٦) انظر: «التمهيد» لابن عبد البر: ٧/ ٢٦٣. «بداية المجتهد» لابن رشد: ١/ ٣٥٠. إمام الحرم المكي: التوبة بداية العبد ونهايته والذل والانكسار روح العبودية | صحيفة المواطن الإلكترونية. «المغني» لابن قدامة: ٣/ ٤٢٨-٤٢٩.
- إمام الحرم المكي: التوبة بداية العبد ونهايته والذل والانكسار روح العبودية | صحيفة المواطن الإلكترونية
- الدرر السنية
إمام الحرم المكي: التوبة بداية العبد ونهايته والذل والانكسار روح العبودية | صحيفة المواطن الإلكترونية
( ٧) انظر: «أضواء البيان» للشنقيطي: ٥/ ٢٨٣. ( ٨) أخرجه البخاري في «الصوم» باب متى يحل فطر الصائم: (١٨٥٤)، ومسلم في «صحيحه»كتاب الصيام، باب بيان وقت انقضاء الصوم وخروج النهار: (٢٥٦٠)، من حديث عبد الله بن أوفى رضي الله عنه. ( ٩) «الرسالة» للشافعي: ٥١١. ( ١٠) «بدائع الفوائد» لابن القيم: ٣/ ٢٦٧.
نعم. صورة السعي
عمره فيما أفناه! للعلامة الشنقيطي - YouTube
الدرر السنية
رَوى ابنُ حِبَّانَ والترمذيُّ في جامِعِه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: " لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ ". ( الأنبياءُ لا يُسألونَ هذهِ الأسئلةَ الأربعةَ، يُسألونَ لإظهارِ شَرَفِهم هل بلَّغتم). المعنى أنَّ الإنسانَ لا تزولُ قدمَاهُ عن موقفِ الحسابِ يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عن أربعٍ. يُسألُ عن عُمُرِهِ فيما أفناهُ أي ماذا عملتَ منذُ بلغتَ، أدَّيتَ ما فرضَ اللهُ عليكَ واجتنبتَ ما حرَّمَ عليكَ فإنْ كانَ قد فَعَلَ ذلكَ نجا وسَلِمَ وإنْ لم يكنْ فعلَ ذلكَ هَلَكَ. عن عمره فيما افناه. ويُسألُ عن جسدِهِ فيما أبلاهُ فإنْ أبلاهُ في طاعةِ اللهِ سَعِدَ ونجا مع النَّاجينَ وإنْ أبلَى جَسَدَهُ في معصِيَةِ اللهِ خَسِرَ وهَلَكَ. ويُسأَلُ عَنْ عِلْمِهِ ماذَا عملَ فيهِ أي يُسألُ هل تعلّمتَ عِلْمَ الدِينِ الذي فَرضَهُ اللهُ عليكَ لأنَّ العِلْمَ الدِّينِيَّ قِسمانِ فمنْ تعلمَ القِسمَ الضَّروريَّ وعمِلَ بِهِ سَعِدَ ونَجا، ومنْ أهْملَ العملَ بعدَ أنْ تعلّمَ خَسِرَ وخابَ وهلكَ، وكذلكَ منْ لا يتعلّمُ فهوَ أيضًا من الهالكين.
وورد في بعض الأحاديث:" وَيْلٌ لِمَنْ لَا يَعْلَمُ، وَوَيْلٌ لِمَنْ عَلِمَ ثُمَّ لَا يَعْمَلُ ". والويلُ هو الهلاكُ الشّديدُ. عن عمره فيما افناه وعن شبابه. وأمّا قولُهُ:" وعنْ مالِهِ منْ أينَ اكتسبَهُ وفيم أنفقَهُ " فمعناه: أنّ الإنسانَ يُسألُ يومَ القِيامةِ عنِ المالِ الذي في يدِهِ في الدُنيا فإنْ كانَ أخَذَهُ من طريقِ غيرِ الحرامِ لا يكونُ عليهِ مؤاخذةٌ لكنْ بِشَرطِ أنْ يَكونَ ما أنفقَهُ فيهِ أمرٌ أباحَهُ الشرعُ، فالنّاسُ في أمرِ المالِ ثلاثَةُ أصنَافٍ اثنانِ هالكانِ وواحدٌ ناجٍ فالهالكانِ أحدُهُما الذي جمعَ المالَ منْ حرامٍ والآخرُ الذي جمعَهُ منْ حلالٍ ثمّ صرفَهُ في الحرامِ. وكذلِكَ الذي يصرِفُهُ في الحلالِ للرياءِ هالِكٌ.