وبالفعل نجح أيبك في التحكم في مصر ومن ثَمَّ زاد نفور زعماء المماليك البحرية منه، وبخاصةٍ فارس الدين أقطاي الذي كان يبادله كراهية معلنة، لا يخفيها فقد بالغ فارس الدين أقطاي في احتقار أيبك بحيث كان يناديه باسمه مجردًا من أي ألقاب، وهذا يعكس اعتقاد فارس الدين أقطاي أن هذا الملك صورة لا قيمة لها. هذه المعاملة من أقطاي، وإحساس أيبك من داخله أن المماليك البحرية -وقد يكون الشعب- ينظرون إليه على أنه مجرد زوج للملكة المتحكمة في الدولة هذا جعله يفكر جديًا في التخلص من أقطاي ليضمن الأمان لنفسه، وليثبت قوته للجميع. انتظر أيبك الفرصة المناسبة إلى أن علم أن أقطاي يتجهز للزواج من إحدى الأميرات الأيوبيات، فأدرك أن أقطاي يحاول أن يضفي على نفسه صورة جميلة أمام الشعب، وأن يجعل له انتماءً واضحًا للأسرة الأيوبية التي حكمت مصر قرابة ثمانين سنة، وإذا كانت شجرة الدرّ حكمت مصر لكونها زوجة الصالح أيوب، فماذا لا يحكم أقطاي مصر لكونه زوجا لأميرة أيوبية فضلا عن قيادته للجيوش؟! هنا شعر الملك المعز عز الدين أيبك بالخطر الشديد، وأن هذه بوادر انقلاب عليه، فاعتبر أن ما فعله أقطاي سابقًا من إهانة واحتقار، وما يفعله الآن من زواج بالأميرة الأيوبية ما هو إلا مؤامرة لتنحية أيبك عن الحكم؛ ومن ثَمَّ أصدر أيبك أوامره بقتل زعيم المماليك البحرية أقطاي.
عز الدين أيبك المعظمي - ويكيبيديا
الملك المعز عز الدين أيبك الجاشنكير التركماني الصالحي النجمي [2] (توفي بالقاهرة عام 1257). أول سلاطين الدولة المملوكية. [3] نُصِّب سلطانًا على مصر في عام 1250 بعد أن تزوجته وتنازلت له عن العرش شجر الدر سلطانة مصر وأرملة السلطان الأيوبي الصالح أيوب ، وبقي سلطانًا على مصر إلى أن اُغتيل بقلعة الجبل [4] في عام 1257. كان من أصل تركماني. اسم أيبك يتكون من مقطعين بالتركية (أي) وتعني قمر و(بك) وتعني أمير. [5] كان أيبك أميرا. [6] يخدم مع بني جلدته من التركمان في بلاط السلطان الأيوبي الصالح نجم الدين أيوب. لذا عرفته المماليك البحرية باسم أيبك التركماني. ترقى أيبك إلى رتبة أمير وعمل جاشنكيرا وكان رنكه رسم الخوانجا. [7] بعد وفاة السلطان الأيوبي الصالح أيوب أثناء الحملة الصليبية السابعة (حملة الملك الفرنسي لويس التاسع) على دمياط في عام 1249 ثم اغتيال المماليك البحرية ابنه السلطان توران شاه عند فارسكور بعد هزيمة الصليبيين وأسر لويس التاسع في عام 1250, تسلطنت شجر الدر أرملة الصالح أيوب على عرش مصر بمساندة وتأييد المماليك البحرية وبذلك فقد الأيوبيون سيطرتهم على مصر. لم يرض كلا من الأيوبيين في الشام في دمشق والخليفة العباسي المستعصم بالله في بغداد بانتزاع عرش الأيوبيين في مصر وتنصيب شجر الدر ورفضا الاعتراف بسلطانها فقام الأمراء الأيوبيون بتسليم الكرك للملك المغيث عمر ودمشق للملك الناصر صلاح الدين يوسف الذي قبض على عدة من أمراء مصر في دمشق فرد المماليك بتجديد حلفهم لشجر الدر ونصبوا عز الدين أيبك أتابكا وقبضوا على الأمراء الميالون للناصر يوسف في القاهرة.
رحب شعب مصر بفكرة أن يكون عز الدين أيبك ملكًا عليهم، على الرغم من كونه مملوك فهو وإن لم يكن مثاليًا في رأيهم لكنه أفضل من تولي امرأة الحكم، كما أن البديل من الأيوبيين في مصر غير موجود، فصار أيبك أول من حكم مصر من المماليك ، والذي عاش فترة حكمه في ظل زوجته شجر الدر، ثم قتلته خوفًا من غدره بها.
من أيبك إلى قطز.. حزم بعد نزاع –التاريخ الإسلامي– قصة دولة المماليك| قصة الإسلام
من هو فارس الدين أقطاى؟
فارس الدين أقطاى بن عبد الله الجمدار الصالحى النجمى، أحد كبراء دولة المماليك البحرية ومؤسسيها فى مصر، وهو مملوك تركى الأصل اشترى بدمشق بألف دينار وألحق بخدمة الملك الصالح نجم الدين أيوب فجعله جمداره، أى الموكل بلباسه، فعرف بهذا اللقب. لماذا فكر أيبك فى قتل أقطاى؟
إحساس أيبك من داخله أن المماليك البحرية -وقد يكون الشعب- ينظرون إليه على أنه مجرد زوج للملكة المتحكمة فى الدولة هذا جعله يفكر جديًا فى التخلص من أقطاى ليضمن الأمان لنفسه، وليثبت قوته للجميع. كيف فعلها عز الدين أيبك؟
انتظر أيبك الفرصة المناسبة إلى أن علم أن أقطاى يتجهز للزواج من إحدى الأميرات الأيوبيات، فأدرك أن أقطاى يحاول أن يضفى على نفسه صورة جميلة أمام الشعب، وأن يجعل له انتماءً واضحًا للأسرة الأيوبية التى حكمت مصر قرابة ثمانين سنة، وإذا كانت شجرة الدرّ حكمت مصر لكونها زوجة الصالح أيوب، فلماذا لا يحكم أقطاى مصر لكونه زوجا لأميرة أيوبية فضلا عن قيادته للجيوش. وبالفعل تم قتل فارس الدين أقطاى بأوامر الملك المعز، وبتنفيذ من مماليكه المعزية فى 3 شعبان 652 هــ/ 18سبتمبر 1254.
لكن الملك الذكي عزّ الدين أيبك لم يُستفز مبكرًا.. بل ظل هادئًا يعد عدته في رزانة، ويكثر من مماليكه في صمت. ومرت الأيام، وحدث أن تجمعت قوى الأمراء الأيوبيين الشاميين لغزو مصر، وذلك لاسترداد حكم الأيوبيين بها.. وكانت الشام قد خرجت من حكم ملك مصر بعد وفاة توران شاه مباشرة.. والتقى معهم الملك المعز عزّ الدين أيبك بنفسه في موقعة فاصلة عند منطقة تسمى «العباسية» وهي تقع على بعد حوالي عشرين كيلومترًا شرقي الزقازيق الآن، وذلك في العاشر من ذي القعدة سنة 648 هجرية، أي بعد أربعة أشهر فقط من حكمه، وانتصر الملك المعز عزّ الدين أيبك على خصومه انتصارًا كبيرًا، ولا شك أن هذا الانتصار رفع أسهمه عند الشعب المصري، وثبت من أقدامه على العرش[6]. وفي سنة 651 هجرية (بعد 3 سنوات من حكم أيبك) حدث خلاف جديد بين أمراء الشام والملك المعز عز الدين أيبك، ولكن قبل أن تحدث الحرب تدخل الخليفة العباسي المستعصم بالله -وهذه نقطة تحسب له- للإصلاح بين الطرفين، وكان من جراء هذا الصلح أن دخلت فلسطين بكاملها حتى الجليل شمالًا تحت حكم مصر، فكانت هذه إضافة لقوة الملك المعز عز الدين أيبك، ثم حدث تطور خَطِر لصالحه وهو اعتراف الخليفة العباسي بزعامة الملك المعز عزّ الدين أيبك على مصر[7]، والخليفة العباسي وإن كان ضعيفًا، وليست له سلطة فعلية فإن اعترافه يعطي للملك المعز صبغة شرعية مهمَّة.
أيبك (عز الدين ـ)
بين «أيبك» و«أقطاي»:
كل هذه الأحداث مكنت الملك المعز عزّ الدين أيبك من التحكم في مقاليد الأمور في مصر؛ ومن ثَمَّ زاد نفور زعماء المماليك البحرية منه، وبخاصةٍ فارس الدين أقطاي الذي كان يبادله كراهية معلنة، لا يخفيها بل يتعمد إبرازها.. فقد «بالغ فارس الدين أقطاي في احتقار أيبك والاستهانة به، بحيث كان يناديه باسمه مجردًا من أي ألقاب»، وهذا يعكس اعتقاد فارس الدين أقطاي أن هذا الملك صورة لا قيمة لها، وتخيل قائد الجيش ينادي الملك هكذا: يا أيبك.. ولا يناديه هكذا صداقة بل احتقارًا[8]. هذه المعاملة من أقطاي، وإحساس أيبك من داخله أن المماليك البحرية -وقد يكون الشعب- ينظرون إليه على أنه مجرد «زوج» للملكة المتحكمة في الدولة.. هذا جعله يفكر جديًا في التخلص من أقطاي ليضمن الأمان لنفسه، وليثبت قوته للجميع.. وهكذا لا يحب الملوك عادة أن يبرز إلى جوارهم زعيم يعتقد الشعب في قوته أو حكمته. انتظر أيبك الفرصة المناسبة، إلى أن علم أن أقطاي يتجهز للزواج من إحدى الأميرات الأيوبيات، فأدرك أن أقطاي يحاول أن يضفي على نفسه صورة جميلة أمام الشعب، وأن يجعل له انتماءً واضحًا للأسرة الأيوبية التي حكمت مصر قرابة ثمانين سنة، وإذا كانت شجرة الدرّ حكمت مصر لكونها زوجة الصالح أيوب، فلماذا لا يحكم أقطاي مصر لكونه زوجًا لأميرة أيوبية، فضلًا عن قوته وبأسه وتاريخه وقيادته للجيش في موقعة المنصورة الفاصلة؟!
[6] بدر الدين العيني: عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان 1/40، 41. [7] ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة 7/12. [8] قاسم عبده قاسم: السلطان المظفر قطز 74. [9] أبو دقماق صارم الدين: نزهة الأنام في تاريخ الإسلام ص412.
الخامس والعشرون: في بعض فتاويه صلى الله عليه وسلم في الجهاد والغزو وما يتعلق بذلك. إسلام ويب - سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد - جماع أبواب أحكامه صلى الله عليه وسلم وأقضيته وفتاويه - الباب الثامن في فتاويه صلى الله عليه وسلم - في بعض فتاويه صلى الله عليه وسلم في الجهاد والغزو وما يتعلق بذلك- الجزء رقم5. روى البخاري عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- أن رجلا قال: يا رسول الله ، دلني على عمل يعدل الجهاد قال: لا أجده ، ثم قال: هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر ، فقال: ومن يستطيع ذلك ؟ قال: أبو هريرة ، إن فرس المجاهد ليستن في طوله ، فيكتب له حسنات. وروى البخاري عن أبي ذر- رضي الله تعالى عنه- قال: قلت: يا رسول الله ، أي الجهاد أفضل ؟ قال: أن يجاهد الرجل نفسه وهواه. وروى الشيخان عن ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه- قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله تعالى ؟ قال: الصلاة على وقتها ، قلت: ثم أي ؟ قال: بر الوالدين ، قلت: ثم أي ؟ قال: الجهاد في سبيل الله تعالى. وروى الشيخان وأبو داود والترمذي وأبو سعيد- رضي الله تعالى عنه- قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي الناس أفضل ؟ قال: مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل الله قالوا: ثم من ؟ قال: مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره.
إسلام ويب - سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد - جماع أبواب أحكامه صلى الله عليه وسلم وأقضيته وفتاويه - الباب الثامن في فتاويه صلى الله عليه وسلم - في بعض فتاويه صلى الله عليه وسلم في الجهاد والغزو وما يتعلق بذلك- الجزء رقم5
ذلك الحديث حسن ورد في فضل قول لا إله إلا الله والله أكبر وذكر فضل ذِكر الله عمومًا كما روي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما على الأرض أحد يقول لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كفرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر" وذلك الحديث حسن. شاهد أيضًا: اللهم ما اصبح خير لا لا بي من نعمة حديث
ما هو فضل ذكر الله تعالى؟
لقد حث الله عز وجل عباده على ذكره في القرآن الكريم حينما قال: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا" وذلك لما لذكر الله الكثير من الفضل والأجر والثواب ومن ضمن فضائل ذكر الله عز وجل ما يلي:
نيل رضا الله تعالى حيث قال عز وجل: "وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا". علوا منزلة العبد في الآخرة حيث ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنهم قالوا: "كان إدريس عليه السلام خياطاً، يخيط الأقمشة، قالوا: ما غرس الإبرة في مكان يعني ما بين الثقبين إلا قال: سبحان الله، فقال له الله في ليلة من الليالي عند المساء: يا إدريس، لأرفعنك مكاناً علياً، فبكى وسجد، قال: ولم يا رب!
قال: «إن شهداء أمتي إذا لقليل» قالوا: فمن هم ؟ يا رسول الله ، قال: «من قتل في سبيل الله فهو شهيد ، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ، ومن مات في الطاعون فهو شهيد ، ومن مات في البطن فهو شهيد». قال ابن مقسم: أشهد على أبيك في هذا الحديث ، أنه قال: «والغريق شهيد».