الاثنين 15 ذوالقعده 1433 هـ - 1 أكتوبر 2012م - العدد 16170
يقول الله جل وعلا: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله) أي ولم يخف في الدين غير الله، ولم يترك أمر الله لخشية غيره ( فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين) و"عسى" من الله واجب، أي: فأولئك هم المهتدون، والمهتدون هم المتمسكون بطاعة الله عز وجل التي تؤدي إلى الجنة. ولقد كان أول عمل قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن وطئت قدماه الشريفتان دار هجرته المدينة النبوية هو بناء مسجده الذي أسس على التقوى من أول يوم، فكان المسجد هو الركيزة الأولى واللبنة الأساس في تكوين المجتمع المسلم، حيث لم يكن قاصراً على إقامة الصلوات والدروس العلمية، بل كان مقرا لسائر نشاط المسلمين، من سياسي، واجتماعي، وعسكري واستقبال الوفود ونحو ذلك أي أنه مقر الحكومة الإسلامية في عهدها الأول. إن الجهود التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين لخدمة الحرمين الشريفين كبيرة وعظيمة جعلته يستحق هذا اللقب الشريف بحق، وما التوسعة الكبرى للحرم النبوي الشريف التي وضع حجر أساسها الأسبوع الماضي، وأشرف على تفاصيل المشروع، وخلصه من شوائب البيروقراطية وجعل من نفسه مهندسه الإداري.
إنما يعمر مساجد الله
القول في تأويل قوله: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (١٨) ﴾
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ﴿إنما يعمر مساجد الله﴾ ، المصدِّق بوحدانية الله، المخلص له العبادة = ﴿واليوم الآخر﴾ ، يقول: الذي يصدق ببعث الله الموتى أحياءً من قبورهم يوم القيامة [[انظر تفسير " اليوم الآخر " فيما سلف من فهارس اللغة (آخر). ]] = ﴿وأقام الصلاة﴾ ، المكتوبة، بحدودها = وأدَّى الزكاة الواجبة عليه في ماله إلى من أوجبها الله له [[انظر تفسير " إقامة الصلاة " و " إيتاء الزكاة " فيما سلف من فهارس اللغة (قوم) ، (أتى). ]] = ﴿ولم يخش إلا الله﴾ ، يقول: ولم يرهب عقوبة شيء على معصيته إياه، سوى الله [[انظر تفسير " الخشية " فيما سلف ص: ١٥٨، تعليق: ٣، والمراجع هناك. ]] = ﴿فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين﴾ ، يقول: فخليق بأولئك الذين هذه صفتهم، أن يكونوا عند الله ممن قد هداه الله للحق وإصابة الصواب. [[انظر تفسير " عسى " فيما سلف ١٣: ٤٥، تعليق ١، والمراجع هناك. = وتفسير " الاهتداء " فيما سلف من فهارس اللغة (هدى). ]]
إنما يعمر مساجد الله بخط الثلث
فسارعوا عباد الله إلى التعاون في بناء المساجد، وتسابقوا إلى فعل الخيرات، وإن كل ما عم نفعه المسلمين كان أعظم أجرًا، وأرفع ذكرًا، لهذا كان خلفاء الأمة الإسلامية y يتسابقون إلى ذلك، ويهتمون بعمارة المساجد وإن عنايتهم في الحرمين الشريفين من فجر الإسلام إلى يومنا هذا معروف، ومعلوم عند جميع المسلمين.
انما يعمر مساجد الله من آمن
فقال: لا تفعل يا بني إن الوليد وفق وكشف له عن أمر جليل، وذلك أنه رأى الشام بلد النصارى، ورأى لهم بيعاً حسنة قد افتن في زخارفها، وانتشر ذكرها: كالقيامة، وبيعة لد، والرُّها، فاتخذ للمسلمين مسجداً أشغلهم به عنهن وجعله أحد عجائب الدنيا. ففي هذا القول دلالة على أن المساجد مظهر من مظاهر تقدم الأمة وعظمتها وإذا كانت الكنائس المسيحية في عصر الوليد ناطقة بالمدنية الرومانية المسيحية فيجب أن تكون للمسلمين مساجد ناطقة بالمدنية العربية الإسلامية. وفي هذا القول أيضاً دلالة على مبلغ تطور العقول العربية في العصر الأموي فهي لم تعد تألف أن تكون مساجدها مطلية حيطانها بالطين ومفروشة أرضها بالرمل والحصى، بعد أن رأت زخرفة المعابد الرومانية وما يحيط بها من حضارة وتمدن فشعرت بحطة في عدم مضاهاتها في مظاهر الفخر والعظمة. أثر أعمال الوليد الآنفة خارج مملكته:
كانت الدولة الرومانية تتوقع الفرص لاسترجاع ما فتحه العرب من بلادها معتقدة أن الفتح الإسلامي ودولته لا يلبثان طويلاً، متوهمة أنهما كالغارات العربية التي كانوا يعهدونها قبل الإسلام، ولكن الأعمال العمرانية التي قام بها الوليد - إتماماً للمشاريع التي وضع أسسها أبوه عبدالملك - دحضت هذه الاعتقادات والظنون، وقطعت عليهم أمل التغلب على الدولة العربية أو استرجاع شيء من ممتلكاتها؛ وإليك هذه الحادثة التاريخية التي تبين لنا تلاشي كل أمل ومطمع من الرومان في البلاد العربية الجديدة.
إنما يعمر مساجد ه
وتعظيمًا لشأنِ المُتعبِّدِ فيها لا يُؤذَى ولو باللَّمس؛ جَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. ومن تعظيم المساجد عدم انشاد الضالة قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« مَنْ سَمِعَ رَجُلاً يَنْشُدُ ضَالَّةً فِى الْمَسْجِدِ فَلْيَقُلْ لاَ رَدَّهَا اللَّهُ عَلَيْكَ فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا » رَوَاهُ مُسْلِمٌ. أقول قولي هذا...
الخطبة الثانية:
عِبَادَ اللَّهِ: إن المساجِدُ تهدأُ فيها الروحُ وتسكُنُ فلا يُرفع فيها صوتُ نزاعٍ أو خُصومةٍ أو لغَط، وهي مكانُ الأمن والأمان والطمأنينة، فَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِيَلِنِي مِنْكُمْ، أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثَلَاثًا، وَإِيَّاكُمْ وَهَيْشَاتِ الْأَسْوَاقِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«من مَرَّ في شيءٍ من مساجِدِنا أو أسواقِنا بنَبلٍ، فليأخُذْ على نِصالِها، لا يعقِرْ بكفِّه مُسلِمًا»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وأمر أخاه سليمان بن عبدالملك ببناء مسجد الرملة في فلسطين كما أمر ببناء مسجد عظيم في مدينة حلب وفي غيرها من البلدان التي يطول بنا ذكرها، وهدم مسجد دمشق وأضاف إليه بقية كنيسة يوحنا المعمدان وأغرق في تجديد بنائه وزخرفته حتى كان أحد عجائب الدنيا في ذلك العصر، وكان الحرم المكي والحرم المقدسي قد بنيا بشكل رائع زمن أبيه عبدالملك فلم يجد لزوماً لتجديدهما. والحق أن عمل الوليد كان من أهم الأعمال وقتئذ وأوقعه في النفوس، لأن عادات المسلمين وتقاليدهم في عصره كانت قد تطورت واختلفت عن عادات آبائهم وأجدادهم الذين أدركوا عصر النبوة؛ ذلك الجيل الذي نشأ على قلة في العيش، وضنك في الحياة، ثم سيقت إليه الدنيا سوقاً وفتحت له أبوابها فزهد بها وأعرض عنها، فبعد أن انقرض هذا الجيل أو كاد خلفه جيل نشأ في سعة من العيش، ويسر في الحياة، ونشأ نشأة العزيز المتسلط، وقد دانت له الأرض، وذلت له الأمم، وخالط أجناساً من الناس لم تكن آباؤه قبله اختلطت بهم، فكان لهذا النشء الجديد عقل وشعور جديدان يجاريهما في مرافق الحياة. قال المقدسي [1]: قلت يوماً لعمي: يا عم، لم يحسن الوليد حيث أنفق أموال المسلمين على جامع دمشق، ولو صرف ذلك في عمارة الطرق والمصانع ورم الحصون لكان أصوب وأفضل.
[٢]
أنواع الثقة بالآخرين
استنادًا إلى تعريف الثقة بالآخرين يمكن القول بأنها تصور أن الأشخاص الآخرون لن يفعلوا أي شيء يضر باهتمامات الفرد؛ إذ إن الفرد يشير إلى الرغبة في قبول المجازفة أو المخاطرة بناءً على التوقعات المتعلقة بسلوك الشخص الآخر، إن تعريف الثقة بالآخرين يدل على أن الثقة أمرٌ حيوي في رد الفعل البشري اليومي، والذي لديه القدرة على التأثير على تفاعل وتعامل الشخص مع الآخرين، سواء كانت هذه التفاعلات جيدة أو سيئة، وكذلك الأمر مع الأصدقاء والخصوم.
حل مشكلة عدم الثقة بالآخرين &Bull; معرفة
فالثقة بالنفس هي إيمان الفرد بقيمته وبتفرده في مجال معين. أما الزهو بالنفس فناجم عن جاحه في إثارة إعجاب الآخرين بصفات يهمه أن تكون فيه. شعور الثقة بالنفس المطلق يتساوى بشعور انعدام الثقة بالنفس. التاريخ العربي مليء بوقائع تبين مدى أهمية الثقة بالنفس. فقد روى المؤرخون العرب أن التتار كانوا يدخلون في حرب نفسية مع الشعوب التي يغزونها فيقومون ببث جواسيس لهم بين الجماهير لتحطيم روحهم المعنوية عن طريق نشر الإشاعات عن مدى قوة التتار ومدى بطشهم. ولذا حينما كان التتار يدخلون إحدى المدن، كان سكانها يفرون، أمّا من بقي منهم، فقد بقي وهو عبارة عن هيكل، جسد دون روح. الطفل الذي يعيش في أجواء الأمن يتعلم الثقة بالنفس. الناس يكتسبون الثقة بالنفس كلما تقدموا في السن. ثقة العاطفة شهر وثقة العقل دهر. علينا أن نقدم الاعتذار بنية صادقة معترفين بالأذى الذي وقع على الآخر، كلنا نخطئ، ولكن حينما نخطئ ونعرف خطأنا يجب علينا المسارعة بالاعتذار، فذلك دليل الشجاعة والمحبة والثقة بالنفس وقوة الشخصية. وثِقتي بنفسي هيَ في نهاية الأمرِ ثقة بالإنسَان وبمقدرتهِ على تجاوز ذاته وعلي الإصلاح والتحوُّل وعلي معرفة حدودِه، فهيَ ثقة لا ينتُج عنها غرور وخُيلاء وإنّما اعتزاز بالإنسان ومقدراته.
التجاوز إلى المحتوى الثقة بالآخرين من حولنا الثقة بالآخرين من حولنا، أو عدم قدرتنا على أعطاء الثقة الكاملة لأحد الثقة ، هي واحدة من أقوى الأدوات. يمكن للمرء إما صنع أو كسر شخص ، مع الثقة التي أسندت إليها. في كثير من الأحيان يظل الناس مخلصين لك ، ويحافظون على الوعود ويمكنهم كسب ثقتكم. ولكن ، الأمر كذلك حقيقة أن بعض الناس سوف يخدعونك. بغض النظر عن مدى صلاحيتك ، سيتم خداعك عدة مرات. لذلك من المستحسن ألا تثق في الجميع بسهولة. الحب دون أنتظار المقابل فنحن نحكم مسبقاً أنه لا يمكننا أن نعطي الثقة لأحد ، بالرغم أننا لم نجرب ذلك فعليا، أو قد نكون قد قمنا بذلك فعلياً ولكننا فشلنا لنعمم بعد ذلك أنه لا يمكن تكرار ذلك مع شخص آخر، والفشل هنا ليس فيهم هم بل في قدرتنا على الاختيار المناسب لمن نعطيه. من لديه ثقة بنفسه لا يعرف للتعالي طريق ولا يتكبر علي من حوله بل يكون دائم المساعد لكل من يحتاجوا لها ويقدم الحب دون أنتظار المقابل. الثقة هي أساس العلاقات بجميع أشكالها، وعندما يثق الإنسان بنفسه سيكون عنده القدرة على أن يثق بالآخرين، وهنا في مقالي هذا جمعتُ لكم أجمل كلام عن الثقة بالآخرين.