27 شوال 1428 ( 08-11-2007)
بسم الله الرحمن الرحيم
قال - تعالى -: ((يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً، ودوا ما عنتم، قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر، قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون)) [آل عمران/118]. المفردات اللغوية:
(بطانة): بطانة الرجل: خاصته الذين يطلعون على أسراره ويستبطنون أمره، مأخوذ من بطانة الثوب، وهي ما يلي الجسد منه. (من دونكم) من غيركم، ( لا يألونكم خبالاً) لا يقصرون فيما يجلب لكم الخبال، وهو الفساد والضرر الفادح الذي يلحق بالإنسان فيضيع عقله. مدونة الدكتور يوسف الحاضري: قد بدت البغضاء من أفواههم. (ودوا ما عنتم) تمنوا عنتكم وتعبكم وضلالكم عن دينكم (قد بدت البغضاء) أي ظهرت العداوة والكراهية. سبب نزول الآية:
أخرج ابن جرير الطبري عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان رجال من المسلمين يواصلون رجالاً من اليهود، لما كان بينهم من الجوار والحلف في الجاهلية، فأنزل الله فيهم ينهاهم عن مباطنتهم تخوف الفتنة عليهم. وقال مجاهد: نزلت في قوم من المؤمنين كانوا يصافون المنافقين فنهاهم الله - تعالى - عن ذلك. [1]. المعنيون بالآية: اختلف المفسرون في المعنيين بالنهي عن اتخاذهم أولياء على أقوال هي:
الأول: أنهم هم اليهودº لأن من نزلت بشأنهم الآيات من المسلمين كانوا يشاورونهم ويؤانسونهم، ورجح أصحاب هذا القول قولهم بأن السياق في الآيات يتحدث عن اليهود.
قد بدت البغضاء في افواههم
وقد ذكر القرطبي عن أبي أمامة مرفوعاً في تفسير ((لا تتخذوا بطانة من دونكم)) قال: هم الخوارج [4]. ولا شك أن الروافض أولى باللحاق بهم لخبث طويتهم وسوء بطانتهم. أسباب النهي عن اتخاذ أولئك بطانة:
تعددت في الآية الكريمة العلل والأسباب الدافعة إلى عدم صلاح غير أهل الدين والأمانة لأن تتخذ بطانة، فمن ذلك:
1 - عدم تقصيرهم في إلحاق الفساد والضرر بأهل الإيمان ((لا يألونكم خبالاً)). 2 - حرصهم على بذل ما فيه عنت المؤمنين وتعبهم وضلالهم ((ودوا ما عنتم)). 3 - زيادة الكراهية فهم إلى حد عدم القدرة على كتمانها ((قد بدت البغضاء من أفواههم)). 4 - أن ما يظهرونه من البغضاء أقل بكثير مما يضمرون ((وما تخفي صدورهم أكبر)). 5 - أنهم غير أوفياء ((تحبونهم ولا يحبونكم)). 6 - أنهم مخادعون ((وإذا لقوكم قالوا آمنا)). قد بدت البغضاء من أفواههم. 7 - أنهم أهل حقد وضغينة ((وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ)). 8 - أنهم أهل حسد وبغي ((إن تمسسكم حسنة تسؤهم)). 9 - أنهم أهل شماتة وتشفٍ, ((وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها)). 10 - أنهم أهل كيد ومكر ((وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً)). إن هذه كلها علامات تدل المؤمنين على عداوة من دونهم في الدين. ولهذا قال - تعالى - في خاتمة الآية: ((قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون))، أي: قد أظهرنا لكم الآيات الدالة على النهي عن موالاة أعداء الله ورسوله.
تفسير القرآن الكريم
لله سبحانه أن يفضل زمانا على آخر، أو مكانا أو قوما أو رسولا أو كتابا؛ فله الشأن كله، وهو أحكم الحاكمين، سبحانه. ونعيش في هذا الشهر أياما وليالي لعلها الأكثر بركة وفضلا؛ فيها ليلة القدر ، وقد ورد في شأنها ما جاء في سورة القدر فقد قال تعالى: { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} (سورة القدر). اعراب انا انزلناه في ليلة القدر. وما جاء في صدر سورة الدخان ، قال تعالى: { حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إنا أنزلناه في ليلة مباركة إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (الدخان، الآيات 1-6). إذ تحدثت سورة القدر عن إنزال القرآن في ليلة القدر، وهو النزول من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة جملة واحدة؛ فمن بركة هذه الليلة نزول القرآن فيها، ويذكرنا الله سبحانه بذلك. وهي المرة الثانية التي يُحتفى بالقرآن فيها في شهر الصيام، فحين عرّف الله شهر رمضان عرفه بأنه الذي أُنزِل فيه القرآن، وهنا في سورة القدر تنويه آخر، فليلة القدر هي ليلة إنزال القرآن.
&Quot;إنا أنزلناه في ليلة مباركة&Quot;.. علي جمعة: العلماء اختلفوا حول | مصراوى
من روائع العمر أن تعيش لحظات تلك الليل معلقا رجاءك بالله، تاليا كتابه وقد طابت النفس وأحبت واشتاقت الى الأنوار الربانية، تلاوة وقياما وتهجدا، وثناء وتمجيدا لرب الأرض والسموات، وقد تربت الأنفس على الخشوع من صحبتها لكتاب الله ومن الألطاف الربانية التي توالت عليه ليل رمضانه ونهاره، وتسبيح وتهليل بذكر الليل يرافقها في الحركة والسكوت، فأنى لها ألا تدرك معنى الآية العظيمة وهي ترن بداخلها (إنا أنزلناه في ليلة القدر)، تدمع العين وهي تستعرض أنه ما نزل إلا لسعادة البشرية دنيا وآخرة موجها وناصحا، فيه العبر والقصص والوعد والوعيد والبشرى والنذير.
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ | البوابة
مواضيع ذات صلة
اقرأ أيضاً
ليلة القدر هي ليلة الكرم والعطاء بقلم د خالد
نريد من ليلة القدر أن نستغلها طاعة لله تعالى، لعلها ترفع قدرنا وشأننا، ولعلها توقظ ضمائرنا وأحاسيسنا، وتبعث فينا همة العمل من أجل هذا الدين وهذه الأمة، ولن يكون هذا إلا إن كنا صادقين في توجهنا نحو الله، مخلصين له الدين، بائعين الأنفس له سبحانه، لا همّ ولا غاية أسمى من رضاه تعالى والأُنس به. انا انزلناه في ليله القدر 2014. وأنوّه إلى أن بعض العلماء المهتمين بالإعجاز العددي قد ذكروا تحديد ليلة القدر بأنها ليلة السابع والعشرين، اعتمادا على عد كلمات السورة، فهي ثلاثون، والكلمة السابعة والعشرون هي "هي". وذهب آخرون إلى أن "ليلة القدر" مكونة من تسعة أحرف، وتكررت ثلاث مرات، ونتيجة ضربها تخبر بالرقم "27". وعلى وجه العموم، فلا بأس بمثل هذه الاستنتاجات، ولكننا لا نجزم بها، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يحددها، بل حصرها في العشر الأواخر، وفي حديث آخر بالوتر من العشر الأواخر، ولا دليل قطعيا على تحديدها، وذلك لكي نجتهد قدر الإمكان في نيل الأجر العظيم المترتب على قيامها. إن ليلة القدر قنطرة إلى القرب من الله، وصقل الشخصية لتكون في درجات العبودية له تعالى، وهي طاقة هائلة للنفس تستمدها لتسير على هداها، والله سبحانه ذو فضل على الناس، وهو أكرم الأكرمين.
آية وتفسيرها.. شرح قوله تعالى «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ»
الأحد 25/أبريل/2021 - 07:59 م
ليلة القدر
سورة القدر هي إحدى السور المكية التي تقعُ في الجزء الثلاثين من القرآن، وهي السورة السابعة والتسعون في القرآن من حيث الترتيب، ويبلغ عدد آياتها خمس آيات، نزلت بعد سورة عبس، وتُعدُّ هذه السورة من السور الكريمة التي تدور حول بدء نزول القرآن الكريم، وعن فضل ليلة القدر. {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} بداية نزول القرآن كانت في تلك الليلة المبارك ة ليلة القدر التي عظم الله شأنها ورفع قدرها بين ليالي العام, وجعل الأجر فيها أفضل من أجر ألف شهر وخيرها أفضل من خير ألف شهر, إذ تتنزل الملائكة والأرواح الطيبة بأمر ربها لنشر الخير والبركة على الأرض, ومن بركتها أنها سالمة من كل شر وآفة. انا انزلناه في ليلة القدر تفسير. قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)}. تفسير السعدي
يقول تعالى مبينًا لفضل القرآن وعلو قدره: { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} كما قال تعالى: { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} وذلك أن الله [تعالى] ، ابتدأ بإنزاله في رمضان [في] ليلة القدر، ورحم الله بها العباد رحمة عامة، لا يقدر العباد لها شكرًا.
إنا أنزلناه في ليلة مباركة - إسلام أون لاين
قال ابن عباس وغيره: أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا ، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
Note: English translation is not 100% accurate
تأملات صائم
الأربعاء
2022/4/27
المصدر: الأنباء
عدد المشاهدات 2412
د.