ما هو عام الفيل؟
لقد تواضع العرب القدامى على تسمية عامٍ من الأعوام بعام الفيل، وهو العام الذي جاء فيه أبرهة الأشرم قاصدًا هدم بيت الله الحرام، ثم عاقبه الله وجيشه فأرسل عليهم طير الأبابيل، فكان لهذا الحدث أثرًا عظيمًا جعله مرجعًا تاريخيًا للعرب في ذلك الوقت، [١] وهو العام الذي ولد فيه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
سبب تسمية عام الفيل هي
نتمنى أن يعجبكم المقال كفانا الله وإياكم شر العذاب ورزقنا زيارة بيت الله الحرام ورزقنا الجنة من غير حساب أو سابقة عذاب.
تعد سورة الفيل إحدى السور المكية، وهي السورة رقم 105 في المصحف الشريف، وعدد آياتها 5 آيات، وتقع في الجزء الـ 30، وهي من السور التي تبدأ بأسلوب استفهام، في قوله تعالى "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ". ونزلت سورة "الفيل" بعد سورة الكافرون، وحسب النزول هي السورة رقم 19، ونزلت السورة على النبي -صل الله عليه وسلم- تذكيرًا لقبيلة قريش بما فعله الله -جل وعلا- بأصحاب الفيل، حيث حاولوا هدم الكعبة، بأمر من أبرهة الحبشي، وبمعاونة جيشه، وفيها تذكير بقدرة الله تعالى، حيث عادت قريش النبي -صل الله عليه وسم- ولم تكن بند لأبرهة الحبشي، يذكر أن أسباب نزول السورة قد تعددت، ونتعرف على أسباب النزول جميعًا فيما يلي، كما نتعرف على تفسير مبسط للسورة. سورة الفيل مكتوبة
بسم الله الرحمن الرحيم
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ
أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ
وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ
تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ
فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ
قصة أصحاب الفيل
بعد أن قرأنا سورة "الفيل"، نتطرق إلى قصة أصحاب الفيل، حيث ذكرت هذه القصة في السيرة، حيث يحكى أن حكامًا ظالمًا، حكم اليمن قبل أن يولد النبي -صل الله عليه وسلم-، وكان هذا الحاكم يدعى "أبرهة الحبشي"، استاء أبرهة من تردد الحجيج على الكعبة المشرفة، وأمر بإصرافهم عن النسك والعبادة.
الخُطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن سيدنا محمدًا الداعي إلى رضوانه وعلى آله وصحبه وجميع إخوانه. إن ربك واسع المغفرة - أبو حاتم سعيد القاضي - طريق الإسلام. وبعد، إلهي:
ما زلتُ أُعرف بالإساءة دائمًا
ويكون منك العفو والغفران
لم تنتقصني إن أسأت وزدتني
حتى كأن إساءتي إحسان
منك التفضل والتكرم والرضا
أنت الإله المنعم المنّان
أخي المسلم يا عبد الله، كم نصيبك من الاستغفار في اليوم والليلة إذا كان حبيب الله ورسوله المغفور له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر، يستغفر الله في اليوم أكثر من مائة مرة. وها هو عبدالله بن عمر رضي الله عنه يقول: كنا نعد للنبي صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة يقول: «رب اغفر لي وتُب علي، إنك أنت التواب الرحيم». عبد الله كُن من: ﴿ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾ [آل عمران: 16، 17]. قال قتادة رحمه الله: «أيها الناس، إن هذا القران يدلكم على دوائكم ودائكم، فأما داؤكم، فالذنوب وأما دواؤكم فالاستغفار».
إن ربك واسع المغفرة - أبو حاتم سعيد القاضي - طريق الإسلام
وقال سبحانه وتعالى: { وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} [المدثر: 56]. وقال سبحانه: { الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 268]، وإذا وعدك الله سبحانه وعدًا فكن على يقين بأنَّ وعده حق، وأنه لا يخلف الميعاد. وقال سبحانه: { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ} [الرعد: 6]، مع كثرة ذنوبهم يغفر لهم خطاياهم ويمحو سيئاتهم إذا استغفروا وأنابوا. هل من مستغفر فأغفر له. قال بعضهم: جاء اسم الله "الغفور" وما تصرف من لفظه، ووصفه سبحانه بالمغفرة في أكثر من مائة وخمسين موضعًا في كتاب الله عزَّ وجلَّ. وعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: « مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَأَزِيدُ، وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَجَزَاؤُهُ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا أَوْ أَغْفِرُ وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً، وَمَنْ لَقِيَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةً لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً » ([1]).
هل من مستغفر هل من تائب
الدِّيَكَةُ عِنْدَمَا تَصِيحُ بِاللَّيْلِ فَمَعْنَاهُ أَنَّهَا رَأَتِ الْمَلائِكَةَ فَالدُّعَاءُ تِلْكَ السَّاعَةَ فِيهِ فَائِدَةٌ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا) رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وقالَ الحافظُ المتبحّـِرُ عبدُ الرحمنِ بنُ الجوزيِّ الحنبليُّ في كتابِهِ البازِ الأشهبِ بعدَ ذِكرِ حديثِ النـزولِ ما نصُّهُ (إنَّهُ يستحيلُ على اللهِ عزَّ وجلَّ الحركةُ والنُّقلةُ والتغييرُ، وواجبٌ على الخلقِ اعتقادُ التنـزيهِ وامتناعُ تجويزِ النُقلةِ وأنَّ النـزولَ الذي هو انتقالٌ من مكانٍ إلى مكانٍ يفتقرُ إلى ثلاثةِ أجسامٍ جسمٍ عالٍ وهو مكانُ الساكنِ وجسمٍ سافلٍ وجسمٍ ينتقلُ مِنْ عُلْوٍ إلى أسفلَ وهذا لا يجوزُ على اللهِ قطعًا). وفي شرحِ الزُّرْقانيّ على موطإِ الإمامِ مالكٍ، الزرقاني دار الجيل بيروت المجلد الثاني ص ٣٤ ما نصُّهُ (وكذا حُكِيَ عن مالكٍ أنَّهُ أَوَّلَهُ بنـزولِ رحمتِهِ وأمرِهِ أو ملائكتِهِ كما يُقالُ فعلَ الملِكُ كذا أي أتباعُهُ بأمرِهِ) انتهى كلامُ الزُّرقانيِّ.
وَكَانَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عُمَرَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا نَافِعُ، هَلْ جَاءَ السَّحَرُ؟ فَإِذَا قَالَ: نَعَمْ، أَقْبَلَ عَلَى الدُّعَاءِ وَالِاسْتِغْفَارِ حَتَّى يُصْبِحَ. رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ. وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ حُرَيْثِ ابْنِ أَبِي مَطَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا فِي السَّحَرِ فِي نَاحِيَةِ المسجد وهو يقول: يا ربّ، أمرتني فأطعتُك، وهذا السَّحر فاغفر لي. فنظرتُ فإذا هو ابْنُ مَسْعُودٍ . وَرَوَى ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا نُؤْمَرُ إِذَا صَلَّيْنَا مِنَ اللَّيْلِ أَنْ نَسْتَغْفِرَ في آخر السَّحر سبعين مرّة. الشيخ: هذا يُنظر في سنده، ابن مردويه يروي الغثَّ والسَّمين، والصَّحيح والسَّقيم، لا يُعتمد عليه إلا بعد النَّظر في الإسناد، فالاستغفار مأمورٌ به، جنس الاستغفار ولو آلاف المرّات، النبي ﷺ يقول: والله إني لأستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرّة. شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [آل عمران:18- 19].