الزيارات: 4033 زائراً. تاريخ إضافته: 25 رجب 1435هـ
نص السؤال: ما مدى حجية الإجماع وهل هناك إجماع صحيح معتبر نرجو ضرب الأمثلة وجزاكم الله خيراً ؟
نص الإجابة: حجية الإجماع أنا لا أرى الإجماع حجة ؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: " وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ " [الشورى: 10] ، ويقول: " فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ " [ النساء: 59] ، ويقول: " وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ " [الأنعام: 119]. فالتفصيل كاف في كتاب الله ، وفي سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -.
صفحات الشيخ أبي عبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله | ما مدى حجية الإجماع ؟ | فتاوى الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
[6] « قال ابن القيم: "اعْلَمْ أنَّ هَذِهِ السُّورَةَ اشْتَمَلَتْ عَلى أُمَّهاتِ المَطالِبِ العالِيَةِ أتَمَّ اشْتِمالٍ، وتَضَمَّنَتْها أكْمَلَ تَضَمُّنٍ. فاشْتَمَلَتْ عَلى التَّعْرِيفِ بِالمَعْبُودِ تَبارَكَ وتَعالى بِثَلاثَةِ أسْماءٍ، مَرْجِعُ الأسْماءِ الحُسْنى والصِّفاتِ العُلْيا إلَيْها، ومَدارُها عَلَيْها، وهِيَ: اللَّهُ، والرَّبُّ، والرَّحْمَنُ، وبُنِيَتِ السُّورَةُ عَلى الإلَهِيَّةِ، والرُّبُوبِيَّةِ، والرَّحْمَةِ، وتَضَمَّنَتْ إثْباتَ المَعادِ، وجَزاءَ العِبادِ بِأعْمالِهِمْ، حَسَنِها وسَيِّئِها، وتَفَرُّدَ الرَّبِّ تَعالى بِالحُكْمِ إذْ ذاكَ بَيْنَ الخَلائِقِ، وكَوْنَ حُكْمِهِ بِالعَدْلِ، وكُلُّ هَذا تَحْتَ قَوْلِهِ وتَضَمَّنَتْ إثْباتَ النُّبُوّاتِ" [7]. ومن يشاقق الرسول من بعد. 2 – رب العالمين ورحمة العالمين: تطالعنا سورة الفاتحة بالثناء والشكر الخالص لله تعالى كونه ربا للعالمين ﴿الحمد لله رب العالمين﴾ قال ابن كثير: الرَّبُّ هُوَ: الْمَالِكُ الْمُتَصَرِّفُ، وَيُطْلَقُ فِي اللُّغَةِ عَلَى السَّيِّدِ، وَعَلَى الْمُتَصَرِّفِ لِلْإِصْلَاحِ، وَكُلُّ ذَلِكَ صَحِيحٌ فِي حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى" [8]. وقال السعدي: " الرب، هو المربي جميع العالمين -وهم من سوى الله- بخلقه إياهم، وإعداده لهم الآلات، وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة، التي لو فقدوها، لم يمكن لهم البقاء.
تعظيم النص الشرعي - عبد العزيز بن حمود التويجري - طريق الإسلام
قال ابن سيرين: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم. مسائل الدين لا تؤخذ من المفكرين، ولا من المثقفين، فضلًا عن غيرهم من الأدباء والصحفيين، فضلا عن أن يخوض فيها تافهون ومنحرفون... مسائل الإفتاء هي من العلماء وإلى العلماء. إن لم يكن للعلم دين يقـــوده *** تحرف عن نهج الهدى وتنكبا إن لم يكن للمرء دين مسيطر *** عليه تعدى طوره وتزببــــــــا إن تعظيم النص الشرعي - قرآنا أو سنة - ليس مجرد موقف وجداني فحسب، بل هو أساس يمتد أثره إلى كافة خطوات التعامل مع النصوص الشرعية. إنَّ من أعظم الضلال الذي تقع به الفتنة إهمال النصوص الشرعية، وتحكيم أهواء البشر في نصوص الكتاب والسنة، وقد ظهر من يتعدى على الحرمات والفضيلة، ومن حشد نصوصًا لا يدري موضعها من الشرع، ولا يعرف صدر معناها من عَجزه، ولا يعلم بالناسخ والمنسوخ والمتقدم والمتأخر، تولّد لديه شريعة غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، ومن تكلم في غير فنه أتى بالعجائب!!. صفحات الشيخ أبي عبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله | ما مدى حجية الإجماع ؟ | فتاوى الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله. ولا فرق بين من يورد نصوص الاختلاط قبل تمام الشريعة وفي الناس بقايا جاهلية تستوجب الانتظار، وبين من يورد أحاديث المتعة وأكل الربا وشرب الخمر قبل تحريمها مساق الجواز، وهذا عكْسٌ للإسلام وقلبٌ لتاريخ التشريع، وكأننا بمن يسلك هذا المسلك يأخذ تشريع العاشر من الهجرة وينقضه بالتاسع، وتشريع المدينة ينقضه بتشريع مكة، وكأن الإسلام بساط يُطوى، وعُرى تُنقض، ليظهر تحته بساط الجاهلية.
وعنِ ابنِ عباسٍ -رضيَ اللهُ عنهُ- قالَ: قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ، إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً» رواهُ البخاريُّ ومسلمٌ. وعنْ عوفٍ بنِ مالكٍ -رضيَ اللهُ عنهُ- قالَ: قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: «…ألَا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، لَا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، أَلَا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ، فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ» رواهُ مسلمٌ. فلا يجوزُ الخروجُ علَى ولاةِ الأمورِ لمَا فِي ذلكَ منْ معصيةِ اللهِ وإثارةِ الفتنِ وإضاعةِ الأمنِ، وإضعافِ الدينِ، ولنَا عِبرةٌ فيمَا حولنَا من دولٍ إسلاميةٍ ابتُليتْ بالثوراتِ والمظاهراتِ، وجرُّوا علَى المسلمينَ وبلدانِهم الويلاتِ والنكباتِ منْ تيتيمِ الأطفالِ وترميلِ النساءِ، وإزهاقِ الأنفسِ، وانتهاكِ الأعراضِ، وهدمِ الدورِ والطرقاتِ، إلَى غيرِ ذلكَ. تعظيم النص الشرعي - عبد العزيز بن حمود التويجري - طريق الإسلام. وَإنَّ منَ السبلِ المؤديةِ إلَى الخروجِ والفسادِ: إشاعةَ أخطاءِ ولاةِ الأمر، والواجب كتمها لئلا يحتقن المجتمع المسلم الذي ليس في يده شيء على ولاته، بل تُذكر محاسن الولاة لتجتمع عليهم القلوب، وهو الذي يحصل به الخير العظيم.