[١٢]
إنَّ دأب أعداء الله هو المكر بأوليائه ومحاولة إفساد الأرض ومن عليها، وهم يمكرون لأجل ذلك ويُحاولون الوصول إلى أهدافهم بأي طريقة كانت، ولو نجحوا في مكرهم لزالت الجبال من أماكنها؛ لشدة ذلك المكر، لكنَّ الله موهن كيد الكافرين ومحبطٌ لمخططاتهم وهو -سبحانه- تكفل بتنجية من اعتصم به ولو كاد له أهل الأرض جميعًا. [٤]
إنّ الأحداث التي يشهدها المسلمون هي ليست إلا من مكر وكيد أعداء الدِّين، وهي امتحانٌ للمسلم في الدَّار الدُّنيا ليميز الله الخبيث من الطيب، وينجي من آمن به واعتصم بحبله، ويمحق الكافرين فلا يكون مكرهم إلّا عليهم، وفي ذلك بيانٌ لأهم الثمرات المستوحاة من قوله تعالى: { وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}. المراجع [+] ↑ سورة إبراهيم، آية:46
↑ "سورة إبراهيم" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-20. بتصرّف. القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة ابراهيم - الآية 46. ↑ سورة إبراهيم، آية:46
^ أ ب "سلسلة المكر في القرآن (6) المكر إفساد في الأرض " ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-20. بتصرّف. ↑ "تفسير: (وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال)" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-20. بتصرّف. ↑ سورة مريم، آية:90
^ أ ب "تفسير الطبري تفسير سورة إبراهيم القول في تأويل قوله تعالى "وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم "" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-20.
- ( وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم ) - YouTube
- القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة ابراهيم - الآية 46
- تفسير: (وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال)
- إسلام ويب - تفسير أبي السعود - تفسير سورة إبراهيم - تفسير قوله تعالى وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم- الجزء رقم5
( وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم ) - Youtube
قال تعالى: "وقد مكروا مكرَهم وعند الله مكرُهم وإن كان مكرهم لِتزول منه الجبال" (إبراهيم: 46)، وقد ذكر المفسرون أنها تتعلق بقصة لأحد الطغاة،حيث جاء بنسرَين كبيرين أجاعهما أياماً، ثم ربط في أقدامهما تابوتا جلس فيه وصاحبٌ له ثم رفع بيده عصا على رأسها قطعة لحم، فطارا وارتفعا في الجو يلاحقان قطعة اللحم، فارتفعا حتى غابت عنهما رؤية الأرض والجبال، فهذا معنى (لتزول منه الجبال) أي تزول رؤية الجبال لارتفاعهما في الجو! ثم خفض العصا حتى هبطا على الأرض. ( وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم ) - YouTube. ومعنى الآية الإجمالي والذي هو المقصود الأعظم من الآية كما يقول العلامة عبد الرحمن السعدي في تفسيره: "أي: ولقد كان مكر الكفار المكذبين للرسل بالحق وبمن جاء به -من عِظمه- لتزول الجبال الراسيات بسببه عن أماكنها، أي: { مكروا مكرا كبارا} لا يقادر قدره ولكن الله رد كيدهم في نحورهم". والمكر والكيد للمؤمنين من قبل الأعداء الكفار أمر ثابت ومستقر ومتكرر واجهته كل الرسل والأنبياء وأممهم "وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا" (الأنعام: 112). وهذا المكر والكيد من الكفار للمؤمنين سببه الحقد والظلم والكره للإيمان بالله عز وجل، وليس لأن المؤمنين ظلموهم أو اعتدوا عليهم "وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد" (البروج: 8).
القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة ابراهيم - الآية 46
حدثني المثنى ، قال: ثنا أبو حذيفة ، قال: ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد " وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال " مكر فارس. وزعم أن بختنصر خرج بنسور ، وجعل له تابوتا يدخله ، وجعل رماحا في أطرافها واللحم فوقها. تفسير: (وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال). أراه قال: فعلت تذهب نحو اللحم حتى انقطع بصره من الأرض وأهلها ، فنودي: أيها الطاغية أين تريد؟ ففرق: ثم سمع الصوت فوقه ، فصوب الرماح ، فتصوبت النسور ، ففزعت الجبال من هدتها ، وكادت الجبال أن تزول منه من حس ذلك ، فذلك قوله " وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ". حدثا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، قال: قال ابن جريج ، قال مجاهد: "وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كاد مكرهم " [ ص: 40] كذا قرأها مجاهد "كاد مكرهم لتزول منه الجبال" وقال: إن بعض من مضى جوع نسورا ، ثم جعل عليها تابوتا فدخله ، ثم جعل رماحا في أطرافها لحم ، فجعلت ترى اللحم فتذهب ، حتى انتهى بصره ، فنودي: أيها الطاغية أين تريد؟ فصوب الرماح ، فتصوبت النسور ، ففزعت الجبال ، وظنت أن الساعة قد قامت ، فكادت أن تزول ، فذلك قوله تعالى " وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ". قال ابن جريج: أخبرني عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، عن عمر بن الخطاب ، أنه كان يقرأ " وإن كاد مكرهم لتزول منه الجبال ".
تفسير: (وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال)
( وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال). [ ص: 114] قوله تعالى: ( وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال). اعلم أنه تعالى لما ذكر صفة عقابهم أتبعها بذكر كيفية مكرهم فقال: ( وقد مكروا مكرهم) وفيه مسائل:
المسألة الأولى: اختلفوا في أن الضمير في قوله: ( وقد مكروا) إلى ماذا يعود ؟ على وجوه:
الأول: أن يكون الضمير عائدا إلى الذين سكنوا في مساكن الذين ظلموا أنفسهم ، وهذا القول الصحيح لأن الضمير يجب عوده إلى أقرب المذكورات. والثاني: أن يكون المراد به قوم محمد صلى الله عليه وسلم والدليل عليه قوله: ( وأنذر الناس) يا محمد وقد مكر قومك مكرهم وذلك المكر هو الذي ذكره الله تعالى في قوله: ( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك) [ الأنفال: 30] وقوله: ( مكرهم) أي مكرهم العظيم الذي استفرغوا فيه جهدهم. الثالث: أن المراد من هذا المكر ما نقل أن نمروذ حاول الصعود إلى السماء فاتخذ لنفسه تابوتا وربط قوائمه الأربع بأربعة نسور ، وكان قد جوعها ورفع فوق الجوانب الأربعة من التابوت عصيا أربعا وعلق على كل واحدة منهن قطعة لحم ، ثم إنه جلس مع حاجبه في ذلك التابوت فلما أبصرت النسور تلك اللحوم تصاعدت في جو الهواء ثلاثة أيام وغابت الدنيا عن عين نمروذ ، ورأى السماء بحالها فنكس تلك العصي التي علق عليها اللحم فسفلت النسور وهبطت إلى الأرض ، فهذا هو المراد من مكرهم.
إسلام ويب - تفسير أبي السعود - تفسير سورة إبراهيم - تفسير قوله تعالى وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم- الجزء رقم5
وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) وقد روى شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن [ بن دابيل] أن عليا - رضي الله عنه - قال في هذه الآية: ( وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال) قال: أخذ ذاك الذي حاج إبراهيم في ربه نسرين صغيرين ، فرباهما حتى استغلظا واستعلجا وشبا. قال: فأوثق رجل كل واحد منهما بوتد إلى تابوت ، وجوعهما ، وقعد هو ورجل آخر في التابوت قال: - ورفع في التابوت عصا على رأسه اللحم - قال: فطارا [ قال] وجعل يقول لصاحبه: انظر ما ترى ؟ قال: أرى كذا وكذا ، حتى قال: أرى الدنيا كلها كأنها ذباب. قال: فقال: صوب العصا ، فصوبها ، فهبطا. قال: فهو قول الله - عز وجل -: " وإن كاد مكرهم لتزول منه الجبال ". قال أبو إسحاق: وكذلك هي في قراءة عبد الله: " وإن كاد مكرهم ". قلت: وكذا روي عن أبي بن كعب ، وعمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - أنهما قرآ: " وإن كاد " كما قرأ علي. وكذا رواه سفيان الثوري ، وإسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن أذنان عن علي ، فذكر نحوه. وكذا روي عن عكرمة أن سياق هذه القصة لنمرود ملك كنعان: أنه رام أسباب السماء بهذه الحيلة والمكر ، كما رام ذلك بعده فرعون ملك القبط في بناء الصرح ، فعجزا وضعفا.
جملة: (هذا بلاغ... وجملة: (ينذروا... وجملة: (يعلموا... ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني. والمصدر المؤوّل (أن يعلموا) في محلّ جرّ باللام متعلّق بما تعلّق به المصدر المؤوّل (لينذروا) لأنه معطوف عليه. والمصدر المؤول (أنّما هو إله واحد) في محلّ نصب سدّ سدّ مفعولي يعلموا ولا عبرة ب (ما) الكافة إذ يبقى (أنّ) على مصدريته. وجملة: (يذّكّر أولو الألباب... ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثالث. والمصدر المؤوّل (أن يذّكّر) في محلّ جرّ باللام متعلّق بما تعلّق به المصدر المؤوّل (لينذروا) لأنه معطوف عليه. انتهى الجزء الثالث عشر بعون الله تعالى. الجزء الرّابع عشر:. سورة الحجر: آياتها 99 آية. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرحيم.. إعراب الآية رقم (1): {الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1)}. الإعراب: (الر) حروف مقطّعة لا محلّ لها من الإعراب (تلك) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين، في محلّ رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف للخطاب (آيات) خبر مرفوع (الكتاب) مضاف إليه مجرور (قرآن) معطوف على الكتاب بالواو مجرور (مبين) نعت القرآن مجرور. والجملة الاسمية لا محلّ لها ابتدائيّة.. إعراب الآية رقم (2): {رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ (2)}.
وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأرْضُ﴾ الآيَةُ.