وتوضح ثو أن إندونيسيا - أكبر ديمقراطية في المنطقة - هي التي ستتحمل الكثير من ذلك التدقيق الدبلوماسي هذا العام، ليس فقط بسبب رئاستها لمجموعة العشرين، بل لأنها الدولة الوحيدة المشاركة في قمم الـ«آسيان»، و«آبيك»، ومجموعة العشرين. وحتى إذا ما تم تنفيذ التأثير الدبلوماسي ببراعة، فستكون هناك حدود لمدى استعداد دول جنوب شرق آسيا للاستجابة، ليس فقط بسبب علاقاتها مع موسكو، بل أيضاً بسبب علاقاتها مع الصين. والسؤال إذاً هو: ما الدولة الأكثر قدرة على التواصل معها بشكل مقنع؟
تقول ثو إن هناك ست «دول خارجية» تشارك في عضوية مجموعة العشرين والـ«آبيك» وقمة شرق آسيا وهي: أستراليا، والصين، واليابان، وروسيا، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة. واليابان من بين هذه الدول هي في أفضل وضع للمشاركة في الدبلوماسية البارعة مع الدول المضيفة والضرورية للتحكم في التوترات بشأن غزو روسيا لأوكرانيا. وضع اليابان فوضع اليابان في جنوب شرق آسيا أكثر رسوخاً مقارنة بالدول الخمس الأخرى، كما أن شراكاتها العميقة وطويلة المدى في المنطقة أكسبتها مستوى عالياً من الثقة الدائمة. وأضافت ثو أن العلاقات الاقتصادية القوية، والاعتراف المتبادل بالاعتماد المشترك، عوامل تجعل جنوب شرق آسيا واليابان أكثر قرباً مقارنة بالدول الأخرى.
دول جنوب شرق آسيا Pdf
يجب أن تشعر دول جنوب شرق آسيا بالقلق في هذه الأوقات العصيبة التي تواجه فيها جائحة فيروس كورونا المستجد وركود اقتصاداتها مع تعاف سريع للاقتصاد الأمريكي. فالولايات المتحدة تحقق معدلات نمو فائقة، كانت تعتبر في وقت من الأوقات أمرا غريبا، مع ارتفاع وتيرة التطعيم ضد فيروس كورونا على الأراضي الأمريكية. في المقابل تجد
الاقتصادات الصاعدة في جنوب شرق آسيا نفسها عارية في مواجهة هذه التحديات بحسب المحلل الاقتصادي دانيال موس. ويقول موس في تحليله الاقتصادي الذي نشرته وكالة بلومبرج للأنباء إن الاقتصاد الأمريكي يتعافى من كارثة عام 2020 وعلى عكس التعامل المضطرب للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب مع الأزمتين الصحية والاقتصادية في العام الماضي، يأتي الرئيس الحالي جو بايدن كما لو كان المجيء الثاني للرئيس الراحل فرانكلين دي روزفلت الذي قاد الاقتصاد الأمريكي للخروج من دائرة الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن العشرين. كما ساهم مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) في تجنب انهيار مالي عالمي على وقع تداعيات جائحة كورونا. وقد كانت الأسواق الصاعدة في وقت من الأوقات أكثر جاذبية للاستثمارات، في ظل معدلات نمو عالية تعوض النقص في القوة العاملة الماهرة، وقصور الجوانب الصحية وقواعد الحوكمة.
جنوب شرق اسيا و الصين
زيارة هاريس تحمل رسالة واضحة للجميع مفادها أن منطقة جنوب شرق آسيا ذات أهمية لواشنطن، استراتيجياً وسياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وهي حائط الصد الأول في وجه تمدد نفوذ الصين وهيمنتها، وأن تلك الدول الحليفة لن يتم التخلي عنها تحت أي ظرف كان، وأن ما حدث في أفغانستان لا ينطبق على حلفاء المنطقة. نائبة الرئيس بايدن بدأت زيارتها بسنغافورة، الشريك الأهم في جنوب شرق آسيا؛ إذ ثمة بين الدولتين اتفاقيات دفاعية وأمنية، وفي الزيارة ذات التوقيت المهم حاولت هاريس طمأنة هذه الدولة بشأن التزام واشنطن تجاهها والمنطقة عموماً، عبر عقد سلسلة اتفاقيات بشأن الأمن السيبراني والمناخ والصحة العامة كدليل على أن الولايات المتحدة ستفي باتفاقياتها مع شركائها في المجال الأمني منذ فترة طويلة في المنطقة. وفي محاولة أخرى للتخفيف من تأثير ما حدث في أفغانستان على الحلفاء، أكدت هاريس أن الولايات المتحدة «تركز للغاية» على عمليات الإجلاء من أفغانستان، وقالت أيضاً خلال زيارتها إنها تشدد على علاقة واشنطن الدائمة مع هذه المنطقة، وعرجت إلى مسألة بحر الصين الجنوبي، لتؤكد أن «أمريكا متحدة مع حلفائها وشركائها أمام هذه التحديات». لكن ومع سعي أمريكا إلى إبقاء وجودها الرئيسي هناك وإبعاد حلفائها عن الصين، إلا أن بكين بدأت منذ زمن سحب البساط من تحت أقدامها، فمركز الولايات المتحدة تضاءل في التجارة الآسيوية.
دول جنوب شرق اسيا على الخريطة
لذلك ، إذا كنت ترغب في الحصول على عائلة سعيدة ، فمن الأفضل أن تفكر فيما إذا كانت هي الشخص المناسب لك من حيث الشخصية والمظهر. لماذا نساء جنوب شرق آسيا جميلات جدا؟ وهبت دماء النساء الشرقيات العديد من الخصائص: فهي تجعلهن يبدون أصغر سنا وأكثر سحرا ومثيرة. أعطت أفضل المقويات والأعشاب المستخدمة للطهي من قبل النساء المحليات الفتيات طعما فريدا لا يمكن مقارنته بأي شيء آخر. في بعض الأحيان تتم مقارنة جمالها مع أزهار الكرز وبتلات الكرز. تماما كما تتلاشى أزهار الكرز وبتلات الكرز بعد بضعة أيام ، كذلك تفعل العديد من منافسات النساء الشرقيات اللواتي يسعين في كثير من الأحيان إلى تحسين مظهرهن على حساب الجراحة والانتهاكات الخطيرة لجمالهن.
معاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا
وتختتم ثو تقريرها بالقول إنه وسط الانقسامات العالمية التي تزداد عمقاً بشأن الحرب في أوكرانيا وعواقبها، تواجه جنوب شرق آسيا أوقاتاً عصيبة، فالـ«آسيان» ليست فقط ممثلاً رئيساً للدول الأصغر حجماً والمتوسطة الحجم، بل أيضاً تتمتع الدول الأعضاء فيها بقوة وجود كبيرة في المنتديات الدولية الأخرى هذا العام، وهذا الوضع البارز سيجعلها تقدر شريكاً متفهماً ومحاوراً بارعاً بدرجة أكبر. ويبدو أن اليابان ستكون مثل هذا المحاور، ورغم أن جهود طوكيو وحدها، أو بالتنسيق مع الشركاء والحلفاء، لن تعالج القضية التي تواجهها المؤسسات الدولية، فإنها ربما تمنع المزيد من التصدع. • أعربت إندونيسيا، حتى قبل الحرب في أوكرانيا، في مناسبات عدة، عن استيائها لسعى دبلوماسيين أميركيين للحصول على دعمها ضد الصين، وغيرها من الدول، وتعتبر ذلك تدخلاً في السياسة الخارجية المستقلة لجاكرتا. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
حلف جنوب شرق آسيا
وشهدت المنطقة التي تضم دول بروناي، وكمبوديا، وإندونيسيا، ولاوس، وماليزيا، وميانمار، والفلبين، وسنغافورة، وفيتنام، وتيمور الشرقية، وتايلاند، نمواً بنسبة 5% إلى 12% في متوسط نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي سنوياً خلال مئة عام. وقال ديلويت: "إن تغير المناخ غير المخفف يهدد بمحو عقود من النمو الاقتصادي بشق الأنفس في جنوب شرق آسيا". وفيما يلي الصناعات المهددة بالخسارة بحلول عام 2070: صناعة الخدمات يمكن أن تخسر 9 تريليون دولار. قطاع التصنيع يواجه خسائر بقيمة 7 تريليونات دولار؛ كما يمكن أن تخسر تجارة التجزئة والسياحة مجتمعة 5 تريليونات دولار. وقالت ديلويت إن هذه القطاعات، إلى جانب البناء والتعدين والغاز، تشكل 83% من الناتج الاقتصادي للمنطقة. وذكر التقرير أن "تأثيرات تغير المناخ ستظهر في دول وصناعات جنوب شرق آسيا، حيث يتحمل البعض العبء الاقتصادي أكثر من البعض الآخر". الوقت ينفد بدورها، حذرت الأمم المتحدة من أن إبقاء الاحترار العالمي بالقرب من 1. 5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة "سيكون بعيد المنال" في العقدين المقبلين ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية للحد من انبعاثات الكربون. وقال الرئيس التنفيذي لشركة ديلويت لمنطقة جنوب شرق آسيا، فيليب يوين، هناك حاجة ملحة للدول والحكومات للتحرك بسرعة - في غضون السنوات العشر القادمة - للالتفاف على الضرر الذي لا يمكن إصلاحه من تغير المناخ".
فالصين استغلت انشغال الإدارات الأمريكية المتعاقبة في الشرق الأوسط، لتطلق خطتها للمنطقة عام 2012، ثم أتى قرار دونالد ترامب القاضي بالانسحاب من الاتفاقية الشاملة ل«الشراكة عبر المحيط الهادئ» في عام 2017، ليكرّس تراجع أمريكا كلاعب مهيمن على السياسة التجارية في آسيا، ولتصبح الصين وليس أمريكا، الشريك التجاري الرائد لكل دولة في المنطقة. الولايات المتحدة تحاول إعادة الزخم، فهل تأخرت كثيراً بعدما استطاعت الصين بسط نفوذها وملء الفراغ الاستراتيجي الذي تركته واشنطن، كما أن روسيا تزاحم لإيجاد موضع قدم لها أيضاً؛ فهل تسعى واشنطن لتشكيل تكتل في ما بين دول المنطقة يحميها من نفوذ الدول الكبرى؟
[email protected]
عن الكاتب
المزيد من الآراء
مقالات أخرى للكاتب