والعليم: هو الذي أحاط علمه بكل شيء, يعلم دقائق الأشياء والأمور، وخفايا الضمائر والنفوس، لا يعزب عن ملكه مثقال ذرة؛ ( وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ)[إبراهيم: 38]. وقد ورد اسم الله العليم في القرآن الكريم مائة وسبع وخمسين مرة، وهذا دليل على قدر هذا الاسم وفضله وأهميته, قال السعدي في اسم الله العليم: " وهو الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن والإسرار والإعلان، وبالواجبات والمستحيلات والممكنات، وبالعالم العلوي والسفلي، وبالماضي والحاضر والمستقبل، فلا يخفى عليه شيء من الأشياء "، قال -تعالى-: ( لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً)[الطلاق:12]. كان النبي يفتتح صلاته بالاستعاذة بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله إذا قام من الليل كبر, ثم يقول: " سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، ثم يقول: لا إله إلا الله ثلاثًا، ثم يقول: الله أكبر كبيرًا ثلاثًا، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه "(صححه الألباني).
اسم الله ( الْعَلِيمُ ) ( الجزء الأول ) - Youtube
اسم الله "العليم" - YouTube
(8) اسم الله (العليم) - شرح وأسرار الأسماء الحسنى - هاني حلمي عبد الحميد - طريق الإسلام
قال قتادة -رحمه الله-: "أشياء استأثر الله بهن، فلم يُطلع عليهن مَلَكا مقربًا، ولا نبيًّا مرسلاً: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} فلا يدري أحد من الناس متى تقوم الساعة، في أي سنة أو في أي شهر، أو ليل أو نهار؟ {وَيُنزلُ الْغَيْثَ} فلا يعلم أحد متى ينزل الغيث، ليلاً أو نهارًا. {وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ} فلا يعلم أحد ما في الأرحام، أذكر أم أنثى، أحمر أو أسود، وما هو؟ {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} أخير أم شر، ولا تدري يا ابن آدم متى تموت؟ لعلك الميت غدًا، لعلك المصاب غدًا. {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} ليس أحد من الناس يدري أين مضجعه من الأرض، أفي بحر أم بر، أو سهل أو جبل؟" [تفسير ابن كثير 6/355]. فهذه الخمس لا يعلمها إلا الله، وليس كما يظن البعض أن قوله -تعالى-: {إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} [الجن: 27]، يقتضي أن الله -عز وجل- قد يطلع بعض عباده على تفاصيل مفاتيح الغيب الخمس، فكما ذكرنا فهو وإن اطلع على تفاصيل شيء من ذلك فليس مجزومًا به، بل يمكن أن يتغير إذا أراد الله -سبحانه وتعالى-، فالكتاب الأول هو أم الكتاب، وأما الكتب الأخرى فهي التي بأيدي الملائكة.
[يوسف:76] فعليم يصح أن يكون إشارة إلى الإنسان الذي فوق آخر.. ويجوز أن يكون قوله: (عليم) عبارة عن الله تعالى وإن جاء لفظه منكرا؛ إذ كان الموصوف في الحقيقة بالعليم هو تبارك وتعالى، فيكون قوله: (وفوق كل ذي عليم)، إشارة إلى الجماعة بأسرهم لا إلى كل واحد بانفراده، وعلى الأول يكون إشارة إلى كل واحد بانفراده. (مفردات ألفاظ القرآن) فالعليم صفة معنوية واسم من أسماء الله تعالى الذي يعلم الغيب والشهادة سواء عنده من أسر القول أو من جهر به أو من هو مستخف بالليل وسارب بالنهار.