01 تفسير سورة الفجر - YouTube
تفسير سورة الفجر السعدي Pdf
وَالْفَجْرِ (1) الظاهر أن المقسم به، هو المقسم عليه، وذلك جائز مستعمل، إذا كان أمرًا ظاهرًا مهمًا، وهو كذلك في هذا الموضع. فأقسم تعالى بالفجر، الذي هو آخر الليل ومقدمة النهار، لما في إدبار الليل وإقبال النهار، من الآيات الدالة على كمال قدرة الله تعالى، وأنه وحده المدبر لجميع الأمور، الذي لا تنبغي العبادة إلا له، ويقع في الفجر صلاة فاضلة معظمة، يحسن أن يقسم الله بها، ولهذا أقسم بعده بالليالي العشر، وهي على الصحيح: ليالي عشر رمضان، أو [عشر] ذي الحجة، فإنها ليال مشتملة على أيام فاضلة، ويقع فيها من العبادات والقربات ما لا يقع في غيرها.
تفسير سورة الفجر السعدي سورة
فأنتم لا تكرمونه بل تهينونه،
وهذا يدل على عدم الرحمة في قلوبكم، وعدم الرغبة في الخير. ( وَلا
تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِين) أي: لا
يحض بعضكم بعضًا على إطعام المحاويج من المساكين والفقراء، وذلك لأجل الشح على
الدنيا ومحبتها الشديدة المتمكنة من القلوب، ولهذا قال: (
وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ) أي: المال المخلف (
أَكْلا لَمًّا) أي: ذريعًا، لا تبقون على شيء
منه. تفسير سورة الفجر السعدي لتفسير القران pdf. وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا) أي:
كثيرًا شديدًا، وهذا كقوله تعالى: بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا *
وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى كَلا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ
الآخِرَةَ. كَلا إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ
دَكًّا دَكًّا ( 21) وَجَاءَ
رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ( 22)
وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ
الذِّكْرَى ( 23). ( كَلا) أي:
ليس [ كل] ما أحببتم من الأموال، وتنافستم فيه من اللذات، بباق لكم، بل أمامكم
يوم عظيم، وهول جسيم، تدك فيه الأرض والجبال وما عليها حتى تجعل قاعًا صفصفًا لا
عوج فيه ولا أمت. ويجيء الله تعالى لفصل القضاء بين عباده في ظلل من الغمام،
وتجيء الملائكة الكرام، أهل السماوات كلهم، صفًا صفا أي: صفًا بعد صف، كل سماء
يجيء ملائكتها صفا، يحيطون بمن دونهم من الخلق، وهذه الصفوف صفوف خضوع وذل للملك
الجبار.
تفسير سورة الفجر السعدي المكتبه الشامله الحديثه
(
وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ) أي: وقت سريانه وإرخائه ظلامه
على العباد، فيسكنون ويستريحون ويطمئنون، رحمة منه تعالى وحكمة. 01 تفسير سورة الفجر - YouTube. ( هَلْ
فِي ذَلِكَ) المذكور ( قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ) أي: [
لذي] عقل؟ نعم، بعض ذلك يكفي، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ
رَبُّكَ بِعَادٍ ( 6)
إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ( 7)
الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ ( 8)
وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ( 9)
وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ ( 10)
الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ ( 11) فَأَكْثَرُوا
فِيهَا الْفَسَادَ ( 12)
فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ( 13)
إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ( 14). يقول تعالى: (
أَلَمْ تَرَ) بقلبك وبصيرتك كيف فعل بهذه الأمم الطاغية، وهي (
إِرَمَ) القبيلة المعروفة في اليمن ( ذَاتِ
الْعِمَادِ) أي: القوة الشديدة، والعتو والتجبر. الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا) أي:
مثل عاد ( فِي الْبِلادِ) أي: في
جميع البلدان [ في القوة والشدة] ، كما قال لهم نبيهم هود عليه السلام:
وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي
الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.
تفسير سورة الفجر السعدي ال عمران
( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ
بِجَهَنَّمَ) تقودها الملائكة بالسلاسل. فإذا وقعت هذه الأمور فـ (
يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنْسَانُ) ما
قدمه من خير وشر. ( وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى) فقد
فات أوانها، وذهب زمانها، يقول متحسرًا على ما فرط في جنب الله: يَا لَيْتَنِي
قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي الدائمة الباقية، عملا صالحًا، كما قال تعالى:
تفسير سورة الفجر السعدي لتفسير القران Pdf
فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا
مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ( 15)
وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي
أَهَانَنِ ( 16) كَلا
بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ( 17) وَلا
تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ( 18)
وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلا لَمًّا ( 19)
وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ( 20). يخبر تعالى عن طبيعة الإنسان من
حيث هو، وأنه جاهل ظالم، لا علم له بالعواقب، يظن الحالة التي تقع فيه تستمر ولا
تزول، ويظن أن إكرام الله في الدنيا وإنعامه عليه يدل على كرامته عنده وقربه منه،
وأنه إذا ( قدر عَلَيْهِ رِزْقُهُ) أي:
ضيقه، فصار بقدر قوته لا يفضل منه، أن هذا إهانة من الله له، فرد الله عليه هذا
الحسبان: بقوله ( كَلا) أي:
ليس كل من نعمته في الدنيا فهو كريم علي، ولا كل من قدرت عليه رزقه فهو مهان لدي،
وإنما الغنى والفقر، والسعة والضيق، ابتلاء من الله، وامتحان يمتحن به العباد،
ليرى من يقوم له بالشكر والصبر، فيثيبه على ذلك الثواب الجزيل، ممن ليس كذلك
فينقله إلى العذاب الوبيل. وأيضًا، فإن وقوف همة العبد عند
مراد نفسه فقط، من ضعف الهمة، ولهذا لامهم الله على عدم اهتمامهم بأحوال الخلق
المحتاجين، فقال: ( كَلا بَل لا تُكْرِمُونَ
الْيَتِيمَ) الذي فقد أباه وكاسبه، واحتاج إلى جبر خاطره والإحسان إليه.
وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ↓ وأما إذا ما اختبره, فضيق عليه رزقه, فيظن أن ذلك لهوانه على الله, فيقول: ربي أهانن. كَلاَّ بَل لّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ↓ ليس الأمر كما يظن هذا الإنسان, بل الإكرام بطاعة الله, والإهانة بمعصيته, وأنتم لا تكرمون اليتيم, ولا تحسنون معاملته, وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ↓ ولا يحث بعضكم بعضا على إطعام المسكين, وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلا لَّمًّا ↓ وتأكلون حقوق الأخرين في الميراث أكلا شديدا, وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ↓ وتحبون المال حبا مفرطا. تفسير هل في ذلك قسم لذي حجر [ الفجر: 5]. كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ↓ ما هكذا ينبغي أن يكون حالكم. فإذا زلزلت الأرض وكسر بعضها بعضا, وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ↓ وجاء ربك لفصل القضاء بين خلقه, والملائكة صفوفا صفوفا, وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ↓ وجيء في ذلك العظيم العظيم بجهنم, يومئذ يتعظ الكافر ويتوب, ومن أين له الاتعاظ والتوبة, وقد فرط فيهما في الدنيا, وفات أوانهما؟ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ↓ يقول: يا ليتني قدمت في الدنيا من الأعمال ما ينفعني لحياتي في الآخرة.