والثاني: أن تكون الألف التي في قوله: " أمن " ألف استفهام, فيكون معنى الكلام: أهذا كالذي جعل لله أندادا ليضلّ عن سبيله, ثم اكتفى بما قد سبق من خبر الله عن فريق الكفر به من أعدائه, إذ كان مفهوما المراد بالكلام, كما قال الشاعر: فَأُقْسِــمُ لَـوْ شَـيْءٌ أتَانَـا رَسُـولُهُ سِـوَاكَ وَلَكِـنْ لَـمْ نَجِـدْ لَـكَ مَدْفَعا (6) فحذف لدفعناه وهو مراد في الكلام إذ كان مفهوما عند السامع مراده. وقرأ ذلك بعض قرّاء المدينة والبصرة وبعض أهل الكوفة: ( أمَّن) بتشديد الميم, بمعنى: أم من هو؟ ويقولون: إنما هي ( أمَّن) استفهام اعترض في الكلام بعد كلام قد مضى, فجاء بأم، فعلى هذا التأويل يجب أن يكون جواب الاستفهام متروكا من أجل أنه قد جرى الخبر عن فريق الكفر, وما أعدّ له في الآخرة, ثم أتبع الخبر عن فريق الإيمان, فعلم بذلك المراد, فاستغني بمعرفة السامع بمعناه من ذكره, إذ كان معقولا أن معناه: هذا أفضل أم هذا؟. إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة الزمر - تفسير قوله تعالى " " أم من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه "- الجزء رقم7. والقول في ذلك عندنا أنهما قراءتان قرأ بكل واحدة علماء من القرّاء مع صحة كل واحدة منهما في التأويل والإعراب, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. وقد ذكرنا اختلاف المختلفين, والصواب من القول عندنا فيما مضى قبل في معنى القانت, بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع، غير أنا نذكر بعض أقوال أهل التأويل في ذلك في هذا الموضع, ليعلم الناظر في الكتاب اتفاق معنى ذلك في هذا الموضع وغيره, فكان بعضهم يقول: هو في هذا الموضع قراءة القارئ قائما في الصلاة.
- أمن هو قانت آناء الليل - موقع مقالات إسلام ويب
- إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة الزمر - تفسير قوله تعالى " " أم من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه "- الجزء رقم7
أمن هو قانت آناء الليل - موقع مقالات إسلام ويب
وقوله: { سَاجِدًا وَقَائِمًا} يقول: يقنت ساجدًا أحيانًا، وأحيانًا قائمًا، يعني: يطيع، والقنوت عندنا الطاعة، ولذلك نصب قوله: { سَاجِدًا وَقَائِمًا} لأن معناه: أمن هو يقنت آناء الليل ساجدا طورًا، وقائمًا طورًا، فهما حال من قانت، وقوله: { يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ} يقول: يحذر عذاب الآخر، عن ابن عباس في قوله: { يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ} قال: يحذر عقاب الآخرة، { وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} يقول: ويرجو أن يرحمه الله فيدخله الجنة. { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} يقول تعالى ذكره: قل يا محمد لقومك: هل يستوي الذين يعلمون ما لهم في طاعتهم لربهم من الثواب، وما عليهم في معصيتهم إياه من التبعات، والذين لا يعلمون ذلك، فهم يخبطون في عشواء، لا يرجون بحسن أعمالهم خيرًا، ولا يخافون بسيئها شرًا ؟ يقول: ما هذان بمتساويين. وقد روي عن أبي جعفر محمد بن علي رضوان الله عليه في ذلك: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} قال: نحن الذين يعلمون، وعدونا الذين لا يعلمون. أمن هو قانت آناء الليل - موقع مقالات إسلام ويب. { إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} يقول تعالى ذكره: إنما يعتبر حجج الله، فيتعظ ويتفكر فيها، ويتدبرها أهل العقول والحجى، لا أهل الجهل والنقص في العقول.
إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة الزمر - تفسير قوله تعالى " " أم من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه "- الجزء رقم7
المقام الثاني: ناشئ عن الأول، وهو مقام السلام من نوائب الخطأ ومزلات المذلات؛ فالعالِم يعصمه علمه من ذلك، والجاهل يريد السلامة، فيقع في الهلكة، فإن الخطأ قد يوقع في الهلاك من حيث طلب الفوز، ومثله قوله تعالى: { فما ربحت تجارتهم} (البقرة:16) إذ مثَّلهم بالتاجر، خرج يطلب فوائد الربح من تجارته، فرجع بالخسران؛ ولذلك يشبه سعي الجاهل بخبط العشواء؛ ولذلك لم يزل أهل النصح يسهلون لطلبة العلم الوسائل التي تقيهم الوقوع فيما لا طائل تحته من أعمالهم. المقام الثالث: مقام أنس الانكشاف، فالعالم تتميز عنده المنافع والمضار، وتنكشف له الحقائق، فيكون مأنوساً بها، واثقاً بصحة إدراكه، وكلما انكشفت له حقيقة كان كمن لقي أنيساً، بخلاف غير العالم بالأشياء، فإنه في حيرة من أمره حين تختلط عليه المتشابهات، فلا يدري ماذا يأخذ وماذا يدع، فإن اجتهد لنفسه خشي الزلل، وإن قلد خشي زلل مقلده، وهذا المعنى يدخل تحت قوله تعالى: { كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا} (البقرة:20). المقام الرابع: مقام الغنى عن الناس بمقدار العلم والمعلومات، فكلما ازداد علم العالِم قوي غناه عن الناس في دينه ودنياه. المقام الخامس: صدور الآثار النافعة في مدى العمر مما يكسب ثناء الناس في العاجل وثواب الله في الآجل؛ فإن العالِم مصدر الإرشاد، والعلم دليل على الخير، وقائد إليه، قال الله تعالى: { إنما يخشى الله من عباده العلماء} (فاطر:28).
أمن هو قانت أناء الليل ساجدا قال تعالى بسورة الزمر "أمن هو قانت أناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه " سأل الله هل يستوى من هو قانت آناء الليل ساجدا أى من هو متيقظ أجزاء الظلام مطيعا وقائما أى ومتيقظا النور مطيعا يحذر الآخرة أى يخاف العذاب مصداق لقوله بسورة الإسراء"ويخافون عذابه"ويرجو رحمة ربه والمراد ويريد جنة خالقه والمراد ويريد تجارة لن تبور مصداق لقوله بسورة فاطر"يرجون تجارة لن تبور "مع من يكفر فى الجزاء ؟ صلاحيات هذا المنتدى: لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى