الخطبة الأولى:
إنَّ الحمدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهدِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ؛ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ, صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا. أمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- حقَّ التَّقْوَى, واعلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى, وَاِعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ-، وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا, وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
- معنى شرح تفسير كلمة (قُدُّوسٌ)
- معنى اسم الله تعالى: القُدُّوس
معنى شرح تفسير كلمة (قُدُّوسٌ)
ألا تحتقر إنسان مهما كانت ديانته.. وتفرق بين ذاته وبين سلوكه
(أنكر السلوك لكن لا انكر الذات). فالله القدوس وهبه الاختيار.. وأوجب علينا مراعاة اختيارات البشر ولو لم ندرك الحكمة! ……………………………………………………………………………………. دمتم بخير..
أحمد المتعافي
هل ساعدك هذا المقال ؟
معنى اسم الله تعالى: القُدُّوس
– أسماء الله الحسنى ومرادفاتها وتأويلاتها باللغتين العربية والإنجليزية، محمد عبد المجيد الزميتي، مكتبة الاداب، القاهرة، 1998م. – ترجمة أسماء الله الحسنى إلى الفرنسية بين الدلالة المعجمية والسياق القرآني: سورة الحشر نموذجًا، عبد الحفيظ طيبي، جامعة منتوري قسنطينة، 2009م. – أسماء الله الحسنى في القرآن الكريم: أثارها الوجدانية والسلوكية، عبد الحميد راجح الكردي، دار المأمون للنشر والتوزيع، الأردن، 2006م. – المختصر في أسماء الله الحسنى والآثار المسلكية للإيمان بها، د. بندر بن نافع العبدلي، نسخة رقمية، 2020م. معنى اسم الله تعالى: القُدُّوس. – أسماء الله الحسنى، د. محمد راتب النابلسي.
القُدُّوس المُنزّه من كل شر ونقص وعيب ، كما قال أهل التفسير: هو الطاهر من كل عيب المنزّه عما لا يليق به ، وهذا قول أهل اللغة. وأصل الكلمة من الطهارة والنزاهة، ومنه بيت المقدس؛ لأنه مكان يُتَطَهّر فيه من الذنوب ومن أمَّه لا يريد إلا الصلاة فيه رجع من خطيئته كيوم ولدته أُمُّه، ومنه سميت الجنة حظيرة القدس لطهارتها من آفات الدنيا، ومنه سُمِّيَ جبريل روح القدس؛ لأنه طاهر من كل عيب. ومنه قول الملائكة: ( وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) [البقرة: 30] فقيل: المعنى ونقدس أنفسنا لك، فعدّى باللام، وهذا ليس شيء، والصواب: أن المعنى نقدسك وننزهك عما لا يليق بك. هذا قول جمهور أهل التفسير. وقال ابن جرير: "ونقدس لك: ننسبك إلى ما هو من صفاتك من الطهارة من الأدناس ومما أضاف إليك أهل الكفر بك" قال وقال بعضهم: "نعظمك ونمجدك" قاله أبو صالح، وقال مجاهد: "نعظمك ونكبرك" انتهى وقال بعضهم: ننزهك عن السوء فلا ننسبه إليك، واللام فيه على حَدّها في قوله: ( رَدِفَ لَكُمْ) لأن المعنى: تنزيه الله لا تنزيه نفوسهم لأجله. معنى شرح تفسير كلمة (قُدُّوسٌ). قلت: ولهذا قرن هذا اللفظ بقولهم ( نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ) فإن التسبيح تنزيه الله سبحانه عن كل سوء، قال ميمون بن مهران: "سبحان الله كلمة يُعظّم بها الرب ويُحاشى بها من السوء" وقال ابن عباس: "هي تنزيه لله من كل سوء" وأصل اللفظة من المباعدة من قولهم سبحت في الأرض إذا تباعدت فيها، ومنه ( كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [الأنبياء: 33] فمن أثنى على الله ونزّهه عن السوء فقد سبّحه، ويُقال سبح الله وسبح له وقدسه وقدس له.