الخطبة الثانية: ــــــــــــــــ
الحمدُ للهِ المحمودِ على كلِّ حال، وصلَّى اللهُ على محمدٍ النَّبيِّ الأُمِّيّ، وعلى آلهِ والأصحابِ لَه، وعنَّا معَهم يا جوادُ يا كريم.
- (262 ) خطب مميزة ومحاضرات مؤثرةمكتوبه
(262 ) خطب مميزة ومحاضرات مؤثرةمكتوبه
هذا وأسأل الله أنْ يُطهِّرَ قلوبَنا مِن الغِلّ والحقد والحسد، اللهم ارفع الضُّر عن المتضررين مِن المسلمين في كل أرض، وأعذنا وإيَّاهم مِن الفتن ما ظهر مِنها وما بطن، وأصلح الحُكامَ والمحكومين، وخُذ بأيديهم إلى مراضيك، اللهم اغفر لنا ولجميع أهلينا، أحياء وأمواتًا، وأكرِمْنا وإيَّاهم في الآخرة برضاكَ والجنةِ، والنظرِ إليك، إنَّك سميعٌ مُجيب، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لِي ولكم.
فالصالح إذا رفعت جنازته على الأكتاف، وحملت وسير بها، فإنها تتكلم بكلامٍ حقيقي، تقول: قدموني؛ لأنها تريد ما أعد الله لها، وتتشوق إلى ما بعد الموت من الجزاء الحسن. أما في القبر، فإن الصالح منزلته عظيمة، وثوابه جزيل وحاله حسن، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الميت تحضره الملائكة، فإذا كان الرجل صالحاً، قال: اخرجي أيتها النفس الطيبة، أخرجي حميدة، وأبشري بروحٍ وريحان، وربٍ غير غضبان، فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج، ثم يعرج بها إلى السماء، فيستفتح لها، فيقالُ: من هذا؟ فيقول: فلان، فيقال: مرحباً بالنفس الطيبة، كانت في الجسد الطيب، ادخلي حميدة، وأبشري بروحٍ وريحان، وربٍ غير غضبان، فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله تبارك وتعالى). (262 ) خطب مميزة ومحاضرات مؤثرةمكتوبه. وبعد ذلك يكون في القبر من أنواع النعيم ما فيه، فإنه يفسح له سبعين في سبعين، ويجعل عليه خضراً إلى يوم يبعثون، وينور له، ويأتيه عمله الصالح في أحسن صورة، ويفتح له بابٌ إلى الجنة، فيأتيه من طيبها وروحها وريحانها ما الله به عليم، هذا جزاؤه في القبر. أما في الآخرة، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (أعددت لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فاقرءوا إن شئتم: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ [السجدة: 17]) رواه البخاري رحمه الله تعالى.