يتمثل هذا الحل الغريب والمتخيّل في أن يُتاح للشعب الأمريكي مرة في كل عام ولمدة اثنتي عشر ساعة، إمكانية تفريغ شحناته السلبية (الجانب الحيواني العنيف فيه) من خلال ممارسة كافة أشكال الجرائم بما فيها أن يحمل السلاح ويخرج لشوارع المدينة ويقتل كل من يمكنه قتلهم.. كما يسمح له خلال هذا المهرجان السنوي أن يقتحم البيوت إن شاء من أجل قتل أو (صيد) أخيه الإنسان. النكـبة. وخلال هذه الإثنتي عشر ساعة، تُغلِق مراكز الأمن أبوابها، وتُعلّق المستشفيات خدماتها، فلا يمكنها تلقي الاتصالات كما يمنع عليها تقديم أي نوع من المساعدة خلال هذه الفترة التي تسمى "التطهير". ولك أن تتخيل عزيزي القارئ، وخيالُك حرّ في ذلك، أنه حين يسمح للناس بحمل الأسئلة والخروج لقتل بعضها البعض بلا حسيب ولا رقيب، أنّ معارك البشر لن تكون متكافئة، فبما أن الـولايات المتحدة الأمريكية فيها أغنياء وفقراء.. فإن الغني بالتأكيد هو الأقدر على اقتناء السلاح، وكلما اشتدّ ثراؤه كلّما كان سلاحه أكثر فتكا، وكلّما كثرت أمواله كلما كان بوسعه أن يؤمِّن منزله أو قصره بأحدث وسائل الحماية، حيث يمكنه أن يمضي ليلة التطهير آمنا في بيته، إن لم يكن راغبا، هو أو أحد أفراد أسرته، في الخروج لصيد إخوانه.
النكـبة
أخرج الأجزاء الثلاثة السابقة "جيمس ديموناكو"، والذي كتب السيناريو وأنتج هذا الجزء. الفيلم من بطولة "وايلان نويل وليكس سكوت ديفيس وجويفان ويد ولورن فيليز وماريسا تومي".
وبعد يوم واحد من توقيع اتفاق الهدنة الأردني الإسرائيلي في أيار 1949، انضمت إسرائيل للأمم المتحدة كدولة عضو، وعززت سيطرتها على أكثر من 78% من أراضي فلسطين التاريخية، وتمت تسمية الـ22% المتبقية منها "الضفة الغربية وقطاع غزة". وفي غضون ذلك، ظل مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين تم حشرهم في مخيمات للاجئين، بانتظار العودة إلى بيوتهم. خطط الصهاينة لتطهير أرض فلسطين من سكانها، وبذلوا قصارى جهدهم لمسح التراث والثقافة الفلسطينية من الوجود. كان الهدف الأساسي للأجندة الصهيونية هو: مسح فلسطين من خارطة العالم. لم تنته النكبة الفلسطينية عام 1948، ولا تزال عمليات التطهير العرقي في فلسطين التاريخية مستمرة حتى يومنا هذا، وبالمقابل، لا تزال المقاومة الفلسطينية مستمرة كذلك. ومع تصاعد الهجمات الإرهابية الصهيونية ضد العرب والبريطانيين، قرر البريطانيون تسليم مسؤولية ملف فلسطين للأمم المتحدة التي تشكلت حديثاً في ذلك الوقت. في تشرين الثاني عام 1947، اقترحت الجمعية العامة للأمم المتحدة خطة لتقسيم فلسطين إلى دولتين: يهودية وعربية. فلم التطهير الجزء الأول. شكل اليهود في فلسطين وقتها ثلث السكان، غالبيتهم قدموا من أوروبا خلال السنوات القليلة التي سبقت هذا التاريخ، وكانوا يسيطرون على مساحة تصل إلى أقل من 6% فقط من دولة فلسطين التاريخية.