وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ، والكُرسي هو موضع القدمين، وهو مخلوق من المخلوقات العظيمة بين يدي العرش، ولا يعلم كيفيته إلا الله . وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ، أي: لا يُثقله ولا يُعجزه حفظ السماوات والأرض وهو العلي الذي له العلو المُطلق، علو الذات، وعلو القهر، وعلو القدر والمنزلة، وكذلك أيضًا هو العظيم الذي له العظمة والكبرياء. هذه الآية أعظم آية في كتاب الله -تبارك وتعالى، وهي آية الكرسي، وقد جاء عن النبي ﷺ في بيان فضلها أحاديث صحيحة ثابتة، وما يدل على كونها أعظم الآيات في كتاب الله [1].
- الله لا اله الا هو له الحسنى
- الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تاخذه
- الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه
الله لا اله الا هو له الحسنى
السؤال:
على بركة الله، نبدأ هذا اللقاء بتفسير الآية الكريمة، يطلب الأخ تفسير هذه الآيات: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ [آل عمران:18]؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم.
(29) 18472- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (إني أراكم بخير) ، قال: في دنياكم، كما قال الله تعالى: إِنْ تَرَكَ خَيْرًا ، سماه " خيرًا " لأن الناس يسمون المال " خيرًا ". * * * قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ما أخبر الله عن شعيب أنه قال لقومه، وذلك قوله: (إني أراكم بخير) ، يعني بخير الدنيا. الله لا اله الا هو له الحسنى. وقد يدخل في خير الدنيا ، المال وزينة الحياة الدنيا ، ورخص السعر ، ولا دلالة على أنه عنى بقيله ذلك بعض خيرات الدنيا دون بعض، فذلك على كل معاني خيرات الدنيا التي ذكر أهل العلم أنهم كانوا أوتوها. * * * وإنما قال ذلك شعيب، لأن قومه كانوا في سعة من عيشهم ورخص من أسعارهم ، كثيرة أموالهم، فقال لهم: لا تنقصوا الناس حقوقهم في مكاييلكم وموازينكم، فقد وَسَّع الله عليكم رزقكم، ، (وإني أخاف عليكم) ، بمخالفتكم أمر الله ، وبَخْسكم الناس أموالهم في مكاييلكم وموازينكم ، (عذاب يوم محيط) ، يقول: أن ينـزل بكم عذاب يوم محيط بكم عذابه. فجعل " المحيط" نعتًا لليوم، وهو من نعت " العذاب " ، إذ كان مفهومًا معناه، وكان العذاب في اليوم، فصار كقولهم: " بعْض جُبَّتك محترقة ". (30) ------------------- الهوامش: (27) الأثر: 18467- " الذيال بن عمرو " ، هكذا جاء هنا بالذال معجمة ، وقد سلف في رقم: 14445 ، وتعليقي عليه ، وتعليق أخي السيد أحمد رحمه الله ، في ج 12: 589 ، رقم: 7 ، " الزباء بن عمرو " ، وفي ابن كثير: " الديال " بدال مهملة ، ولم نستطع أن نعرف من يكون.
الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تاخذه
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( الْمُهَيْمِنُ) قال: الشهيد عليه. وقال آخرون: المهيمن: الأمين. * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن جُويبر، عن الضحاك ( الْمُهَيْمِنُ) الأمين. وقال آخرون: ( الْمُهَيْمِنُ): المصدّق. * ذكر من قال ذلك: حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: ( الْمُهَيْمِنُ) قال: المصدق لكلّ ما حدّث، وقرأ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ قال: فالقرآن مصدّق على ما قبله من الكتب، والله مصدّق في كلّ ما حدّث عما مضى من الدنيا، وما بقي، وما حدّث عن الآخرة. وقد بيَّنت أولى هذه الأقوال بالصواب فيما مضى قبل في سورة المائدة بالعلل الدالة على صحته، فأغنى عن إعادته في هذا الموضع. الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تاخذه. وقوله: ( الْعَزِيزُ): الشديد في انتقامه ممن انتقم من أعدائه. كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( الْعَزِيزُ) أي في نقمته إذا انتقم. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( الْعَزِيزُ) في نقمته إذا انتقم. وقوله: ( الْجَبَّارُ) يعني: المصلح أمور خلقه، المصرفهم فيما فيه صلاحهم. وكان قتادة يقول: جبر خلقه على ما يشاء من أمره.
* * * واختلف أهل التأويل في " الخير " الذي أخبر الله عن شعيب أنه قال لمدين إنه يراهم به. فقال بعضهم: كان ذلك رُخْص السعر وَحذرهم غلاءه. *ذكر من قال ذلك: 18467- حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة قال ، حدثنا عبد الله بن داود الواسطي قال ، حدثنا محمد بن موسى، عن الذيال بن عمرو، عن ابن عباس: (إني أراكم بخير) ، قال: رُخْص السعر ، (وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط) ، قال: غلاء سعر. الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه. (27) 18468- حدثني أحمد بن عمرو البَصري قال، حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث قال ، حدثنا صالح بن رستم، عن الحسن، وذكر قوم شعيب قال: (إني أراكم بخير) ، قال: رُخْص السعر. (28) 18469- حدثني محمد بن عمرو بن علي قال ، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبي عامر الخراز، عن الحسن في قوله: (إني أراكم بخير) قال: الغنى ورُخْص السعر. * * * وقال آخرون: عنى بذلك: إنّي أرى لكم مالا وزينة من زين الدنيا. ذكر من قال ذلك:- 18470- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: (إني أراكم بخير) ، قال: يعني خير الدنيا وزينتها. 18471- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: (إني أراكم بخير) ، أبصر عليهم قِشْرًا من قشر الدنيا وزينتها.
الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( الْجَبَّارُ) قال: جَبَرَ خلقه على ما يشاء. وقوله: ( الْمُتَكَبِّرُ) قيل: عُنِيَ به أنه تكبر عن كلّ شرّ. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( الْمُتَكَبِّرُ) قال: تكبر عن كلّ شر. صوت الدعاة - صوت الدعاة - أفضل موقع عربي في خطبة الجمعة والأخبار المهمة صوت الدعاة. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، مثله. حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، قال: أخبرنا أبو رجاء، قال: ثني رجل، عن جابر بن زيد، قال: إن اسم الله الأعظم هو الله، ألم تسمع يقول: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ يقول: تنـزيهًا لله وتبرئة له عن شرك المشركين به.
قائِماً بِالْقِسْطِ، أَيْ: بِالْعَدْلِ، ونظم الْآيَةِ: شَهِدَ اللَّهُ ﴿ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ﴾، نَصْبٌ عَلَى الْحَالِ، وَقِيلَ: نَصْبٌ عَلَى الْقَطْعِ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ: قائِماً بِالْقِسْطِ، أَيْ: قَائِمًا بِتَدْبِيرِ الْخَلْقِ، كَمَا يُقَالُ: فُلَانٌ قَائِمٌ بِأَمْرِ فُلَانٍ، أَيْ: مُدَبِّرٌ لَهُ وَمُتَعَهِّدٌ لشأنه، وفلان قائم بِحَقِّ فُلَانٍ أَيْ: مُجَازٍ لَهُ، فالله تعالى مدبر ورازق ومجاز بِالْأَعْمَالِ، ﴿ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾. تفسير القرآن الكريم