في النهاية يستحق الانسـان هـذا الدعاء الذي قرره رب العزة: {قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} «عبس: ١٧». لذلك فلا يجب أن يحزن الإنسان على مضرة نالته أو مساءة لحقته من إنسان، لأن هذا هو المتوقع والمظنـون من الإنسان بفطـرتـة المشوبة بضـلال وعبث الشيطان الذي تحول بها عن استقامتهـا الى انحرافات مستهجنة مبغوضة. ونسألك اللهم العفو والعـافيـة في الدنيا والآخرة، وسبحانك اللهم وبحمدك، نستغفرك ونتوب اليك. من كتاب "تلبيس إبليس" تأليف العلامة ابن الجوزي.. ما الذي غـرّك بربك الكريم ؟ - وصل اماراتي. دراسة وتحقيق أبى سماحة العلامة الموسوعى الجليل الدكتور السيد الجميلى
رحمه الله رحمة واسعة
اللهم تقبل من أبى
صلاته ، وصيامه لك ، وسائر طاعاته ، وصالح أعماله ، وأثقل بها ميزانه يوم القيامة ، وثبِّته على الصراط يوم تزل الأقدام ، واجعله من الفائزين ، وأسكِنه في أعلى الجنات في جوار نبيِّك ومصطفاك ﷺ.. يا رب العالمين
ما الذي غـرّك بربك الكريم ؟ - وصل اماراتي
ثم هذه العَيْنَيْن من أجل البُعْد الثالث، لأنَّك بالواحدة ترى الطول والعرْض، وبالعَيْنَيْن ترى العُمْق، والأذنان من أجل جهَة الصوت، فالواحدة تعرف الصوت، ولكن لا تعرف جِهَةَ الصوت: "فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ". هناك ما يسمى (هرمونات): وهي مواد كيميائية معقدة، تفرزها خلايا خاصة بكميات ضئيلة جداً حسب حاجة الجسم، وهي مسؤولة عن الجسم كله، بل وهناك هرمونات عصبية مسؤولة مثلاً عن الخوف والغضب، لو تعطَّل هرمون واحد لأصبحت حياة الإنسان جحيماً، هناك غدة تتحكم بكل غدد الإنسان تسمى (ملكة الغدد)، هي الغدة الصَّماء، هل تعلمون كم وزنها (نصف غرام) فقط: "فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ". يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم تفسير. دعونا نذهب للحياة: لو أنه سبحانه أمرك أن تُصلي خمسين صلاة، وكل صلاة خمسون ركعة، لما أطقنا. ولو كان النهار خمسين ساعة والليل خمسين ساعة، ماذا نفعل؟! ، حياة لا تحتمل!. ولو أن حجم الأرض خمسة أمثال حجمها الحالي، فوزنك يتضاعف خمسة أمثال، وتصبح حركتك أشغالاً شاقة؛ لأنَّ وزن الإنسان متعلق بحجم الأرض، فمثلاً على القمر، إذا كان وزنك 60 كيلو على الأ رض، يصبح على القمر 10 كيلو. الفواكه تنضج تباعاً، فلو أن القمح ينضج تباعاً مثلها، لاحتجنا إلى أن نمسك سنبلة سنبلة؛ لنتبيّن هل نضجت فنقطعها أم لا فنتركها؟، لكن السنابل تحتاج ثلاثة أشهر ثم تستحصد كلها دفعة واحدة وتجمع في يوم واحد.
لأنّ الشيطان توعّد أن يُضل بني آدم, لذلك ينجذب الإنسان للوقوع بالمحظورات كما ينجذب الحديد للمغناطيس, لكن ليس معنى ذلك أن يفعل الإنسان كل المعاصي ويقول بسبب الشيطان, الشيطان يوسوس فقط والإنسان إما أن يستجيب لهذه الوسوسة أو يمتنع, هنا يتدخّل الوازع الديني الذي يُشكّل درع عازل ما بين الحديد والمغناطيس فلا يعد للمغناطيس أي تأثير. قال تعالى: " وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) " سورة إبراهيم. تحياتي
Panet | يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم
وإذا كان الانسان كنـودا لربه الذي خلقـه وسـواه، فكيف يكون منصفا لمخلوق مثله؟؟ قال تعالى: {إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} «العاديات: ٦» فكان الأولى والأليق أن يكون طائعاً خاشعاً مخبتا لبارئه وخـالقـه وصـاحب النعم والآلاء التي لا تحصى ولا تعد. لذلك فإن أولى الأبصار والبصائر يتوقعون الشر والغدر والخديعة من البشر من بني جلدتهم، لأنـه متى كان الانسان عافا ظالماً لنفسه فإنه لا يكـون ولا يمكن أن يكون منصفاً لغيره، وهو بالكفر والظلم يكون قد فوت على نفسه الخير العميم والرضوان المقيم في جنات النعيم. PANET | يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم. ولم يترك الله تعالى الإنسـان تتجاذبه أهوال الطبيعة، ومكـايـد أعدائه وإنـما حـذره منها، وحسر عنها اللثام، وطرح عنهـا النقـاب حتى لا تكون له حجـة ولا يكون له عذر في عدم النـأي والاحتراس والاحتراز منها. أهم أعـداء الإنسان في الطبيعة وفي حياته الدنيوية هـو الشيطان وتسويله، واستدراجه وتغـريـره ولذلك كان التنبيه عليـه واضحاً وقويا. قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِين} «يوسف: ٥» وقال: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ} «يس: الآيات ٦٠ ، ٦١ ، ٦٢».
[تفسير ابن أبي حاتم]. واسم الأكرم يدل على المبالغة في الكرم وكثرته، فهو سبحانه أكرم الأكرمين، لا يوازيه كريم، ولا يعادله في الكرم نظير. مقتضى اسمي الله الكريم الأكرم وأثرهما:
اسم الله الكريم فيه إثبات صفة الكرم لله تعالى. والعبد إذا عرف ربه الكريم الأكرم لم يلتفت لمخلوق مثله يسأله ويتذلّل إليه، بل يلجأ إلى ربه الكريم الذي كَرَمُه لا حدَّ له، ويطرح نفسه عند بابه يسأله ويلحّ عليه بالسؤال، والله تعالى يعطي ويمنع لحكمةٍ يعلمها هو، والمؤمن يعلم أن الله إذا أعطاه كان هذا العطاء خيراً له، وإذا منعه كان هذا المنع خيراً له. يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم: – فريق د.مجدي العطار. ومن مقتضى هذين الاسمين كذلك أن يتخلّق المسلم بخلق الكرم مع عباد الله، فالله تعالى الكريم يحب الكَرَم، ويحب الكرماء من عباده، ويثيبهم على كرمهم بالثواب الجزيل. مرحباً بالضيف
يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم: – فريق د.مجدي العطار
﷽ وقفة قُرآنية ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ) { ۞ يا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ* الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ* فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ* كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ *} (سورة الانفطار) ●• اللهم ثبتنــا على ولايـۂ محمـد وآل محمـد
فقال: الآن شكرتني يا داود. ذكره الإمام أحمد. والمقصود أن حال الشاكر ضد حال القائل: (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي). انتهى كلامه رحمه الله. يا أيها الإنسان ما الذي بالله غـرّك ؟ أغـرّك أنك فعلتَ وفعلت ، وأنفقت وتصدّقت ؟ قال جل جلاله: ( قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) سمع ابن سيرين رجلا يقول لرجل: فعلت إليك ، وفعلت ، فقال له: اسكت! فلا خير في المعروف إذا أُحصيَ. أغـرّك أن الله يراك على المعصية ، بل وتُقيم عليها الدهور ، وهو يحلم عليك ، ويمهلك ، بل ويَقْبلك إن رجعت ؟
أغـرّك أن ربك واسع المغفـرة فطمعت في رحمته وبحبوحة جنته دون عمل ؟قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: سيبلى القرآن في صدور أقوام كما يبلى الثوب فيتهافت ، يقرؤونه لا يجدون له شهوة ولا لذة ، يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب ، أعمالهم طمع لا يخالطه خوف ، إن قصّروا قالوا: سنبلغ ، وإن أساؤوا قالوا: سيُغفر لنا! إنا لا نشرك بالله شيئا. رواه الدارمي. قال تعالى يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم. ما الذي بالله غـرّك وهل نسيت أصلك ؟
بزق النبي صلى الله عليه وسلم في كفه ثم وضع أصبعه السبابة. وقال: قال الله: ابن آدم أنـّـى تعجزني ، وقد خلقتك من مثل هذه حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد ، فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التراقي ، قلت: أتصدق ، وأنـّـى أوانُ الصدقـة.