واحد من أنبياء الله -تعالى- العرب، وهو من ذرية نوح عليه السلام، كان يعيش مع قومه في منطقة اسمها "الحِجر" وتقع في المملكة العربية السعوديّة اليوم، وكان اسم قومه "ثمود"، وهؤلاء القوم قد أسكنهم الله -تعالى- في تلك المنطقة بعد أن عاقبَ قبلهم قوم عاد،وقد أكرم الله -تعالى- ومنّ على قوم ثمود ورزقهم من الخيرات الوفيرة وجعل لهم بيوتًا عظيمة كانوا يصنعونها عن طريق نحت الجبال، فكانت منازلهم أشدّ وأقوى وأعظم من منازل قوم عاد الذين سبقوهم. دعوة نبينا صالح عليه السلام لقومه
كيف بدأ النبي صالح -عليه السلام- بدعوة قومه؟
بعد أن مات قوم عاد وعاقبهم الله -تعالى- على كفرهم جاء بعدهم قوم ثمود، وهؤلاء القوم قد كانوا في بداية الأمر مؤمنين بالله، وقد أخذوا درسًا قاسيًا من قوم عاد الذين كانوا قبلهم وعاقبهم الله -تعالى- على كفرهم وإشراكهم به، فأخذهم عقاب الله الشديد وهم يعتقدون أنّه لن يقدر عليهم أحد، فلمّا مرّ زمنٌ طويل بعد مجيء قوم ثمود نسي أبناء تلك القبيلة ما كان عليه أجدادهم من عبادة لله -تعالى- الواحد الأحد، فجاءهم الشيطان وكذب عليهم وزيّن لهم عبادة التماثيل الحجريّة، فنحتوا تماثيل من الحجر من صنع أيديهم وصاروا يعبدونها جيلًا بعد جيل.
كيف عاقب الله قوم صالح زيادنة
ترجف لها القلوب، وتضم لها الآذان، آتية من السماء زلزلتهم من تحتهم. فخرجت أرواحهم ولم يتحركوا أبداً بل أصبحوا جثثاً هامدة داخل منازلهم فقال الله سبحانه وتعالى:
(فأصبحوا في ديارهم جاثمين). وفي الحقيقة فإن العذاب الذي نزل بقوم ثمود قد تم التعبير عنه في أكثر من موضع في القرآن الكريم. فقد جاء مرة بتسمية الصيحة، وفي مرة أخرى جاء باسم الرجفة، وفي مرة ثالثة جاء باسم الطاغية، وفي الرابعة باسم الصاعقة. وفي الحقيقة فإن كل تلك المصطلحات شديدة الشبه ببعضها البعض، إذ أنه لا يوجد أي تناقض بينهما. كيف عاقب الله قوم صالح اللحيدان. بل أن جميعها تشير إلى مدى العذاب الذي عاناه قوم ثمود قوم سيدنا صالح عليه السلام. اخترنا لك أيضا: قصة النبي صالح للأطفال
ما الذي نتعلمه من قصة قوم ثمود؟
في الحقيقة فإن قصة قوم ثمود تحوي العديد من العبر والعظات التي يمكن أن نستفيد منها ونتعلم منها الكثير الكثير كالآتي:
فنتعلم من قصة قوم ثمود؛ أن ما قام به سيدنا صالح عليه السلام مع قوم ثمود رغم استهزائهم به، وأذيتهم له يدل على قوة إيمانه. فكان سيدنا صالح شديد الإصرار على الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ولم يلن لحظة واحدة بسبب ما فعله به قومه. بل زاده ذلك ثباتاً على ثباته، فقام ببذل كل ما في وسعه لكي تصل دعوة الله.
[٨]
أراد قوم صالح قتلَه وأهلَه، ثمّ أجمعوا أن يقولوا: إنّهم لا يعلمون من الذي قتله، فأرسل الله -سبحانه وتعالى- بقُدرته على أولئك الذين أرادوا قتلَه حجارةً قتلتهم، فكادوا لقتل صالح، ولكنّ الله لهم بالمرصاد؛ فبعد ثلاثة أيّام جاءهم ما استعجلوا من العذاب ، وكان ذلك يوم الخميس، وهو اليوم الأوّل من أيّام النّظرة، وبدأ عذابهم بأن أصبحت وجوهُهم مصفرَّةً كما أنذرهم صالح، وفي اليوم الثاني من أيّام التّأجيل، وهو يوم الجمعة أصبحت وجوههم محمرَّةً، ثمّ أصبحوا في اليوم الثّالث وهو يوم السّبت ووجوههم مسودَّةٌ، وكانوا في كلِّ يومٍ يُذكِّرون بعضَهم بدُنُوِّ العذاب استهزاءً بصالح عليه السّلام.