اخي القارئ الكريم إذا عرفت ذلك شاهدت اليوم كثرة الهالكين لتفريطهم في هذين الأصلين إما لعدم معرفة الحق من الباطل وإما لعدم إيثار الحق على الباطل، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم ارنا الحق حق وارزقنا
المعنى الثالث
وارزقنا إتباعه
يا لحظ وسعادة من أراه الله الحق حقاً ثم رزقه إتباعه ،
ولنا القدوة في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فما جاءهم الحق من ربهم إلا آمنوا به وصدقوا النبي واتبعوه ،
إتباع المستسلم المسلم لأمر الله ورسوله ، لا إتباع العقلانيين!!!
اللهم ارنا الحق حق وارزقنا اتباعه
قال أبو المظفر السمعاني رحمه الله:
« وأمّا أهل الحق؛ فجعلوا الكتاب والسنة أمامهم، وطلبوا الدين من قبلهما، وما وقع من معقولهم وخواطرهم، عرضوه على الكتاب والسنة؛ فإن وجدوه موافقاً لهما قبلوه، وشكروا الله عز وجل، حيث أراهم ذلك ووفقهم عليه، وإن وجدوه مخالفاً لهما تركوا ما وقع لهم، وأقبلوا على الكتاب والسنة، ورجعوا بالتهمة على أنفسهم؛ فإن الكتاب والسنة لا يهديان إلا إلى الحق، ورأي الإنسان قد يرى الحق، وقد يرى الباطل ».
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعة
ويقول قولة الحق ولكن يراد بها الباطل...! وكثيرا ما يلتبس الورع بالجبن، وتلتبس الحكمة بالتواني؛ بجامع الترك في كل..!! ولكن الله عز وجل يعلم المفسد من المصلح! وهنا.. قد يألف الأول القعود والبطالة المبررين حتى يغلب الكسب الطبع فينتكس مخادعا نفسه بأن هذا مقتضى الشرع وهذا من تلبيس ابليس كما ذكر العديد من العلماء المحققون!! وهذا يفسر لك سبب شجاعة بعض العامة وإقدامهم المحمود حين أدبر من يقتضي وضعه تقدمه! اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعة. وقد يفطن إلى لبس الحق بالباطل وأن الدين بريء من خلق الثاني، فينقلب عليه.. ثم إن عصمه الله من الشطط في رد الفعل = عدل مع الثاني - وإن تركه وجفا عنه - ولم يهدر كل فضائله، وحذر الناس مع ذلك من مسلكه.. وإلا انقلب عليه شر انقلاب ولم يعرف له فضلا، وقد يزين له الشيطان ذلك وينفخ فيما لديه من جرأة وإقدام وشجاعة فيلبسها بما تلتبس به من غلو يخرجها عن عدل الشرع إلى جور النفس وظلمها وسوء خلقها. والمخرج من ذلك كله: صدق اللجأ إلى الله والاستعانة به على تزكية النفس، ومجاهدتها المرة تلو المرة بلا يأس ولا ملل، وإدمان النظر في هدي النبي صلى الله عليه وسلم والاستنان بمن قد مات من أولي الأمر العتيق. ويحضرنى هنا عندما حك الصحابة من صغر بنيان ابن مسعود رضى الله عنه فقال لهم رسولنا الكريم هى أشد من جبل أحد ثقلا...!!
ربنا اغفر لنا ولإخواننا وتجاوز عن أخطائنا إنك أنت الغني الكريم. اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم. اللهم إني أسألك من خير ما سألك به عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك. اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا اللهم إني أسألك أن توفقني في أموري كلها، وأن تكتب لي الصلاح والرشاد والنجاح. اللهم ارنا الحق حق وارزقنا اتباعه. اللهم إني أسألك التوفيق في الدنيا والفلاح في الآخرة. اللهم وفقني في جميع شؤوني وأصلح حالي وسدد خطاي. اللهم ارزقني توفيقا من عندك وبارك لي في عملي وفي وقتي واجعل عاقبة أمري خيرا. اللهم إني أسألك الصلاح والفلاح والسداد والرشاد والتوفيق والنجاح، في كل أمر صغير وكبير يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا اللهم يسر لي أموري كلها وأصلحني وأرشدني لما فيه خيري، يا إلهي ويا مولاي ويا ذا الجلال والإكرام.