سلسلة شرح أسماء الله الحسنى (24)
اسم الله: القادر - القدير - المقتدر (1)
عرَفنا تحت عنوان: سلسلة شرحِ أسماءِ الله الحسنى شرحًا ميسرًا لأسماء الله: الرحمن، الرحيم ، الملك، المالك، المليك، الحليم، الرقيب ، الرزاق ، وانتهينا إلى اسم الله الغفور؛ حيث عرفنا كيف أن المسلمَ يستبشرُ بمغفرة الله، ويعلم أن الله تعالى فتح بابَ التوبةِ للعصاة والمذنبين؛ دفعًا لمَغَبَّة التقنيطِ، ودرءًا لوخامة التحبيطِ. غير أن تفاؤلَنا بصفات الترغيبِ التي يريدُ منا ربُّنا عز وجل أن يرى حُلاها علينا - اقترن بضرورة استحضارِ صفاتِ الترهيب، التي تُحدثُ التوازنَ في حياة المؤمنِ ؛ ليعيش بين الخوف والرجاءِ، بين الرغبةِ والرهبة؛ لأن ربَّه كما اتصف بالرحمة، والرفق، واللطف، والحلم، والمغفرة، فقد اتصف - كذلك - بصفة الجبروت، والقوة، والعظمة، والانتقامِ ممن أساء وعدا، وظلم واعتدى. وسنقف اليوم - إن شاء الله - منها على اسم الله القادر، والقدير، والمقتدر. معني اسم الله القادر نبيل العوضي. ولقد وردت هذه الأسماءُ مع مشتقاتها في كتاب الله أزيدَ من 130 مرة، منها 45 مرة كلمة "قدير"، و13 مرة كلمة "قادر"، وأربع مرات كلمة "مقتدر"، ويدور معناها كلها على تسليط القوةِ، والسيطرةِ، والتمكن، والهيمنةِ.
ما معنى اسم الله القادر - كنز المعلومات
))، قال: فألقيتُ السوطَ من يدي، فقال: ((اعلم أبا مسعود أن الله أقدرُ عليك منك على هذا الغلام))، قال: فقلت: لا أضرب مملوكًا بعده أبدًا. وقد يكونُ القادرُ بمعنى المقَدِّر للشيء، كقوله: ﴿ فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُون ﴾ [المرسلات: 23]؛ أي: نعم المقدرون. وقال الشيخ السعدي رحمه الله: "(القدير) كامل القدرة، بقدرته أوجد الموجوداتِ، وبقدرته دبَّرَها، وبقدرته سوَّاها وأحكمَها، وبقدرته يحيي ويميت، ويبعثُ العبادَ للجزاء، ويجازي المحسنَ بإحسانه، والمسيءَ بإساءته، الذي إذا أراد شيئًا قال له: كن، فيكون، وبقدرته يقَلِّب القلوبَ ويصرفُها على ما يشاء ويريد". وقال ابن القيم رحمه الله:
وهو القديرُ وليس يعجزُه إذا ♦♦♦ ما رام شيئًا قط ذو سلطان
وقال الحليمي: "المقتدر: هو المظهرُ قدرتَه بفعلِ ما يقدرُ عليه". معنى اسم الله الوالي - سطور. وقال الزجاج: "المقتدرُ: مبالغةً في الوصف بالقدرة، والأصلُ في العربية أن زيادةَ اللفظ زيادة في المعنى". واسم الله القادرُ هو الفاصلُ بين المؤمنين الذين يعلمون أن المتمكن من الكون، المهيمن عليه، المتصرِّف فيه - هو الله، فيعبدونه بمقتضى هذا الاسم وما يستحقه من الإجلال والإعظامِ، وبين الزنادقةِ والملاحدة، الذين ينسُبون التصرفَ في الكون إلى قوةِ الطبيعةِ، أو يركنون إلى قوةِ العقل البشري، ويرون أن الإنسانَ بعقله هو المتصرفُ الحقيقي في الكون.
اسم الله القادر - سلسلة أسماء الله الحسنى للأطفال - Youtube
وبناءً على ما تمّ ذكره على كلّ مسلمٍ أن يتخلّق بأخلاق الولاية ومضمونها، وذلك من خلال وجوه عديدة منها أن يتولى المسلمون أمر بعضهم البعض، و أن تقضى حاجاتهم، ويُغاث ملهوفهم، وأن تكون بينهم روابط المحبّة والأخوّة والنصرة. المراجع [+] ↑ سورة الأعراف، آية: 180. ↑ "أسماء الله الحسنى" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 13-06-2019. بتصرّف. ↑ رواه ابن عساكر، في معجم الشيوخ، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2/1109، صحيح. ↑ سورة الشورى ، آية: 9. ↑ سورة البقرة، آية: 257. ↑ "اسم الله الولي 1" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 13-06-2019. بتصرّف. ↑ سورة يونس، آية: 62. معني اسم الله القادر النابلسي. ↑ سورة الأنعام، آية: 62. ↑ "منهج فهم معاني الأسماء الحسنى والتعبد بها (5) الولي والمولى" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 13-06-2019. بتصرّف.
اسم الله القادر .. - Youtube
وما الحرْبُ إلا ما علِمتُمْ وذُقتُمُ
وما هو عنها بالحديث المُرجَّمِ
متى تبعثُوها تبْعثُوها ذمِيمةً
وتَضْرَ إذا ضرَّيْتُمُوها فتَضْرَمِ
وإذا كان العالَمُ ينفقُ على التعليم 1. 1 ترليون دولار، وعلى الصحة والتغذية مجتمعتين 2. اسم الله القادر - سلسلة أسماء الله الحسنى للأطفال - YouTube. 1 ترليون دولار، فإنه ينفقُ على القدرات العسكرية اليوم قرابة 1. 8 ترليون دولار سنويًّا، وصار العالَمُ يملك من الرؤوس النَّووية قرابةَ 30 ألف رأس نووي، وهي كفيلةٌ بتدمير الكرة الأرضية عدة مرَّات، مع تسخير 50 مليون شخص لخدمة هذه الحروب، كلٌّ حسب اختصاصِه، من بينهم 500 ألف عالِم، وفني، ومهندس، وخبير، يستثمرون 30% من النفقات العالمية في مجال البحوث والتنميةِ على التَّسلُّح والأنشطة العسكرية، وهم يشكِّلون قرابة 90% من علماء العالَم، بينما توزع 10% الباقية على مختلف الميادين النافعة. أهذه أمانةُ القوة التي جُعلت في يد هؤلاء، الذين يزعُمون السلمَ والأمن؟ وهل هناك سلم في الوجود من غير إيمان بالخالق الرحيم، الذي جعل القوة ردعًا عن الظلم، وزجرًا عن الجور، ولم يجعلها أداةَ تخريب وتنكيل؟! قال تعالى: ﴿ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [الأنفال: 61].
معنى اسم الله الوالي - سطور
ما لي سوى فقري إليك وسيلةٌ
فبالِافتقار إليك فقري أدفعُ
ما لي سوى قرعي لبابك حيلةٌ
فإذا رُددتُ فأيُّ باب أقرعُ
إن سطوةَ خصومِ الإسلامِ المعتدين، وغطرسةَ المناوئين المعاندين، وكبرياءَ الانتهازيين المستعمرين - مؤسَّسةٌ على أنقاض ضَعفِ المسلمين، الذي أفلتوا زمام اليقين، بأن الله ناصرُ أوليائه الصالحين، وأنه ذو القوةِ المتين.
قال تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُون ﴾ [الأنعام: 65]، وقال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير ﴾ [البقرة: 106]، وقال تعالى: ﴿ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 42]. وجاء في حديث الاستخارة التسليمُ بقدرة الله ، وأنه المدبرُ لكل شيء، القادرُ على كل شيء، فيقول صاحب الحاجة: ((اللهم إني أستخيرُك بعلمك، وأستقدرُك بقدرتك، وأسألُك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدرُ ولا أقدرُ، وتعلمُ ولا أعلمُ، وأنت علام الغيوب))؛ البخاري، وفيه ركونُ العبدِ إلى قدرة الله، مع إظهار الضعف وقلة الحيلةِ. ومن الأدعية التي علَّمنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن نقولَها دُبرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ: ((لا إله إلا اللهُ وحده لا شريكَ له، له الملكُ، وله الحمدُ، وهو على كل شيءٍ قديرٌ، اللهم لا مانعَ لما أعطيتَ، ولا معطيَ لما منعتَ، ولا ينفعُ ذا الجدِّ منك الجدُّ))؛ البخاري؛ أي: لا ينفع صاحبَ الحظِّ حظُّه، ولا صاحبَ الغنى غناه.
وكيف يفرُّ المرءُ عنك بذنبِه ♦♦♦ إذا كان يطوي في يديك المراحِلَا؟! والذي جعل النارَ على سيدنا إبراهيم بردًا وسلامًا، والذي فلَق البحرَ نصفين بضربةِ عصا موسى، والذي فجَّر من الحجر ينابيعَ المياه، والذي وهب لإبراهيم وزكريا أولادًا مع الكبر والعقم - هو الذي يُغنيك إذا افتقرت، ويثبِّتك إذا اضطربت، ويَشفيك إذا مرِضت، إذا صدَق لُجْؤُك إليه، وصحَّ اعتمادُك عليه، وسلِم افتقارُك إليه؛ ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62]. كن مع الله ترَ اللهَ معكْ
واترُكِ الكلَّ وحاذِرْ طمعَكْ
وإذا أعطاك من يمنعُه؟
ثم من يُعطي إذا ما منعَكْ؟
هذا تمييزُنا بين القدرة الربانيَّةِ، والقدرةِ البشريَّة، فكيف فهم غيرُ المسلمين هذه المعادلةَ؟ ذلك ما سنحاولُ معرفتَه في المناسبةِ القادمة إن شاء الله. فاللهم بلِّغنا مما يُرضيك آمالنا، واختم بالباقيات الصالحات أعمالَنا. اللهم وأبرم لهذه الأمةِ أمرَ رشدٍ، يُعَزُّ فيه أهلُ طاعتِك، ويذلُّ فيه أهلُ معصيتك، ويؤمرُ فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر، إنك سميع مجيب.