وهذا تفصيل في المسألة. انفروا خفافا وثقالا اعراب. وقد روي عن ابن عباس ، ومحمد بن كعب ، وعطاء الخراساني وغيرهم أن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: ( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة) وسيأتي الكلام على ذلك إن شاء الله. وقال السدي: قوله: ( انفروا خفافا وثقالا) يقول: غنيا وفقيرا ، وقويا وضعيفا فجاءه رجل يومئذ ، زعموا أنه المقداد ، وكان عظيما سمينا ، فشكا إليه وسأله أن يأذن له ، فأبى ، فنزلت يومئذ ( انفروا خفافا وثقالا) فلما نزلت هذه الآية اشتد على الناس شأنها فنسخها الله ، فقال: ( ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله) [ التوبة: 91]. وقال ابن جرير: حدثني يعقوب ، حدثنا ابن علية ، حدثنا أيوب ، عن محمد قال: شهد أبو أيوب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدرا ثم لم يتخلف عن غزاة للمسلمين إلا وهو في آخرين إلا عاما واحدا قال: وكان أبو أيوب يقول: قال الله: ( انفروا خفافا وثقالا) فلا أجدني إلا خفيفا أو ثقيلا. وقال ابن جرير: حدثني سعيد بن عمر السكوني ، حدثنا بقية ، حدثنا حريز ، حدثني عبد الرحمن بن ميسرة ، حدثني أبو راشد الحبراني قال: وافيت المقداد بن الأسود فارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسا على تابوت من توابيت الصيارفة بحمص ، وقد فضل عنها من عظمه ، يريد الغزو ، فقلت له: لقد أعذر الله إليك فقال: أتت علينا سورة " البحوث " ( انفروا خفافا وثقالا) وبه قال ابن جرير: حدثني حيان بن زيد الشرعبي قال: نفرنا مع صفوان بن عمرو - وكان واليا على حمص - قبل الأفسوس ، إلى الجراجمة فلقيت شيخا كبيرا هما ، وقد سقط حاجباه على عينيه ، من أهل دمشق ، على راحلته ، فيمن أغار.
- انفروا خفافاً وثقالا - موقع مقالات إسلام ويب
انفروا خفافاً وثقالا - موقع مقالات إسلام ويب
الأخوة و الأخوات
إن أول ما نحتاجه في هذه الظروف الصعبة التى تعيشها دعوتنا هو الإيمان و اليقين الكامل بالله و نصره لدعوته، إيمان بالله الواحد القادر الفعال لما يريد﴿ونريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين. ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون﴾(القصص:5). إيمان بأن ﴿تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين﴾(القصص:83). انفروا خفافاً وثقالا - موقع مقالات إسلام ويب. إيمان بأن المستقبل لهذا الدين﴿إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد﴾(غافر:51). إيمان بأن فكرتنا هي أعظم الفكر، وأن طريقنا هو أفضل الطرق ﴿صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون﴾(البقرة:138) ﴿وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون﴾ (الأنعام:153). إيمان بالمبدأ ومعرفة به.. يعصم من الخطأ فيه والانحراف عنه والمساومة عليه والخديعة بغيره. إيمان يدفع إلي الصبر في مواقف الشدة والتضحية في سبيل المبدأ من غير بخل ولا طمع، والتمسك بحبل الله المتين حين تموج الحياة بالفتن. لا ترهبكم قوة أعدائكم ولو كثرت عددًا وعدة، فالله ولي المؤمنين يمدهم بجنده، ويؤيدهم بنصره.
الشيخ: وهذا ليس بنسخٍ، وإنما هو من باب الإيضاح: لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى..... ، كلّ هذا من باب الإيضاح، خِفَافًا وَثِقَالًا يعني: مع القُدرة. وقال ابنُ جرير: حدَّثني يعقوب: حدثنا ابنُ علية: حدثنا أيوب، عن محمدٍ قال: شهد أبو أيوب مع رسول الله ﷺ بدرًا، ثم لم يتخلّف عن غزاةٍ للمسلمين إلا عامًا واحدًا. قال: وكان أبو أيوب يقول: قال الله تعالى: انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا فلا أجدني إلا خفيفًا أو ثقيلًا. وقال ابنُ جرير: حدَّثني سعيد بن عمرو السّكوني: حدثنا بقية: حدثنا حريز: حدثني عبدالرحمن بن ميسرة: حدثني أبو راشد الحبراني، قال: وافيت المقداد بن الأسود فارس رسول الله ﷺ جالسًا على تابوتٍ من توابيت الصّيارفة بحمص، وقد فصل عنها من عظمه يريد الغزو، فقلتُ له: قد أعذر الله إليك! فقال: أبت علينا سورةُ البعوث: انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا. الشيخ: "أبت" يعني: منعتنا "سورة البعوث" يعني: براءة: انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا. مُداخلة: في "تفسير الطّبري": أبت علينا سورةُ البحوث. الشيخ: لا، "البعوث" أفضل، التي فيها البعث؛ بعث الغزاة. انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا. مداخلة: في الحاشية يقول: في المخطوطة: "سورة البعوث" بالعين، والمثبت عن "تفسير الطبري" و"النهاية" لابن كثير، وفي "النهاية" يعني: سورة التوبة، سُميت بها لما تضمّنته من البحث عن أسرار المنافقين، وهو إثارتها والتَّفتيش عنها، والبحوث جمع: بحث، ورأيت في "الفائق": "سورة البحوث" بفتح الباء، فإن صحَّت فهي فعول.