4- من مهام الرسل الكرام تقويم الفكر المنحرف والعقائد الزائفة
لقد خلق الله تعالى عباده حنفاء ولكنهم انحرفوا عن الفطرة السليمة التي كانوا عليها فعندما زاغ الناس عن الطريق المستقيم أرسل الله تعالى رحمة منه رسله إليهم ليردوهم إلى طريق الحق قال الله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ}
أي كان الناس أمة واحدة على التوحيد والإيمان وعبادة الله تعالى وحده فاختلفوا فأرسل الله تعالى النبيين مبشرين ومنذرين. ودعوة الرسل جميعاً تقوم على التوحيد الخالص لله تعالى إلا أن كل رسول يختص بتقويم الانحراف الحادث في عصره وموطنه
- فنوح عليه السلام أنكر على قومه عبادة الأصنام التي كانت عامة
-ولوط عليه السلام حارب الشذوذ الجنسي المتفشي في قومه
-وشعيب عليه السلام قاوم جريمة الفساد الاقتصادي المتمثل في تطفيف المكيال والميزان. وظيفة الرسل عليهم الصلاة والسلام. - وموسى عليه السلام وقف في وجه النزعة المادية التي انحرف إليها بنوا إسرائيل. -ولما كان محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين فقد جاءت رسالته عامة شاملة لكل أسس التقويم والهداية التي جاءت في الكتب السماوية وزائدة عليها حتى تكون صالحة لكل زمان ومكان.
ما هي وظيفة الرسل 2
ﵟ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﰃ ﵞ
سورة إبراهيم
وما بعثنا من رسول إلا بعثناه مُتَحدِّثًا بلغة قومه؛ ليسهل عليهم فهم ما جاء به من عند الله، ولم نبعثه لإجبارهم على الإيمان بالله، فالله يضل من يشاء بعدله، ويوفق من يشاء للهداية بفضله، وهو العزيز الذي لا يغالبه أحد، الحكيم في خلقه وتدبيره. ﵟ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﰣ ﵞ
سورة النحل
ولقد بعثنا في كل أمة سابقة رسولًا يأمر أمته بأن يعبدوا الله وحده، ويتركوا عبادة غيره من الأصنام والشياطين وغيرهم، فكان منهم من وفقه الله فآمن به، واتبع ما جاء به رسوله، وكان منهم من كفر بالله وعصى رسوله فلم يوفقه، فوجبت عليه الضلالة، فسيروا في الأرض لتروا بأعينكم كيف كان مصير المكذبين بعدما حل بهم من عذاب وهلاك.
ما هي وظيفة الرسل 1
[٤] [٥] كما أنّ تأييد الله -تعالى- لهم دليلاً على أمانتهم وصدقهم، ومن كمال الأمانة عندهم تبيلغهم الرسالة وأدائها على الوجهِ الأكمل، [٦] ويُطلق عليها أيضاً صفة العِصمة؛ وتعني: حفظ الله -تعالى- لهم في ظاهرهم وباطنهم من المعاصي، سواءً الكبائر منها أو الصغائر؛ لأننا أُمِرنا باتِّباعهم والاقتداء بأقوالهم وأفعالهم، فقال -تعالى-: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ). [٧]
التبليغ
تُعدُّ صفة التبليغ الهدف الأساسيّ من بعثة جميع الرُسل، فلولا ذلك لكان إرسالهُم أمراً عبثيَّاً دون معنىً، وهذا من رحمة الله -تعالى- بالناس؛ فلولا تبليغهم رسالة التوحيد لبقي الناس في حيرتهم وضياعهم وجهلهم، ويتضمّن ذلك تبليغهم وبيانِهم لأركان الإسلام وحقائقه، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المُنكر. كما يشمل توضيحهم للأسئلة التي تُحَيِّر البشر ولا يستطيعون الإجابة عنها؛ كالسبب من خلقهم، وما سيُلاقونه بعد موتهم، وغير ذلك، بالإضافةِ إلى تبصرةِ الناس وإزاحة الظلام من طريق حياتهم، وتوضيح صراط الله -تعالى- المُستقيم لهم، فالبشر يقومون بالتبليغ كمهمّةٍ ووظيفة، وأمّا الرُسل فيقومون بها كغايةٍ وهدف.
ما هي وظيفة الرسل والملوك
[وظائف الرسل] الإنذار والتبشير: فهم يبشرون المؤمنين برضوان الله وثوابه وجنته، وينذرون العصاة والكافرين بما أعد الله لهم من العقوبة إن أصروا على معصيته. قال تعالى: (وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) (الأنعام:٤٨). إقامة الدين: فالرسل جميعا بعثهم الله تعالى لعبادة الله عز وجل، وتحقيق ذلك في دنيا الناس، مع ما يتطلب ذلك من الحكم بما أنزل الله وتعليم الناس أصول العبادات والمعاملات. قال تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) (الأنبياء:٢٥). تحقيق التوحيد: فالرسل جميعا تثبت لله سبحانه ما يجب في حقه من التوحيد في الربوبية والألوهية والأسماء والصفات. قال تعالى: (فاعلم أنه لا إله إلا الله) (محمد:١٩). ما هي وظيفة الرسل والملوك. تحقيق مكارم الأخلاق: فقد جعلهم الله سبحانه الأسوة والقدوة في أخلاقهم وصفاتهم. قال تعالى: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) (التوبة:١٢٨).
سياسة الأمم من المهمات التي وكّل الله تعالى بها أنبيائه سياسة الأمم التي بعثهم إليها، فهي تحتاج لمن يقودها، ويُنظم أمورها، ويحكم بين أفرادها بالحق والعدل، ويتابعون مصالح الناس بما فيه طاعة لله تعالى، قال تعالى: " فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ " سورة المائدة 48. وأوجب الله تعالى على الناس طاعة الرسل والأنبياء، والتصديق بما جاؤوا به، وقد ربط الله تعالى طاعة الرسول بطاعته سبحانه وتعالى، حيث قال: " مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا " سورة النساء80.