عندما أسلم المثنى بن حارثة كان يغِير هو ورجال من قومه على تخوم ممتلكات فارس، فبلغ ذلك الصديق أبا بكر، فقال عمر: مَنْ هذا الذي تأتينا وقائِعهُ قبل معرفة نسبه؟ فقال له قيس بن عاصم التميمي: "أما إنه غَيْرُ خامل الذّكر، ولا مجهول النسب، ولا قليل العدد، ولا ذليل الغارة، ذلك المثنّى بن حارثة الشّيبانيّ. ". ولم يلبث المثنى أن قدم على المدينة المنورة، وقال للصديق: "يا خليفة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ابعثني على قومي؛ فإن فيهم إسلامًا؛ أقاتل بهم أهل فارس، وأكفيك أهْلَ ناحيتي من العدوّ" ففعل ذلك أبو بكر، فقدم المثنى العراق، فقاتل وأغار على أهل فارس ونواحي السّواد حَوْلًا مُجَرَّمًا، ثم بعث أخاه مسعود بن حارثة إلى أبي بكر يسأله المدد، ويقول له: إن أمدَدْتني وسمعَتْ بذلك العرب أسرعوا إليّ؛ وأذلَّ الله المشركين، مع أني أخبرك يا خليفة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أن الأعاجمَ تخافنا وتتّقينا. فقال له عمر: يا خليفة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ابعث خالد بن الوليد مدَدًا للمثنى بن حارثة يكون قريبًا من أهلِ الشّام؛ فإن استغنى عنه أهل الشّام ألحّ على أهل العراق حتى يفتح الله عليه؛ فهذا الذي هاج أبا بكر على أن يبعث خالد بن الوليد إلى العراق.
المثنى بن حارثة| قصة الإسلام
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا
قصة إسلام المثنى بن حارثة الشيباني
أسلم المثنى بن حارث الشيباني -رضي الله عنه- مع وفد قومه في السنة التاسعة للهجرة، وقيل أنه أسلم في السنة العاشرة للهجرة؛ [١] فعندما جاء وفد قومه للرسول -صلى الله عليه وسلم- تقدم أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- فسلم وقال: "ممن القوم، قالوا: من شيبان بن ثعلبة". [٢] والتفت أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: "بأبي أنت وأمي، هؤلاء غرر الناس، فيهم مفروق بن عمرو، وهاني بن قبيصة، والمثنى بن حارثة، والنعمان بن شريك"، فدار نقاشٌ بينهم وبين الرسول -صلى الله عليه وسلم-. [٣] وكان ممن تكلم المثنى بن حارثة -رضي الله عنه-، فقال: "سمعت مقالتك يا أخا قريش، والجواب في جواب هانئ بن قبيصة في تركنا ديننا ومتابعتك على دينك، وإنا إنما نزلنا بين صريين اليمامة والسمامة"؛ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما هذان الصريان؟). [٤] [٥] أجاب المثنى -رضي الله عنه-: "أنهار كسرى، مياه العرب، فأما ما كان من أنهار كسرى فذنب صاحبه مغفور، وعنده مقبول، وإنما نزلنا على عهد أخذه علينا أن لا نحدث حديثاً، ولا نؤوي محدثاً، وإني أرى أن هذا الأمر الذي تدعونا إليه يا قرشي مما يكره الملوك، فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا".
المثنى بن حارثة الشيباني رضي الله عنه - منتديات بوابة العرب
وأما زوجة المثنى فهي سلمى بنت حفصة التيمية زوج المثنى وشريكة حياته وشريكته في الحروب. حاله في الجاهلية
كان المشهور عن ((المثنى بن حارثة الشيباني البكري))أنه من أشراف قبيلته بكر وشيخ حربها ورجاحة عقله وإدارته المتميزة في المعارك. وفي الجاهلية أغار المثنى بن حارثة الشيباني البكري ، وهو ابن أخت عمران ابن مرة، على بني تغلب ، وهم عند الفرات ، فظفر بهم فقتل من أخذ من مقاتلتهم وغرق منهم ناسٌ كثير في الفرات وأخذ أموالهم وقسمها بين أصحابه. وفي طريق عودته صادف قبائل من تميم فأغار عليهم وأخذهم. قصة إسلامه
أسلم سنة تسع مع وفد قومه. بعض مواقفه مع الصحابة
ـ عندما أسلم المثنى بن حارثة كان يغِير هو ورجال من قومه على تخوم ممتلكات فارس، فبلغ ذلك الصديق أبا بكر رضي الله عنه، فسأل عن المثنى، فقيل له: "هذا رجل غير خامل الذكر، ولا مجهول النسب، ولا ذليل العماد". ولم يلبث المثنى أن قدم على المدينة المنورة، وقال للصديق: "يا خليفة رسول الله استعملني على من أسلم من قومي أقاتل بهم هذه الأعاجم من أهل فارس"، فكتب له الصديق عهدا، ولم يمضِ وقت طويل حتى أسلم قوم المثنى..
أثره في الآخرين ـ وعندما رأى المثنى البطء في الاستجابة للنفير قام خطيبا في الناس فقال ":أيها الناس لا يعظمن عليكم هذا الوجه؛ فإنا قد فتحنا ريف فارس، وغلبناهم على خير شقي السواد، ونلنا منهم، واجترأنا عليهم، ولنا إن شاء الله ما بعده".
مثنى بن حارثة - المعرفة
المثنى بن حارثة
المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن سعد بن مرة بن ذهل بن شيبان الربعي الشيباني..
حاله في الجاهلية
كان المشهور عن المثنى بن حارثة أنه من أشراف قبيلته وشيخ حربها ورجاحة عقله وإدارته المتميزة في المعارك. وفي الجاهلية أغار المثنى بن حارثة الشيباني، وهو ابن أخت عمران ابن مرة، على بني تغلب، وهم عند الفرات، فظفر بهم فقتل من أخذ من مقاتلتهم وغرق منهم ناسٌ كثير في الفرات وأخذ أموالهم وقسمها بين أصحابه.
كان لهذه البيئة أثر في إنماء روحه، ونشوئه على الإيمان بالمبدأ، والتصلب بالعقيدة والجود بالنفس والصدق والجلد والتحمل والعزيمة والصبر والشجاعة والتفنن في ضروب الحرب. أين عاش بنو شيبان؟
قلنا أن بني شيبان يرجع أصلهم إلى ربيعة... وربيعة كانت أصلاً تسكن في تهامة ثم قامت الفتن بين قبائلها ودارت بينها الحروب. ولما تغلبت بكر على تغلب في يوم قضة تفرقت تغلب في البلاد وانتشرت بكر بن وائل في اليمامة فيما بينها وبين البحرين إلى أطراف سواد العراق ومناظرها وناحية الأبلة إلى هيت. وهي منطقة قريبة من أرض الفرس. أسرته
كان للمثنى من أبيه حارثة شقيقان هما المعنى ومسعود، والأخوان نشآ مع المثنى، وأحاطا به ووقفا إلى جانبه في كل أعماله، وأخذا بنصيب كبير من المعارك التي خاضها. كان المعنى ساعده الأيمن في القتال وأسند له المثنى قيادة الخيالة وتولى حصار حصن المرأة والاستيلاء عليه. وكذلك كان مسعود قائدًا للمشاة وأسهم في معظم المعارك وأبلى بلاءً حسنًا في واقعة الجسر وأسهم في موقعة البويب واستشهد فيها. ومن بين أهل المثنى يبزغ اسم عمران بن مرة وهو خال المثنى وأحد زعماء بني شيبان كان موضع فخرهم لبطولته وبسالته وعلو مكانته ورفيع منزلتهه، حتى أن أعشى همدان الشاعر العربي المشهور قال عنه أنه "ساد في الجاهلية وساد في الإسلام" وكان له فضل كبير على المثنى.
المراجع
^ الكامل في التاريخ - ابن الأثير الجزري - دار الكتب العلمية 1407 - 1987 - ص226