فلا يعنيه إلا تنفيذ الأمر النبوي والوصول إلى ذلك الشيطان "خالد بن سفيان بن نبيح " الذي عزم على البغي والطغيان والعدوان على الإسلام ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم. قال عبد الله: ( فخرجت متوشحاً بسيفي حتى وقعت عليه وهو بعرنة مع ظعن " الظعن جمع ظعينة وهو الهودج فيه امرأة " يرتاد لهن منزلاً ، وحين كان وقت العصر ، فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من القشعريرة فأقبلت نحوه. فقلت: إني أخاف أن يكون بيني وبينه ما أن أُؤخر الصلاة ،فانطلقت أمشي ، وأنا أُصلي أُومئ إيماءً نحوه ، فلما دنوت منه ، قال لي: من أنت؟ قلت رجل من العرب بلغني أنك تجمع لهذا الرجل – يقصد النبي صلى الله عليه وسلم – فجئتك في ذاك. سرية عبد الله بن أنيس إلى سفيان بن خالد بن نبيح الهذلي بعرنة – e3arabi – إي عربي. قال: إني لفي ذاك. فمشيت معه ساعة حتى إذا أمكنني علوته بسيفي حتى برد – يقصد مات – ثم خرجت وتركت ظعائنه مُكبات عليه). لقد صاغ الإسلام عبدالله بن أنيس صياغة غير مسبوقة ، فحين رأى خالد بن سفيان بن نبيح أخذته القشعريرة كما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم ووصفه له بهذا الوصف الدال على نبوته وصدقه ، ولم يُنْسِه هول الموقف وطبيعة المهمة الخطيرة التي ينبغي عليه أن ينفذها عن أداء صلاة العصر التي حان وقتها وهو يتجه نحو ابن نبيح ، ولكنه لم يتوقف لأداء الصلاة كما يؤديها المسلمون لأن هذا سيكشفه لابن نبيح من ناحية وقد يفوته اللحاق به من ناحية أخرى.
سرية عبد الله بن أنيس - ويكيبيديا
وقال الحافظ ابن كثير: " إسناده لا بأس به " انتهى من " إرشاد الفقيه" (1/188). ثانياً:
ليس في هذه الرواية أن عبد الله بن أنيس قطع رأس خالد بن سفيان الهذلي وحمله إلى
النبي صلى الله عليه وسلم. وقد ورد ذلك في بعض الروايات الضعيفة التي لا تثبت:
أخرجه ابن شبَّة في "تاريخ المدينة" (2/ 467) قال: حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: "
بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
أُنَيْسٍ إِلَى ابْنِ نُبَيْحٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، انْعَتْهُ لِي ؛
فَإِنِّي لَا أَعْرِفُهُ، فَنَعَتَهُ لَهُ ، فَقَالَ: إِذَا رَأَيْتَهُ هِبْتَهُ. فَقَالَ: مَا هِبْتُ شَيْئًا قَطُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قصة الصحابي عبدالله بن أنيس مع خالد بن سفيان الهذلي بأسلوب شيق و ممتاز ألقاء أبو فارس علي المنذري - YouTube. فَخَرَجَ حَتَّى لَقِيَهُ خَارِجًا مِنْ مَكَّةَ يُرِيدُ عُرَنَةَ ، فَلَمَّا
لَقِيَهُ ابْنُ نُبَيْحٍ قَالَ لَهُ: مَا حَاجتَّكَ هَا هُنَا؟
قَالَ: جِئْتُ فِي طَلَبِ قَلَائِصَ. وَكَانَ ابْنُ أُنَيْسٍ أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ فِي مَكَانٍ خَبَّأَهَا فِيهِ ،
فَمَرَّ يُمَاشِيهِ سَاعَةً وَيُسَائِلُهُ، ثُمَّ اسْتَأْخَرَ عَنْهُ كَأَنَّهُ
يُصْلِحُ شَيْئًا، ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ فَقَطَعَ رِجْلَهُ.
قصة الصحابي عبدالله بن أنيس مع خالد بن سفيان الهذلي بأسلوب شيق و ممتاز ألقاء أبو فارس علي المنذري - Youtube
قَالَ ابْنُ أُنَيْسٍ: فَأَخَذَ رِجْلَ نَفْسِهِ فَرَمَانِي بِهَا، فَلَوْ
أَصَابَتْنِي لَأَوْجَعَتْنِي. قَالَ: ثُمَّ جَاءَ بِرَأْسِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ". وهذه الرواية معضلة ، حيث لم يذكر الإمام مالك سنده فيها إلى النبي صلى الله عليه
وسلم.
سرية عبد الله بن أنيس إلى سفيان بن خالد بن نبيح الهذلي بعرنة – E3Arabi – إي عربي
Permalink ( الرابط المفضل إلى هذا الباب): سفيان الهذلي قَالَ: خرجنا في عير إلى الشام، فإذا هم يذكرون أن نبيا قد خرج في قريش، اسمه أحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. Permalink ( الرابط المفضل إلى هذا الباب): سفيان الهذلي قال خرجنا في عير إلى الشام فإذا هم يذكرون أن نبيا قد خرج من قريش اسمه أحمد سمعت أبي يقول ذلك. سرية عبد الله بن أنيس - ويكيبيديا. قال أبو محمد لا يروى عنه. Permalink ( الرابط المفضل إلى هذا الباب): سفيان الهذلي ويقال الدائلي والد النضر بن سفيان أدرك أول الإسلام. حدث سفيان الهذلي قال: خرجنا في عير لنا إلى الشام، فلما كنا بين الزرقاء ومعان قد عرّسنا من أول الليل إذا بفارس يقول: أيها النيام، هبوا فليس هذا بحين رقاد، قد خرج أحمد وطردت الجنّ كل مطرد، ففزعنا ونحن رفقة جرارة، كلهم قد سمع هذا فرجعنا إلى أهلينا، فإذا هم يذكرون اختلافاً بمكة بين قريش، بنيّ خرج فيهم من بني عبد المطلب اسمه أحمد.
خالد بن خويلد الهذلي
فلما أصبحت طلبت شيئًا أَزْجُرُ به، فعنَّ شَيْهَم ـــ يعني القنفذ، وقد قبض على صِلّ ـــ يعني الحيّة ـــ فهي تلتوي عليه والشَّيْهَم يقضمها حتى أكلها، فزجرت ذلك، فقلت: الشيهم شيء مهم، والتواء الصلّ التواء النّاس عن الحقّ على القائم بَعْدَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ثم [[أَوَّلْتُ]] أكْلَ الشّيهم إياها غلبة القائم بعده على الأمر، فحثثتُ ناقتي، حتى إذا كنتُ بالغاية فزجرت الطّائر، فأخبرني بوفاته، ونعب غرابٌ سانح فنطق بمثْلِ ذلك فتعوَّذْتُ بالله مِنْ شَرِّ مَا عنَّ لي في طريقي وقدمْتُ المدينة ولها ضجيج بالبكاء كضجيج الحاج إذا أَهَلّوا بالإحرام. فقلع: مَهْ. قالوا: قُبِض رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، فجئت إلى المسجد فوجدتُه خاليًا، فأتيْتُ بيْت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأصبت بابه مُرْتَجًا؛ وقيل: هو مُسَجّى، وقد خلا به أهله. فقلت: أين النّاس فقيل: في سقيفة بني ساعدة؛ صاروا إلى الأنصار. فجئت إلى السّقيفة فأصبْتُ أبا بكر، وعمر، وأبا عبيدة بن الجراح، وسالمًا، وجماعة من قريش، ورأيت الأنصار فيهم: سعد بن عبادة بن دليم، وفيهم شعراءِ؛ وهم حسّان بن ثابت، وكعب بن مالك، ومَلأَ منهم، فآويت إلى قريش، وتكلمت الأنصار فأطالوا الخطاب، وأكثروا الصّواب، وتكلم أبو بكر فللّه درُّه مِنْ رجلٍ لا يطيل الكلام، ويعلم مواضع فَصْلِ الخصام، واللَّهِ لقد تكلم بكلام لا يسمعه سامع إلا انقاد له ومال إليه.
قُلْت:
أَفْلَحَ وَجْهُك يَا رَسُولَ اللهِ! فَوَضَعْت رَأْسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ،
وَأَخْبَرْته خَبَرِي... الخ. وإسناد هذه الرواية ضعيف جدا
، فالواقدي حكم عليه جمعٌ من الأئمة بالكذب ، منهم الإمام أحمد ، وقال الحافظ
الذهبي: " واستقر الاجماع على وهن الواقدي". انتهى من "ميزان الاعتدال" (3/666). ثم إن موسى بن جبير من أتباع التابعين ولم يذكر سنده في هذه الرواية. والروايات الصحيحة ليس فيها إلا أن عبد الله بن أنيس قتله ، دون قطع رأسه وحمله
للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولذلك فهذه الزيادة في الحديث: منكرة. وجميع الروايات التي فيها أن الرسول صلى الله عليه وسلم حُملت له بعض رؤوس أعدائه ،
كإتيانه برأس كعب بن الأشرف ، أو الأسود العنسي ، أو رأس رفاعة بن قيس ، واحتزاز
ابن مسعود لرأس أبي جهل في غزوة بدر: جميع هذه الروايات ضعيفة ، ولا يثبت أن
الرسول صلى الله عليه وسلم حُمل إليه شيء منها ، وإنما الثابت قتلهم فحسب. قال الإمام أبو داود السجستاني في "المراسيل" صـ 328:: " فِي هَذَا أَحَادِيثُ
عَن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم ، وَلَا يَصِحُّ مِنْهَا شَيْءٌ ". وروى النسائي في "السنن الكبرى" (8620)- بسند صحيح كما قال الحافظ في "التلخيص"
(4/201)- عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَشُرَحْبِيلَ
ابْنَ حَسَنَةَ، بَعَثَاهُ بَرِيدًا [ أي: رسولا مسرعا] بِرَأْسِ (يَنَّاقٍ
الْبِطْرِيقِ) إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى أَبِي
بَكْرٍ بِالرَّأْسِ: أَنْكَرَهُ!.