- لا يخرج من الملعبة أو يعتذر لوجود شاعر أقل منه بل يأخذ بيده ويرتاح لذلك فهو قمة في كل شيء ومعلم مخلص للشعر. من توجيهاته الشعرية وتلميحاته الذكية
* خل مشيك هويّن لا تطير الهدوم - ثم أصورك طيارة بجنحانها
* غيرت فالهرج وأخلفته - مريتها وانت متعدي
* لا تجيب السالفة وانت في ظلما وليل - ثم تلقى أم الكباير على برادها
لكن عندما يتمادى شاعر مبتدئ للتجرؤ عليه ينبهه بأنّ منهجه غلط في المحاورة.. يقول:
كم جمال بركت للحمل وتشله
لين عوّد يحزحز في غواريها
ويقول:
ما فيه بالدنيا غريب ولا شباب بدون شيب
والكحل ما كل العيون السالمة يصلح لها
ومع هذه المعالجات التي كان صياف - رحمه الله - يمتاز بها في الملعبة، فقد كان مبتسماً لخصمه وللناس ولا يميل للاستعلاء على الناس وحب الظهور، فهو محبوب بهيئته وشعره وتعامله. قصائد صياف الحربي أمطار. وقد لقِّب بألقاب كثيرة منها (شاعر الخليج، شاعر حرب، معجزة شعراء المحاورة). من أقوال أعلام المحاورة الكبار عن صياف
* مطلق الثبيتي - رحمه الله -: (صياف أستاذ ماهر ويتميز بالذكاء والفطنة وسرعة البديهة ومن الصعب إحراجه). * أحمد الناصر الشايع: (صياف من معلمي الشعر ومن لم يستفد منه لن يجيد شعر المحاورة، متأدب مع الخصم، يجيد الرد على أي طارون يوجه إليه وبيته مليان).
قصائد صياف الحربي أمطار
الوقفة الثالثة: شخصية صياف الشعرية
يمتاز بشخصية قوية لا يمكن أن يتأثر بخصمه وقدرته على التحكم في انفعالاته والتعامل بكل حكمة مع الشعراء
مما جعل الشعراء يحترمونه ويمتاز شعره بالسلاسة في العبارة وقوة المعنى وجودة الكلمات وقوة النقض والفتل
وعمق المعنى والهدوء الواضح على محياه ولا يميل إلى المهاترات ولا يحب التجاوز الغير مشروع وحسن الرد حتى
ولو كان هناك تجاوز من خصمه. الوقفة الرابعة: من أقواله عن نفسه
1 - أحسست بالشعر قبل أن أتلفظ به حينما كنت صغيراً فتقليد الشعراء وحفظ أشعارهم مهد لي طريق صنع البيت
أما المعنى فكان صعب المنال في البداية وقد كنت أمارس هذه الهواية مع أقراني في المساء عندما نتسامر. 2 - الشعر الحقيقي هو الذي يخدم الشاعر ويصنع منه شاعراً وإنساناً له مكانة بين الشعراء وفي المجتمع. قصائد صياف الحربي يتوقع. 3 - اعتذرت من شاعر بمجرد أنني أحسست في داخلي بنوع من الخطأ المباح بين الشعراء وذهبت إليه في بيته
وقدمت اعتذاري وهذا ليس عيبا بل هو من احترام الآخرين.
وقد تفجّرت هذه الموهبة مبكراً وبدأ تجربته في شعر المحاورة في محيطه ومن ثم في منطقة الرياض بعد التحاقه بالعمل العسكري بالحرس الوطني في حدود عام 1381هـ وفي منطقة نجران حيث أضاف لنفسه تعلُّم شعر العرضة والشقر وغيرها. وبعد انتقاله لجدة واستقراره فيها، قارع كبار فحول شعر المحاورة في الحجاز آنذاك أمثال: عبد الله المسعودي ومحمد بن تويم، ومحمد الجبرني ومطلق الثبيتي - رحمهم الله -، ومعيض العجي وأبوناب ومستور العصيمي وجار الله السواط وشليوع بن شلاح وغيرهم، فكان حضوره قوياً في مستوى عمره من حيث سرعة الرد وقوة المعنى وسلاسة العبارة والرمزية المتناهية، وقد بارز في بداياته سبعة شعراء في وقت واحد ورد عليهم وباقتدار مما لفت نظر الجمهور إليه. فهو لا يتأثر بشخصية خصمه بل عرف عنه أنه يقوى إذا وقف أمامه شاعر كبير، ولا ينفعل بسرعة ويحترم خصمه.