هذا الكلام يذكرنا بقول التابعي الجليل سعيد بن جبير حين سئل عن قوله تعالى (وفي السماء رزقكم وما توعدون) فقال هو الثلج ينزل من السماء (في كتاب العظمة 4/1273) وجاء عن عكرمة مولى ابن عباس قوله: ينزل الله الماء من السماء السابعة فتقع القطرة منه على السحابة مثل البعير (في كتاب المطر والرعد ص53). كما جاء عن السيوطي في الدر المنثور عن المطر قوله: منه من السماء ومنه ما يسقيه الغيم من البحر، فما كان من البحر فلا يكون منه نباتاً وأما النبات فيكون من ماء السماء وهو ما يعطينا بعداً آخر لقوله تعالى (ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد)! والحقيقة هي أن هناك آيات كثيرة تتحدث صراحة عن نزول المطر من "السماء" غير تلك التي تنزل من "السحاب" مثل قوله تعالى (وأنزلنا من السماء ماء طهورا) و(وأنزلنا من السماء ماء بقدر) و(فأنزلنا من السماء ماء فاسقيناكموه)..
وهي آيات تختلف عن تلك التي تتحدث صراحة عن نزول المطر من السحاب المرئي مثل قوله تعالى: (وينشئ السحاب الثقال) و(حتى إذا أقلت سحاباً ثقالاً سقناه لبلد ميت) و{ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه)..
باختصار؛ سرّ الماء على كوكب الأرض مصدره الأجسام السماوية المتجمدة التي تسقط عليه وتذوب في غلافه الخارجي فتسقط على الأرض كأمطار غزيرة.
الماء على الأرض للصف الثاني
تحافظ المياه على بشرة الإنسان. وفي نهاية الموضوع وبعد أن تعرفنا على المياه على كوكب الأرض، والمياه الصالحة للشرب، وقمنا بالإجابة على سؤال المقال الذي يتمثل في " اين يتم توزيع معظم المياه على كوكب الارض ؟". وذكرنا طرق تكوين الماء، وخصائص جزيء الماء، وقمنا بذكر أهمية المياه للإنسان، عليكم فقط مشاركة هذا الموضوع في جميع وسائل التواصل الاجتماعي.
الماء على سطح الارض يعادل
وفي الحديثِ: فضلُ ماءِ زَمزَمَ. وفيه: بَيانُ تَفاضُلِ الأشياءِ في الدُّنيا، وأنَّ تَفضيلَ الشَّرعِ يكونُ ببَيانِ السَّببِ.
الماء على الأرض ثاني
وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ۖ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (18) قوله تعالى: وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون فيه أربع مسائل: الأولى: هذه الآية من نعم الله تعالى على خلقه ومما امتن به عليهم ؛ ومن أعظم المنن الماء الذي هو حياة الأبدان ونماء الحيوان. والماء المنزل من السماء على قسمين: هذا الذي ذكر الله سبحانه وتعالى وأخبر بأنه استودعه في الأرض ، وجعله فيها مختزنا لسقي الناس يجدونه عند الحاجة إليه ؛ وهو ماء الأنهار ، والعيون ، وما يستخرج من الآبار. الماء على الأرض ثاني. وروي عن ابن عباس وغيره أنه إنما أراد الأنهار الأربعة: سيحان ، وجيحان ، ونيل مصر ، والفرات. وقال مجاهد: ليس في الأرض ماء إلا وهو من السماء. وهذا ليس على إطلاقه ، وإلا فالأجاج ثابت في الأرض ، فيمكن أن يقيد قوله بالماء العذب ، ولا محالة أن الله تعالى قد جعل في الأرض ماء وأنزل من السماء ماء. وقد قيل: إن قوله: وأنزلنا من السماء ماء إشارة إلى الماء العذب ، وأن أصله من البحر ، رفعه الله تعالى بلطفه وحسن تقديره من البحر إلى السماء ، حتى طاب بذلك الرفع والتصعيد ؛ ثم أنزله إلى الأرض لينتفع به ، ولو كان الأمر إلى ماء البحر لما انتفع به من ملوحته.
وسوف نعرض خصائص الماء في القرآن والعلم الحديث في النقاط التالية:
1) يقول تعالى: ﴿ أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ﴾ [الأنعام: 6]. 2) ﴿ وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 99]. 3) ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 57].