الدرس شمائل النبي محمد ﷺ
اختصَّ الله جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم بكثير من الصفات والشمائل التي تجعل القلوب تتعلق به محبة وإجلالاً. ستتعرف في هذا الدرس على بعض هذه الصفات والشمائل. التعرف على بعض صفات النبي صلى الله عليه وسلم لتزداد محبته في القلوب. حديث عن شمائل النبي صلى الله عليه وسلم. 10, 359 طالب آخر أكملوا هذا الدرس
شمائل النبي محمد ﷺ
النبي محمد ﷺ هو صاحب أجمل الصفات والشمائل، فقد حاز على أعلى الصفات الكريمة، والأخلاق الحميدة، والآداب الرفيعة، ومن يتأمل في شمائله وصفاته، فسيجد أنه ﷺ أعظم إنسان عرفته البشرية. فهو أفضل عباد الله وأحبهم إلى الله جل وعلا، خليل الله ومصطفاه ومجتباه، أكمل عباد الله عبادة وأزكاهم خُلقاً، وأطيبهم نفساً، وأحسنهم معاملة، وأعظمهم معرفة بالله تعالى و تحقيقاً لعبوديته؛ اصطفاه الله ليكون رسوله ونبيه إلى خلقه، وواسطة بينه وبين الناس في الدلالة على الخير والدعوة إلى الهدى. اختاره من أفضل وأعرق البشرية نسباً، وخصَّه بأكمل صفات البشر من حيث الخَلق والخُلُق، وخصَّه بأكمل الصفات في هيئته البهية، وطلعته الجميلة، ومحياه المشرق، وصفاته العالية الرفيعة صلوات الله وسلامه عليه. ومن شمائله ﷺ ما يلي:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه يصف النبي ﷺ، قال: «كان ربعة من القوم ليس بالطويل ولا بالقصير» البخاري (3547).
- شمايل النبي صلي الله عليه وسلم زخرفه
- شمايل النبي صلي الله عليه وسلم مزخرفه حروف
- شمايل النبي صلي الله عليه وسلم فادلجوا
- شمايل النبي صلي الله عليه وسلم انشوده
شمايل النبي صلي الله عليه وسلم زخرفه
الخامس: إن في ذكرها وسماعها تلذذًا وتنعمًا بحبيب القلوب، وقرة العيون صلى الله تعالى عليه وسلم، وهو ضرب من الوصال به صلى الله تعالى عليه وسلم؛ لِما فيه من إمتاع حاسة السمع، واللسان بأوصاف المحبوب الذي هو وسيلة إلى حضوره بالقلب؛ فإذا فات النظر إليه بالبصر؛ لم يَفُتِ التمتع إليه بالسمع، والنظر إليه بالبصيرة. السادس: أن ذكر محاسنه صلى الله تعالى عليه وسلم يحرك ما في القلوب من الحب الساكن، والشوق الكامن، ويحصل من انشراح الصدور، وتفريج الكروب ما يناسب إجلاء تلك المحاسن. إن الوقوف على شمائل النبي عليه الصلاة والسلام وخصاله وصفاته بات اليوم من الواجبات المحتمات على كل مسلم ومسلمة؛ لعلَّنا نُوفي بعض حقِّ رسولنا عليه الصلاة والسلام علينا، وقد قيل من عمل لكم معروفًا؛ فكافئوه؛ فكيف ونبيُّنا المبجَّل قد عمل لنا أفضل الأعمال، وأزكاها، وأنماها، وهو إيماننا بهذا الدين الحنيف، الحقِّ، ذي التعاليم السامية، والمبادئ الربانيَّة العظيمة؛ يقول القاضي عياض في بغية الرائد: "إنه لا ينفك أحد من إنعام رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم؛ لأن الله تعالى بعثه للناس كافة، وهداهم، ورحمهم به؛ فكلهم تحت نعمته، والثناء عليه فرض لا يتم الإسلام إلا به".
شمايل النبي صلي الله عليه وسلم مزخرفه حروف
انتهى الوصف بحمد الله وعونه. شمايل النبي صلي الله عليه وسلم زخرفه. ن الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي أبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي السبتي دفين مراكش:1/198-208
([1]) ن زاد المعاد: 2/54
([2]) ن تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي:4/303. ([3]) خاله؛ لأنه أخو أمه من أمها؛ إذ هو ابن خديجة التي هي أم فاطمة التي هي أم الحسن. فهند بن أبي هالة التميمي ربيب النبي صلى الله عليه وسلم، ولدته خديجة من زوجها الأول أبي هالة، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه الحسن بن علي هنا صفة النبي صلى الله عليه وسلم.
شمايل النبي صلي الله عليه وسلم فادلجوا
الثاني: أن معرفتها تتضمن معرفة حسنه وإحسانه صلى الله تعالى عليه وسلم، وذلك وسيلة إلى محبته؛ لأن أسباب المحبة مدارها على الحسن والإحسان، فإن النفوس مجبولة على حب الحسن، كما أنها مجبولة على حب المحسن إليها، ولا حسن يماثل حسنه صلى الله تعالى عليه وسلم، كما لا إحسان يماثل إحسانه صلى الله تعالى عليه وسلم إلينا؛ إذ كل خير - قلَّ أو جلَّ - فمنه حصل، ومحبته صلى الله تعالى عليه وسلم نعمة عظيمة؛ لأنها موجبة لمجاورته؛ لحديث: (( أنت مع من أحببت))، و(( المرء مع من أحب))، وقد قال: (( ما اختلط حبي بقلب أحد إلا حرم الله جسده على النار)). الثالث: أن السعي في معرفتها خدمة لجنابه صلى الله تعالى عليه وسلم، وثناء عليه، وتعرض لنفحات فضل الممدوح، واستمطار لسحائب إحسانه، وفي ذلك تعرض للرحمة الإلهية؛ لأنه إذا كانت رحمته تعالى تتنزل عند ذكر الصالحين؛ فما ظنك بسيدهم، وسندهم، وممدهم، صلى الله تعالى عليه وسلم؟
الرابع: إن معرفة صفاته معينةٌ على شهود ذاكِرِهِ لذاته صلى الله تعالى عليه وسلم، وفي ذلك فوائد عظيمة ومزايا فخيمة؛ وانظر لقوله صلى الله تعالى عليه وسلم: ((إن لله عبادًا من نظر في وجه أحدهم سعد سعادة لا يشقى معها أبدًا)).
شمايل النبي صلي الله عليه وسلم انشوده
طهر الله قلبه ورباه فكان ذا خلق كريم، وقد بعثه الله ليتمم مكارم الأخلاق، فهو القائل صلى الله عليه وسلم: « إنما بعثت لأتمم مكارم »، وفي رواية « صالح الأخلاق » ( الألباني:السلسلة الصحيحة: 45)، اصطفاه الله ليكون الخاتم المتمم لبناء الأمم، فهو القائل صلى الله عليه وسلم: « إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتًا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون ويعجبون له ويقولون: هلاَّ وُضِعت هذه اللبنة؟ فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين » (صحيح البخاري: 3535). وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "إنَّ اللهَ نظرَ في قلوبِ العبادِ فوجدَ قلبَ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خيرَ قلوبِ العبادِ فاصطفاهُ لنفسِهِ فابتعثهُ برسالتِهِ، ثم نظرَ في قلوبِ العبادِ بعدَ قلبِ محمدٍ فوجدَ قلوبَ أصحابِهِ خيرَ قلوبِ العبادِ فجعلهم وُزَرَاءَ نبيِّهِ يُقاتلونَ على دِينِهِ" (مسند أحمد:211/ 5). وهو صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة والأسوة العظمى، الذي حثنا على حسن الأخلاق، والتخلق بالصفات الحميدة بالقول والفعل والعمل، ففي كثير من الأحاديث حثنا فيها على التخلق بالأخلاق الحميدة ومنها: « إن أحبكم إلي وأقربكم مني في الآخرة مجالس أحاسنكم أخلاقًا، و إن أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة أسوؤكم أخلاقًا، الثرثارون المتفيهقون المتشدقون » (صحيح الجامع:1535)، وقوله صلى الله عليه وسلم: « إن خياركم أحاسنكم أخلاقا » ( صحيح البخاري:6035)، فالأخيار هم الأحسن أخلاقًا ومن أراد أن يكون قريب من الحبيب في الآخرة، ويكون بالقرب منه في مجلسه هو من تخلق بالأخلاق الحسنة.
قلت: صف لي منطقه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، ولا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه، ويتكلم بجوامع الكلم، فَصْلاً لا فضول فيه ولا تقصير، دمِثا ليس بالجافي ولا المهين، يُعظم النعمة وإن دقت، لا يذم شيئا، لم يكن يذم ذواقا ولا يمدحه، ولا يقام لغضبه إذا تُعُرِّض للحق بشيء حتى ينتصر له، ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قَلَبَها، وإذا تحدث اتصل بها، فضرب بإبهامه اليمنى راحتَه اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه، جُل ضحكه التبسم، ويَفترُّ عن مثل حب الغمام. قال الحسن: فكتمتُها عن الحسين بن علي زمانا، ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه، فسأل أباه عن مدخل رسول صلى الله عليه وسلم، ومخرجه، ومجلسه وشكله، فلم يدع منه شيئا. قال الحسين: سألت أبي عن دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثمرات معرفة شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وخصاله وصفاته. فقال: كان دخوله لنفسه، مأذونا له في ذلك، فكان إذا أوى إلى منزله جَزَّأَ دخوله ثلاثة أجزاء: جزءا لله، وجزءا لأهله، وجزءا لنفسه، ثم جزأ جزأه بينه وبين الناس، فيرد ذلك على العامة بالخاصة، ولا يدخر عنهم شيئا، فكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه، وقِسمتُه على قدر فضلهم في الدين.
أستعين بالله في كتابة بعضًا من شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم، لعلها تكون نبراسًا يهدي بها الله قلوبًا أتعبتها الأيام، وأثقلتها الذنوب والهموم والأحزان، فتنير لها الطريق، وتلين معها القلوب..
بسم الله والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد الله الذي منّ علينا بنعمة الإسلام وكفى بها نعمة، والحمد الله الذي جعل محمدًا عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء والرسل، واللبنة التي أتمت البناء فكان خاتم الأنبياء المُرسل بخاتم الأديان، شرّفَ أمة الإسلام به فهو المبعوث ليتمم مكارم الأخلاق. أستعين بالله في كتابة بعضًا من شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم، لعلها تكون نبراسًا يهدي بها الله قلوبًا أتعبتها الأيام، وأثقلتها الذنوب والهموم والأحزان، فتنير لها الطريق، وتلين معها القلوب.. نبدأ حديثنا عن السيرة العطرة ببعض من محكم آي القرآن العظيم، فرب العزة يقول واصفًا خلقه عليه الصلاة والسلام: { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4]، وبعد أن كان العالم يعيش في ظلمات القسوة كان عليه الصلاة والسلام الرحمة المهداة للعالمين يقول تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة لِلْعَالَمِينَ} [اللأنبياء:107].