اهـ أما الحكيم الترمذي الحافظ فقد ترجمه ابن الدمياطي صاحب المستفاد من ذيل تاريخ بغداد بما نصه: أبو عبد الله الترمذي المعروف بالحكيم كان إماما من أئمة المسلمين، له المصنفات الكبار في أصول الدين ومعاني الأحاديث، وله كتاب (نوادر الأصول). انتهى
وفي الجامع لأحكام القرءان، – للقرطبي ، الجزء 16 سورة الأحقاف >> الآية: 35 { فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون}:
وقال ابن عباس: إذا عسر على المرأة ولدها تكتب هاتين الآيتين والكلمتين في صحيفة ثم تغسل وتسقى منها، وهي: بسم الله الرحمن الرحيم "لا إله إلا الله العظيم الحليم الكريم، سبحان الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم" كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها " [النازعات: 46. " كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون " صدق الله العظيم.
حكم قول صدق الله العظيم
[7]
حكم قراءة البسملة قبل قراءة القرآن
إنَّ من آداب تلاوة القرآن الكريم البدء بالاستعاذة والبسلمة، ولما لهم الأجر العظيم والاستعداد الروحي للشروع بقراءة القرآن، ولهذا ورد للبسملة أربع حالات يستطيع أن يأتي بها القارئ قبل قراءة القرآن الكريم وهي كالآتي: [8]
الحالة الأولى: أن تكون في أول السورة "غير سورة براءة"؛ حيث نص أكثر الأئمة على أنه: " َتُسْتَحَبُّ قِرَاءَةُ الْبَسْمَلَةِ فِي أَوَّلِ كُلِّ سُورَةٍ فِي الصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا"، وينبغي أن يحافظ عليها حتى أن بعض العلماء اعتبر ختمة القرآن ناقصة إذا لم يأت بالبسملة. الحالة الثانية: أن تكون في أثناء السورة؛ وقد قال جمهور من العلماء والقراء على أنه لا مانع من الابتداء بها، حيث قِيلَ للإمام أحمد في البسملة: "فَإِنْ قَرَأَ مِنْ بَعْضِ سُورَةٍ يَقْرَؤُهَا؟ قَالَ: "لَا بَأْسَ"، ونُقل عن الشافعي: استحبابها في أثناء السورة، قَالَ الْقُرَّاءُ: "وَيَتَأَكَّدُ الابتداء بالبسملة إذا كان في الآية التي سيقرأها بعد البسملة ضميرٌ يعود على الله سبحانه نَحْوِ قوله: { إلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ}". الحالة الثالثة: قراءتها في ابتداء سورة براءة؛ فلقد اختلف العلماء والقراء في كراهة ذلك، "قَالَ صَالِحُ فِي مَسَائِلِهِ عَنْ أَبِيهِ أحمد رحمه الله: وَسَأَلْتُهُ عَنْ سُورَةِ الْأَنْفَالِ وَسُورَةِ التَّوْبَةِ هَلْ يَجُوزُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَفْصِلَ بَيْنَهُمَا بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قَالَ أَبِي: يَنْتَهِي فِي الْقُرْآنِ إلَى مَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا يُزَادُ فِيهِ وَلا يَنْقُصُ".
حكم قول صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن
الحمد لله. اعتياد الناس أن يأتوا بقولهم: ( صدق الله العظيم) عند الانتهاء من قراءة القرآن
الكريم لا نعلم له أصلاً ولا ينبغي اعتياده ، بل هو على القاعدة الشرعية من قبيل
البدع إذا اعتقد أحد أنه سنة فينبغي ترك ذلك وأن لا يعتاد ذلك. هل قول (صدق الله العظيم ) بعد تلاوة القرآن بدعة ؟ - Darul Ihsan. وأما الآية ( قل صدق الله) آل عمران/95 ،
فليست في هذا الشأن ، وإنما أمره الله أن يبين لهم صدق الله فيما بينه في كتبه
العظيمة من التوراة وغيرها ، وأنه صادق فيما بين لعباده في التوراة والإنجيل
وسائر الكتب المنزلة. كما أنه صادق سبحانه فيما بينه لعباده في كتابه
العظيم القرآن ، ولكن ليس هذا دليلاً على أنه مستحب أن يقول ذلك بعد قراءة القرآن
أو بعد قراءة آيات ، أو قراءة سورة ، وليس هذا ثابتاً ولا معروفاً عن النبي صلى
الله عليه وسلم ولا عن صحابته رضوان الله عليهم. ولما قرأ ابن مسعود على النبي
صلى الله عليه وسلم أول سورة النساء حتى بلغ قوله تعالى: ( فكيف إذا جئنا من
كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً) النساء/41 قال له النبي صلى الله عليه
وسلم: ( حسبك) قال ابن مسعود: فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان) عليه الصلاة
والسلام ، أي يبكي لما تذكر هذا المقام العظيم يوم القيامة وهو المذكور في الآية
العظيمة وهي قوله سبحانه: ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك) أي يا
محمد ( على هؤلاء شهيداً) أي على أمته عليه الصلاة والسلام.
ما حكم قول صدق الله العظيم
هـ، وهو مشكل لأنه جواب لإمامه ولهذا قال في المبتغى بالمعجمة: ولو سمع المصلي من مصل آخر ولا الضالين فقال آمين لا تفسد وقيل تفسد وعليه المتأخرون وكذا بقوله عند ختم الإمام قراءته صدق الله وصدق الرسول) اهـ.
والله أعلم. وقال في معجم المناهي اللفظية: وقول القائل: صدق الله العظيم ـ ذكر مطلق، فتقييده بزمان أو مكان، أو حال من الأحوال، لا بد له من دليل، إذ الأذكار المقيدة لا تكون إلا بدليل، وعليه، فإن التزام هذه بعد قراءة القرآن، لا دليل عليه، فيكون غير مشروع، والتعبد بما لم يشرع من البدع، فالتزامها ـ والحال هذه ـ بدعة. وأما سؤالك متى عرف القول بها؟ فإننا لا نعلم بالتحديد متى كان ذلك، ولكنه ذكرها بعض العلماء الأقدمين ولم يذكروا دليلاً عليها، فقد قال الحافظ ابن الجزري في النشر: ورأينا بعض الشيوخ يبتدئون الدعاء عقيب الختم بقولهم: صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم، وهذا تنزيل من رب العالمين، ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين. قول صدق الله العظيم بعد التلاوة - إسلام ويب - مركز الفتوى. وقال القرطبي في تفسيره: قال الترمذي الحكيم أبو عبد الله في نوادر الأصول: ومن حرمته إذا انتهت قراءته أن يصدق ربه، ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم، ويشهد على ذلك أنه حق، فيقول: صدقت رب وبلغت رسلك، ونحن على ذلك من الشاهدين، اللهم اجعلنا من شهداء الحق، القائمين بالقسط، ثم يدعو بدعوات. وعلى هذا، فقد عرفت هذه الكلمة في القرن الرابع، لأن الترمذي الحكيم من علماء القرن الرابع ويحتمل أنها عرفت قبله.