بقلم |
عمر نبيل |
الاربعاء 02 سبتمبر 2020 - 10:28 ص
لاشك أن تعاليم الإسلام العظيمة، من بر وود وحب وتعاون وتكامل بين الناس، انتشرت في العالم أجمع، بل هناك العديد من الكتب التي كتبها روائيون أجانب ولا يدينون بالإسلام، والتي تضمنت هذه التعاليم، بل وبعض الآيات التي تحث عليها.. ورغم أن غالبية المسلمين في شتى أنحاء العالم يعلمون ذلك إلا أننا نحن أصحاب هذا الدين من فقد بعض هذه القيم للأسف. "Mr. Church".. اسم فيلم أمريكي يتحدث عن فضل الإحسان، ليس هذا فحسب وإنما الفيلم كله يدور في هذا الفلك، ثم ينتهي بدعوة صريحة تقول: «حقًا كما يقول كتاب المسلمين القرآن... (وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان)».. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الرحمن - الآية 60. وينتهي الفيلم.. لكن عن ماذا يتحدث هذا الفيلم؟.
- القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الرحمن - الآية 60
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الرحمن - الآية 60
وقال محمد ابن الحنيفة والحسن: هي مسجلة للبر والفاجر ، أي مرسلة على الفاجر في الدنيا والبر في الآخرة. الطبرى: وقوله: ( هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ) يقول تعالى ذكره: هل ثواب خوف مقام الله عزّ وجلّ لمن خافه، فأحسن فى الدنيا عَمله، وأطاع ربه، إلا أن يحسن إليه في الآخرة ربُّهُ، بأن يجازيه على إحسانه ذلك في الدنيا، ما وصف في هذه الآيات من قوله: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ... إلى قوله: ( كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ). وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل، وإن اختلفت ألفاظهم بالعبارة عنه. * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن بشار، قال: ثنا محمد بن مروان، قال: ثنا أبو العوّام، عن قتادة ( هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ) قال: عملوا خيرا فجوزوا خيرا. حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا عبيدة بن بكار الأزدي، قال: ثني محمد بن جابر، قال: سمعت محمد بن المنكدر يقول في قول الله جلّ ثناؤه ( هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ) قال: هل جزاء من أنعمت عليه بالإسلام إلا الجنة. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: ( هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ) قال: ألا تراه ذكرهم ومنازلهم وأزواجهم، والأنهار التي أعدّها لهم، وقال: ( هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ): حين أحسنوا في هذه الدنيا أحسنا إليهم، أدخلناهم الجنة.
ولكن كيف يبلغ المسلم مرتبة الإحسان؟
يمكن للمسلم بلوغ ذلك بالإحسان إلى الله تعالى عن طريق المبادرة بالعمل الصالح وإتباع أوامره وتجنب نواهيه، والإحسان إلى خلقه من إنسان وحيوان ونبات. وإيتاء كل صاحب حق حقه بالعدل، فالحفاظ على برّ الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الفقراء والتصدق عليهم والإحسان إلى النفس بتهذيبها وتدريبها على الخلق الحسن والنأي بها عما حرم الله، وتفقد القلب ومحاسبة النفس، والمداومة على قيام الليل والاستغفار، جميع ذلك من أوجه الإحسان عظيمة الأثر؛ التي قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم: «{C} {C}إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلَة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيحد أحدكم شَفْرته، فلْيُرِح ذبيحته{C} {C}» (رواه مسلم). جزاء الإحسان:
ليست العقيدة الإسلامية إلا بناءً أخلاقيًا أراد الله به ضبط سلوك الأمة الإسلامية لتصبح أمة وسطًا يتحلى معتنقيها بأخلاق أهل الجنة ، ومن ثم فإن التجارة مع الله هي التجارة الرابحة، فالإحسان بكل صوره لا جزاء له إلا الجنة، {{C} {C}هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ{C} {C}} [الرحمن: 60]؛ لما لا وقد قال عز وجل في سورة يونس: {{C} {C}لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{C} {C}} [يونس: 26].