وبناء على هذا؛ فإن نصاب زكاة المال حاليا هو نصاب زكاة الفضة؛ إذْ إن قيمته أقل من قيمة نصاب الذهب كما هو معروف. ونصاب الفضة كما قلنا هو: (595) خمسمائة وخمسة وتسعون جراما؛ فمن ملك من المال ما يساوي قيمة خمسمائة وخمسة وتسعين من الفضة أو أكثر فإنه تجب عليه الزكاة. وننظر الآن كم قيمة خمسمائة وخمسة وتسعين جراما بالريال السعودي؟
الغرام الواحد من الفضة النقية حاليا في السوق قيمته: (2, 1) ريالان وعشر هللات تقريبا –قمت بتحديث هذه المعلومة يوم الثلاثاء 20/9/1436هـ-، فلو ضربنا هذا العدد في نصاب الفضة (خمسمائة وخمسة وتسعون جراما) (2, 1×595)؛ لكان الناتج هو: (1249, 5) ألفا ومائتين وتسعة وأربعين ريالا وخمسين هللة. نصاب زكاة الذهب هو. إذًا، من عنده ألف ومائتان وتسعة وأربعون ريالا وخمسون هللة أو أكثر؛ فإنه تجب عليه زكاة المال، ومن عنده أقل من ذلك فإن الزكاة لا تجب عليه في المال. والمقدار الذي يجب إخراجه هو ربع العشر لما في "صحيح البخاري": (وفي الرِّقَة ربع العُشر)، وهو ما يساوي (2. 5) اثنين ونصفا من المائة؛ فيقسم مجموع المال الذي تجب فيه الزكاة على (100)، ثم الناتج الذي يخرج منه يضرب على (2. 5) اثنين ونصف؛ فيكون الناتج هو القدر الذي يجب إخراجه للزكاة.
- اهلا و سهلا بيت الزكاة
- ما هي زكاة الذهب - موضوع
- دار الإفتاء - الأصل الشرعي لنصاب الذهب وتقديره بالأوزان المعاصرة
- التراحم يقوي الترابط والأخوة بين المسلمين ويزيل الحسد والبغض - سحر الحروف
اهلا و سهلا بيت الزكاة
** وهذه الفائدة اقتبستها من كلام الشيخ عبدالله بن حمود الفريح في شرح "الفقه الواضح في المذهب والقول الراجح على متن زاد المستقنع" – كتاب الزكاة (4/8). نصاب الفضة:
نصاب الفضة هو: (200) مائتا درهم كما في "صحيح البخاري": (وفي الرِّقَة إذا بلغت مائتي درهم ربع العشر)، والرِّقَة: هي الفضة. ومائتا درهم تساوي خمس أواق لحديث "الصحيحين": (ليس فيما دون خمس أواقٍ من الوَرِق صدقة)، والورق هو الفِضَّة. دار الإفتاء - الأصل الشرعي لنصاب الذهب وتقديره بالأوزان المعاصرة. وخمس أواق تساوي (140) مائة وأربعين مثقالا كما ذهب إليه الجمهور. والمثقال الواحد يساوي (4. 5) أربعة ونصف جرام؛ فتكون المائة والأربعون جراما تساوي: (595) خمسمائة وخمسة وتسعين جراما. إذًا، نصاب الفضة بالحساب الحاضر هو: (595) خمسمائة وخمسة وتسعون جراما؛ فمن يملك هذا القدر من الفضة أو أكثر فإنه تجب عليه الزكاة في الفضة، ومن ملك أقل منه فلا تجب عليه. زكاة المال:
اختلف العلماء في تحديد نصاب المال بناء على اختلافهم في قياسه بالذهب أو الفضة، والقول الذي ارتضاه كثير من المحققين من علمائنا الأجلاء كابن عثيمين –رحمه الله-؛ هو أن نصاب المال يكون الأقل من قيمتي نصاب الذهب والفضة (ويعبرون فيه بالأحظ للفقير)؛ فإن كانت قيمة نصاب الذهب أقل من قيمة نصاب الفضة فإن المال يقاس بالذهب، وإن كانت قيمة نصاب الفضة أقل من قيمة نصاب الذهب فإنه يقاس بالفضة؛ وذلك لأنه الأنفع للفقراء؛ حيث يكثر فيه أعداد المسلمين الذين تجب عليهم الزكاة.
ما هي زكاة الذهب - موضوع
نصاب الذهب:
ذهب عامة أهل العلم إلى أن نصاب الذهب هو: عشرون مثقالا من الذهب، لما في "سنن أبي داود": (وليس عليك شيء حتى يكون لك عشرون دينارًا وحال عليها الحول …)، وكل دينار يساوي مثقالا. واختلفوا في تحديد المثقال بالجرام من الذهب؛ فقيل: سبعون جراما. وقيل: اثنان وسبعون جراما. وقيل: خمسة وثمانون جراما. والراجح هو القول الأخير: أي (85) خمسة وثمانون جراما كما ذهب إليه العلامة ابن عثيمين –رحمه الله-، والشيخ القرضاوي في كتابه "فقه الزكاة". نصاب زكاة الذهب عيار 18. إذًا، من عنده خمسة وثمانون جراما من الذهب أو أكثر فإنه تجب عليه الزكاة في الذهب، ومن عنده أقل من ذلك فلا تجب. وهذا النصاب إنما يخص الذهب الخالص، وهو عيار (24) أربعة وعشرين، وأما عيار (21) واحد وعشرين أو (18) ثمانية عشر أو (16) ستة عشر من الذهب؛ فهي ليست خالصة، بل مخلوطة بموادَّ إضافية؛ وعليه فإن نصابها يختلف عن نصاب الذهب الخالص. فعيار (21) واحد وعشرين نصابه: (97. 14) سبعة وتسعون جراما وأربعة عشر جزءا من الجرام. وعيار (18) ثمانية عشر نصابه: (113. 23) مائة وثلاثة عشر جراما وثلاثة وعشرين جزءا من الجرام. وعيار (16) ستة عشر نصابه: (127. 5) مائة وسبعة وعشرون جراما وخمسة أجزاء من الجرام).
دار الإفتاء - الأصل الشرعي لنصاب الذهب وتقديره بالأوزان المعاصرة
القول الثاني: وجوب الزكاة فيه، وهو قول عمر بن الخطاب، وابن مسعود، وابن عباس -رضي الله عنهم-، وهو مذهب أبي حنيفة، واستدلوا بعدّة أدلة، ومنها قوله -تعالى-: (وَاَلَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيل اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) ، [١٠] كما استدلّوا بالأحاديث التي تدُل على وجوب الزكاة بشكلٍ عام. الحكمة من زكاة الذهب
أوجب الله -تعالى- الزكاة في الذهب؛ لما في ذلك من تحقيق مهمّة المال ؛ وهي التداول والتحرُّك، واستفادة النّاس من هذا التداول، واكتناز الذهب وعدم إخراج زكاته يؤدّي إلى كساد الأعمال، وانتشار البطالة، ورُكود السُّوق والحركة الاقتصاديّة بِشكلٍ عام. [١١]
المراجع
↑ سورة التوبة، آية: 34-35. ↑ رواه الحسن بن نصر الطوسي، في مختصر الأحكام، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3/228، حسن. ↑ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 262، جزء 23. ما هي زكاة الذهب - موضوع. بتصرّف. ↑ محمد صديق خان الحسيني (2003)، الروضة الندية (ومعها: التعليقاتُ الرَّضية على «الرَّوضة النّديَّة») (الطبعة الأولى)، القاهرة: دَار ابن عفَّان للنشر والتوزيع، صفحة 499، جزء 1.
بتصرّف. ↑ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 263-264، جزء 23. بتصرّف. ↑ محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الرياض: بيت الأفكار الدولية، صفحة 25، جزء 3. بتصرّف. ↑ "زكاة الذهب عيار 21" ، ، 15-2-2015، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2021. بتصرّف. ↑ سلمان نصر الداية (2006)، زكاة الحُلي ، مانشستر- بريطانيا: مجلة الحكمة، صفحة 6، 13-21. بتصرّف. ↑ رواه الطحاوي، في شرح معاني الآثار، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2/29، صحيح. ↑ سورة التوبة، آية: 34. اهلا و سهلا بيت الزكاة. ↑ "حِكمةُ زكاِة الذَّهَبِ والفضَّة" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2021. بتصرّف.
فوجب على الأفراد والمجتمعات وعلى كل المسلمين أن يقوموا بكفالة اليتامى ورعايتهم وألا يهملوهم حتى يُذكروا في كل عام بيوم يقولون عنه يوم اليتيم، بل عليهم أن يؤدوا ما عليهم من واجب نحو اليتامى ونحو المساكين وجميع المحتاجين. وقد يوجد نوع من الأبناء آياؤهم على قيد الحياة ولكنهم أهملوهم وشغلتهم أعمالهم ودنياهم عن أبنائهم فكأنهم كاليتامى، كما قال الشاعر: ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلاً إن اليتيم هو الذي تلقى له أمّاً تخلت أو أباً مشغولاً وما مشكلة أبناء الشوارع عنا ببعيد، لذا وجب على المجتمع بكل المسؤولين، وسائر القطاعات والجمعيات التطوعية أن ينهض لتدارك الأبناء، لأنهم مستقبل المجتمع، وجزء لا يتجزأ منه، إن صلح، صلح المجتمع وإن فسد عرض المجتمع إلى الفساد. التراحم يقوي الترابط والأخوة بين المسلمين ويزيل الحسد والبغض - سحر الحروف. ـ ولتأكيد الجانب الإنساني في الإسلام، جعل الله سبحانه وتعالى مرجع الخلق جميعاً إلى أبوين فقال جل شأنه: « يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» سورة الحجرات 13. ـ وللمسلمين مشاعرهم وعواطفهم تجاه بعضهم في التراحم وفي التواد بحيث يشعر كل منهم بشعور أخيه، فيفرح لفرحه ويحزن لحزنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» رواه البخاري.
التراحم يقوي الترابط والأخوة بين المسلمين ويزيل الحسد والبغض - سحر الحروف
فمن هذه الآيات القرآنية نفهم أنَّ الله سبحانه جعل الرحمة والمغفرة سابقة لكل شيء، وعليه لا بد من أن يكون المسلم متحلّياً بها، وذلك إنّه كيف يكون الخالق (عزَّ وجلّ)، كتب على نفسه الرَّحمة ولا يكونون عباده رحماء فيما بينهم؟. والأحاديث النَّبويَّة الشَّريفة الواردة عن النَّبيّ مُحَمَّد (صلَّى الله عليه وآله)، وكذلك الواردة عن آل بيته الأطهار (عليهم السَّلَام)، التي تحثُنا أيضاً على التَّحلِّي بصفة الرَّحمة والتَّراحم والمسامحة والتَّواصل بين فيما بيننا، وتناسي الأخطاء التي تصدر من بعضنا اتجاه البعض الآخر، وذلك لما لهذين الأمرين من أثرٍ نفسيٍّ داخل الفرد الآخر. وأن يكون الفرد رحيماً شغوفاً، ليس فقط مع أفراد عائلته وعطفه وتوسعته عليهم، بل مع الجميع ويكون على تواصل مستمر معهم قدر الإمكان، وذلك لأنَّ للتواصل دورًا بارزًا في تقوية العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، فروي عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (ليس الذي يرحم نفسه وأهله خاصة، ولكن الذي يرحم المسلمين)[3]. وكذلك رُويَ عن أمير المؤمنين عَلِيّ بن أبي طالب (عليه السَّلَام)، أَنَّه قال: (إذا عجز عن الضَّعفاء نيلك، فلتسعهم رحمتك)[4]، وأوصى ولاته بالرحمة في الرعية إذ يقول: (وَأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ، وَالْـمَحَبَّةَ لَهُمْ، وَاللُّطْفَ بِهِمْ)[5].
ـ ومن أسمى ظواهر الجوانب الإنسانية في الإسلام أن يكون المسلم متضامنا مع أخيه، ساعياً لقضاء حاجته، ويخف لنجدته، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما أنه كان معتكفاً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ فأتاه رجل فسلم عليه ثم جلس، فقال له ابن عباس: يا فلان أراك مكتئباً حزيناً، قال: نعم يا ابن عم رسول الله، لفلان علي حق ولاء، وحرمة صاحب هذا القبر ما أقدر عليه. قال ابن عباس رضي الله عنهما: أفلا أكلمه فيك؟ قال: إن أحببت، قال: فانتعل ابن عباس ثم خرج من المسجد، فقال له الرجل أنسيت ما كنت فيه؟ قال: لا ولكني سمعت صاحب هذا القبر ـ والعهد به قريب ـ ودمعت عيناه ـ يقول: من مشى في حاجة أخيه وبلغ فيها كان خيراً له من اعتكاف عشر سنين، ومن اعتكف يوماً ابتغاء وجه الله تعالى جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق أبعد مما بين الخافقين» رواه البيهقي، وفي رواية كل خندق أبعد مما بين الخافقين». إن ابن عباس رضي الله عنهما له فقهه العظيم الذي رأى به أن خدمة إنسان مسلم أعظم عند الله من عبادة الاعتكاف. وأن العبادة كما تكون بالاعتكاف والصلاة والصيام فإنها أيضاً تكون بقضاء حوائج الناس بل ربما كانت قضاء حوائج الناس أعظم أجراً عند الله تعالى.