• اعتقادُ فضل النسب وطهارة الحسب: فعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ اللهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ»(7). فنسبه صلى لله عليه وسلم ونسب آله أشرفُ النسب وأعلاه في العرب والعجم. حقوق اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم. منزلة أهل البيت مشروطةٌ بالإيمان والتقوى:
وهذه المكانة المذكورة لأهل البيت مشروطة- كما لا يخفى- بالصلاح والتقوى، فإن «مَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ»(8). فمدارُ النجاة على الإيمان والعمل الصالح لا على الأنساب والأحساب. وهم فيما عدا ما لهم من خصائص كغيرهم من المسلمين، لهم ما للمسلمين من حقوق، وعليهم ما على المسلمين من واجبات، فليس قُربهم من النبي صلى الله عليه وسلم بمسوغ لهم تجاوزَ أحكام الله وشرعه، أو أن ينالوا النجاةَ في الآخرة دون تقوى وعملٍ صالح، فكل عباد الله في ميزان الله سواء. • حدثنا قتيبة، حدثنا أبو عوانة، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، حدثني عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب: أن العباس بن عبد المطلب دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبًا وأنا عنده فقال: «مَا أَغْضَبَكَ؟» قال: يا رسول الله ما لنا ولقريشٍ، إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوهٍ مُبْشَرَةٍ، وإذا لقونا لقونا بغيرِ ذلك.
حقوق آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم. | لفضيلة الأستاذ الدكتور صلاح الصاوي
• الصَّلاة عليهم وهي حقٌّ لهم عند المسلمين، وذلك سببٌ لرحمة الله تعالى لهم بهذا النَّسب، وقد بيَّن صلى الله عليه وسلم كيفيةَ الصلاة عليهم، وأن الصلاة على آله تبعٌ للصلاة عليه، فعن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أنهم قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ»(3). بل رجَّح ابنُ القيم في «جلاء الأفهام» جوازَ الصلاة عليهم منفردةً كذلك فقال: «وإن كان شخصًا معينًا أو طائفةً معينة كُرِه أن يُتَّخَذ الصلاةُ عليه شعارًا لا يخل به، ولو قيل بتحريمه لكان له وجهٌ ولاسيما إذا جعلها شعارًا له ومنع منها نظيرَه أو من هو خير منه، وهذا كما تفعل الرافضةُ بعليٍّ رضي الله عنه فإنهم حيث ذكروه قالوا: عليه الصلاة و السلام، ولا يقولون ذلك فيمن هو خيرٌ منه، فهذا ممنوع. وأما إن صلَّى عليه أحيانًا بحيث لا يجعَلُ ذلك شعارًا كما صلَّى على دافعِ الزكاة، وكما قال ابن عمر للميت: صلى الله عليه.
ما هي حقوق أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم – المحيط التعليمي
5. فضل النسب وطهارة الحسب: فعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم) رواه مسلم. فنسبه صلى لله عليه وسلم ونسب آله أشرف النسب وأعلاه في العرب والعجم. وقد وردت أحاديث في بعض خصائص آل البيت، لكنها ضعيفة أو موضوعة، وقد سئل علي رضيالله عنه هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء ؟ فقال: ما خصنا بشيءلم يعمَّ به الناس، إلا ما في قراب سيفي هذا، فأخرج صحيفة فيها: ( لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من غير منار الأرض، ولعن الله من لعن والده، ولعن الله من آوى محدثا) رواه مسلم. من حقوق أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم. والاستثناء في كلام علي رضي عنه مقطوع بمعنى لكن، لأن ما ذكر في الحديث ليس خاصا بأهل البيت بل هو عام للأمة جمعاء. أما مناقب آل البيت وفضائلهم الخاصة فقد ثبت لكثير منهم مناقب كثيرة، حفظتها السنة، مثل فضائل علي رضي الله عنه، وهي أشهر من أن تذكر، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وخديجة خير النساء، وفضل عائشة على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وحمزة سيد الشهداء يوم القيامة.
سهل - جميع الحقوق محفوظة © 2022
وقَالَ أَيضاً: لَكِنْ يَفْتَرِقُ الرَّمَلُ وَالاضْطِبَاعُ فِي شَيْءٍ وَاحِدٍ وَهُوَ أَنَّ الاضْطِبَاعَ مَسْنُونٌ فِي جَمِيعِ الطَّوْفَاتِ السَّبْعِ, وَأَمَّا الرَّمَلُ إنَّمَا يُسَنُّ فِي الثَّلَاثِ الأُوَلِ وَيَمْشِي فِي الأَرْبَعِ الأَوَاخِرِ اهـ. تحميل كتاب رسالة في اختلاف العلماء في الاضطباع في السعي بين الصفا و المروة ل الشيخ علي بن سلطان محمد الهروي المكي pdf. "المجموع" (8/20). وذكر ابن قدامة في "المغني" (5/221) استحباب الرمل والاضطباع في طواف العمرة وفي طواف القدوم ثم قال:
وَلا يُسَنُّ الرَّمَلُ وَالاضْطِبَاعُ فِي طَوَافٍ سِوَى مَا ذَكَرْنَاهُ; لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ إنَّمَا رَمَلُوا وَاضْطَبَعُوا فِي ذَلِكَ اهـ. وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة (11/225):
يسن الاضطباع في الأشواط كلها في طواف القدوم خاصة ، كما يشرع الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى من طواف القدوم للحاج والمعتمر اهـ. وقال الشيخ ابن باز رحمه الله:
ويرمل في جميع الثلاثة الأُول من الطواف الأول ، وهو الطواف الذي يأتي به أول ما يقدم مكّة ، سواء كان معتمراً أو متمتعاً ، أو محرماً بالحج وحده ، أو قارناً بينه وبين العمرة ، ويمشي في الأربعة الباقية ، يبتدئ كل شوط مع مقاربة الخطى ، ويستحب له أن يضطبع في جميع هذا الطواف دون غيره اهـ.
تحميل كتاب رسالة في اختلاف العلماء في الاضطباع في السعي بين الصفا و المروة ل الشيخ علي بن سلطان محمد الهروي المكي Pdf
ويدلُّ عليه حديثُ جابر بنِ عبد الله رضي الله عنهما، وفيه: «ثُمَّ نَزَلَ إِلَى المَرْوَةِ، حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنِ الوَادِي سَعَى، حَتَّى إِذَا صَعِدَتَا مَشَى حَتَّى أَتَى المَرْوَةَ، فَفَعَلَ عَلَى المَرْوَةِ كَمَا فَعَلَ عَلَى الصَّفَا، حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ طَوَافِهِ عَلَى المَرْوَةِ» ( ٦). تنبيه على أخطاء يقع فيها بعض الساعين، منها:
ليس للسعي ذِكرٌ مخصوصٌ إلَّا ما تقدَّم، وله أَنْ يأتيَ في سعيه بما شاء مِنَ الأدعية والأذكار المسنونة وقراءةِ القرآن. مِنَ السنَّة: الهرولةُ، أي: السعي الشديد بين العَلَمين الأخضرين في جميع أشواط السعي، بينما في الطواف لا يَرْمُل إلَّا في الثلاثة الأولى فقط، ويمشي بين الركنين، وهما الركن اليمانيُّ والحَجَر الأسود. وليس مِنَ السُّنَّة الاضطباعُ في السعي، وإنما سُنِّيَّتُه عند طواف القدوم؛ إذ لم يَثْبُتْ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم اضطبع في غير الطواف، قال ابنُ قدامة رحمه الله: «وقال الشافعيُّ: يَضْطَبِعُ فيه؛ لأنه أحَدُ الطَّوَافَيْنِ، فأَشبهَ الطوافَ بالبيت، ولنا: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يَضطبِعْ فيه، والسُّنَّةُ في الاقتداء به، قال أحمد: ما سَمِعْنا فيه شيئًا، والقياسُ لا يصحُّ إلَّا فيما عُقِل معناه، وهذا تعبُّدٌ محضٌ» ( ٧).
مسار الصفحة الحالية: في الأصح ١، وبعض الحنابلة ٢. ١ انظر: الحاوي ٤/١٤٠، الوسيط ٢/٦٥٢، شرح النووي على صحيح مسلم ٩/٧، هداية السالك ٢/٨٠٤، إعانة الطالبين ٢/٢٩٩. وقال النووي في المجموع ٨/ ٤٦، ٤٧: "الطواف الذي يُشرع به الرمل قد اضطربت طرق الأصحاب فيه، ولخصها الرافعي متقنة فقال: لا خلاف أن الرمل لا يسن في كل طواف، بل إنما يسن في طواف واحد، وفي ذلك الطواف قولان مشهوران أصحهما عند الأكثرين أنه يسن في طواف يستعقب السعي. والثاني: يسن في طواف القدوم مطلقاً. فعلى القولين، لا رمل في طواف الوداع بلا خلاف. ويرمل من قدم مكة معتمراً على القولين، لوقوع طوافه مجزئاً عن القدوم مع استعقابه السعي، ويرمل أيضاً الحاج الأفقي إذا لم يدخل مكة إلا بعد الوقوف. أما من دخل مكة محرماً بالحج قبل الوقوف وأراد طواف القدوم فهل يرمل؟ ينظر إن كان لا يسعى عقبه ففيه القولان: الأول: الأصح لا يرمل. والثاني: يرمل. وعلى الأول إنما يرمل في طواف الإفاضة لاستعقابه السعي، فأما إن كان يسعى عقب طواف القدوم، فيرمل فيه بلا خلاف، وإذا رمل فيه وسعى بعده لا يرمل في طواف الإفاضة بلا خلاف، إن لم يرد السعي بعده. وإن أراد إعادة السعي بعده لم يرمل بعده أيضاً على المذهب، وبه قطع الجمهور، وحكى البغوي فيه قولين، والأول أشهر.