نساعده ليخرج قليلاً من سريره. يتكئ على الـ «ووكر» ونخرج معاً الى الشرفة. هو بيت متواضع والشرفة تطل على زقاق يلعب فيه «ولاد الحيّ». يزعجه صراخهم وأصوات ضحكاتهم، فيصرخ عليهم من فوق، من شرفته، فيجيبونه من تحت: «بدنا نتسلى حجّ أبو الطول». هو لم يُرزق بأطفال. وتزوج متأخرا على ما قال «في عمر الرابعة والثلاثين» ويُخبر السبب «لم ترضَ بي أي فتاة. ومن رضيت عارض أهلها. لكن زوجتي، على الرغم من معارضة أهلها، أصرت. أحبتني. وأخبرتني بعد زواجنا بحلمٍ جاءها ذات ليلة، رأت نفسها فيه تتمشى في بستان مليء بقرون الفول. إختارت منها الأكثر طولاً وقطفته». يبدو مصطفى متشائماً من الناس، جميع الناس، يذكر بالأسماء من وعدوه وخانوه. حتى أقرب الأقربين صاروا يتجنبونه، على ما قال، في رحلته مع «الطول» ويشرح: «العالم لا يرحم. متى يتوقف نمو طول الإنسان - موقع مصادر. كلما خرجت من منزلي وعدت، أطلب من زوجتي أن تصبّ لي رصاصة (ضد صيبة العين)، لأنني في كل مرة خرجت فيها عدت بآلام مبرحة في القدمين والذراعين والظهر. أحاول الإبتعاد عن عيون الناس لكنهم يأتون إليّ «ليتفرجوا» عليّ ويقومون بحركات تزعجني. حتى أقاربي يقولون لي وهم يبتسمون: صرت طول عمود التوتر العالي. وهناك من قالوا لي: أفضل وظيفة لك بائع علكة الى المسافرين، تبيع ركاب الطائرات وهي تحلق في الأجواء علكة.
- متى يتوقف طول ان
- سالم بن عبدالله بن عمر رضي الله عنه
متى يتوقف طول ان
حاجاتي كثيرة. سجلوا رقمي. أريد مساعدات. أريد أن أعيش بأمان. سجلوه». (يرجو ذلك وكأنه يطلب النجدة نعده ونفي: 71318056). هو شخصٌ لم يعد يثق بأحد ولا يلام. التجارب التي مرّ بها (وما زال) كثيرة. لا أحب النظر في المرآة
يقول مصطفى «الإنسان في لبنان «حقو فرنكين حتى لو كان طوله قدّ الغيم» فلا أحد سأله عن مشاكله. لا أحد رأف بحالته. وطوله بات سخرة. يقول: «وضعني والدي في المدرسة لكني لم أرغب في الدراسة. إشتغلتُ معه على عربة لبيع العصير والسحلب لكن عظامي لم تساعدني. مشاكلي الصحية كانت كثيرة». متى يتوقف طول الانسان. يتمهل قليلاً، يسكت، يبلع ريقه ثم يقول «الله ما بيترك حدا ولن يتركني. خلق ربّ العالمين الدودة في صخرة مقفلة وأعطاها سبل الحياة فهل يعقل أن يقفل الدنيا في وجهي؟». «الطول لم يناسبني أبدا»، يكرر أطول رجل في لبنان ذلك. سألناه: حين تقف أمام المرآة ماذا تقول لنفسك؟ أجاب: «أقول لنفسي: يا مصطفى متى أصبحت بهذا الطول؟»، يستطرد «افضّل عدم النظر. حين أرى نفسي أتذكر كل الناس الذين «يعيّرونني» بطولي فأشعر بالقهر، وأتذكر كل مرة بحثت فيها عن عمل ولم أجده، وأتذكر عدد المرات التي احتجت فيها الى دواء ولم أتمكن من سداد ثمنه. وأتذكر ذاك الرجل الذي طلبت أن أعمل لديه فنظر إليّ من تحت لفوق، ومن فوق لتحت، وقال لي: بدك ياني ادفعلك لتقعد على الكرسي أو لتوقف وتدق بالسما.
وحين لم يلقَ من الإستجابة ما يرتقي الى ليالي الخمر تلك وما يشجعه على الإستمرار والتواصل، سيتخذ شكلا آخر من الحضور، ساعيا الى خلق جو أكثر بهجة وفرحا، كإن يغني الدشت على النغمين الفارسي والتركي، قدر ما يستطيع ويحفظ، مختتماً برائعة الشاعر أحمد رامي، مقتربا الى حدٍ ما من صوت موسيقار اﻷجيال محمد عبدالوهاب، ايها الراقدون تحت التراب…جئت أبكي على هوى الأحباب، الى آخر اﻷغنية. هنا ستثار شجوني وأسئلتي، أنا إبن أخيه التواق الى لقاءه، إذ رحتُ متسائلاً في سرّي: من أين له هذه المقدرة على حفظ أشعار، سادة القافية وبتنوع لغاتها؟ كيف تعلم عمّي كل هذه الأطوار من المقامات ومن أين أتى بها ومتى؟ هل كان يستمع الى الغناء العربي، من جهاز خاص كان قد إقتناه في غربته؟ أم كان يستمع الى الإذاعات العربية وعلى ندرتها؟ أم ان لديه وسائل اخرى من التواصل، تعينه على ما يريد ويطيّب بها خاطره؟ وعلى ما يبدو فقد تأكد لي بأنه كان على تواصل مع هموم ومشاكل وإهتمامات شعوب تلك المنطقة. المهم وبينما كان يشدو بصوته العذب تلك الأغنية الرائعة لعبدالوهاب، تحركت مشاعر أحدهم ممن له كثير إطلاع على اللغة العربية والذي يُعَدُّ من أقرب مقربي عمّي ويحضر أكثر جلساته.
سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب
أبو عمرو الفقيه، أحد الفقهاء وأحد العلماء. وله روايات عن أبيه وغيره، وكان من العباد الزهاد، ولما حج هشام بن عبد الملك دخل الكعبة فإذا هو بسالم بن عبد الله، فقال له: سالم؟ سلني حاجة، فقال: إني لأستحي من الله أن أسأل في بيته غيره، فلما خرج سالم خرج هشام في أثره، فقال له: الآن قد خرجت منٌ بيت الله فسلني حاجة، فقال سالم: من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة؟ قال: من حوائج الدنيا، فقال سالم: إني ما سألت الدنيا من يملكها، فكيف أسألها من لا يملكها. وكان سالم خشن العيش، يلبس الصوف الخشن، وكان يعالج بيده أرضا له وغيرها من الأعمال، ولا يقبل من الخلفاء، وكان متواضعا وكان شديد الأدمة وله من الزهد والروع شيءٌ كثيرٌ.
سالم بن عبدالله بن عمر رضي الله عنه
-الاعلام للزركلي-
أبو عمر سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب
قال الواقدي، مات سنة ست ومائة، وقال الهيثم: سنة ثمان. قال ربيعة: كان الأمر إلى سعيد بن المسيب، فلما مات سعيد أفضى الأمر إلى القاسم وسالم. - طبقات الفقهاء / لأبو اسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي -. سالم بن عبد الله: بن عمر بن الخطاب، القرشي العدوي المدني، الإمام الزاهد، الحافظ مفتي المدينة، احد فقهاء التابعين السبعة، حجة ثبت، خاشع زاهد، أبي عمر ويقال أبي عبدالله، قال الإمام مالك: لم يكن احد في زمان سالم أشبه بمن مضى في الزهد والفضل والعيش منه. توفي سنة ست ومائة. ينظر: سير أعلام النبلاء 4/457، حلية الأولياء 2/ 193
يوجد له ترجمة في كتاب: (بغية الطلب في تاريخ حلب - لكمال الدين ابن العديم)
سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي أبو عمر كان يشبه بعمر بن الخطاب في الهدى والسمت والدل مات سنة ست ومائة
مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار - محمد بن حبان، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (المتوفى: 354هـ).
وأشار ابن كثير إلى تواضعه الجم وفي ذلك أنه كان يباشر عمله بنفسه فكان يزرع بيده أرضاً له، وكان لا يقبل من الخلفاء أية هبات أو مساعدات، وله من الزهد والورع الشيء الكثير. أما عن علمه فيذكر الحافظ الذهبي في السير أن سالم بن عبدالله كان يعد أكثر أهل المدينة علماً، كما كان المرجع الرئيسي لأهل المدينة في إصدار الفتوى، ويشير إلى ذلك قول علي بن الحسن العسقلاني عن عبدالله بن المبارك: كان فقهاء أهل المدينة الذين كانوا يصدرون عن رأيهم سبعة سعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، وسالم بن عبدالله بن عمر، والقاسم بن محمد، وعروة بن الزبير، وعبيد الله بن عبدالله بن عتبة، وخارجة بن زيد بن ثابت. قال: وكانوا إذا جاءتهم المسألة دخلوا فيها جميعاً فنظروا فيها، ولا يقضي القاضي حتى يرفع إليهم فينظرون فيها فيصدرون.