والإمامة تنال بالنص كما يقوله طائفة من أهل السنّة في أبي بكر. واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة. أو بالإيماء إليه كما يقول آخرون منهم، أو باستخلاف الخليفة آخر بعده كما فعل الصدّيق بعمر بن الخطاب، أو بتركه مشورة في جماعة صالحين كذلك كما فعله عمر، أو باجتماع أهل الحل والعقد على مبايعته أو بمبايعة واحد منهم له، فيجب التزامها عند الجمهور، وحكى على ذلك إمام الحرمين الإجماع، واللّه أعلم. ويجب أن يكون ذكراً، حراً، بالغاً، عاقلاً، مسلماً، عدلاً، مجتهداً، بصيراً، سليم الأعضاء، خبيراً بالحروب والآراء، قرشياً على الصحيح؛ ولا يشترط الهاشمي ولا المعصوم من الخطأ خلافاً للغلاة والروافض. ولو فسق الإمام هل ينعزل أم لا؟ فيه خلاف، والصحيح أنه لا ينعزل لقوله عليه الصلاة والسلام: (إلا أن تروا كفراً بواحاً: قال ابن الأثير: أي جهار من باح بالشيء يبوح به إذا أعلنه. النهاية في غريب الحديث عندكم من اللّه فيه برهان)، فأما نصب إمامين في الأرض أو أكثر فلا يجوز لقوله عليه الصلاة والسلام: (من جاءكم وأمْرُكم جَميعٌ يريد أن يفرِّق بينكم فاقتلوه كائنا من كان) وهذا قول الجمهور.
- من الآية 78 الى الآية 79
{ الخليفة}: من يخلف غيره ، والمراد به هنا آدم عليه السلام. { يفسد فيها}: الافساد فى الأرض يكون بالكفر وارتكاب المعاصى. { يسفك}: يسيل الدماء بالقَتْلِ وَالجَرْحِ. { نسبح بحمدك}: نقول سبحان الله وبحمده. والتسبيح: التنزيه عما لا يليق بالله تعالى. { ونقدس لك}: فننزهك عما لا يليق بك. والتقديس: التطهير والبعد عما لا ينبغى. واللام فى لك زائدة لتقوية المعنى إذ فعل قدس يتعدى بنفسه يقال قدّسَه. { آدم}: نبىّ الله أبو البشر عليه السلام. { الأسماء}: أسماء الأجناس كلها كالماء والنبات والحيوان والانسان. { عرضهم}: عرض المسميات أمامهم ، ولما كان بينهم العقلاء غلب جانبهم ، وإلا لقال عرضها
{ أنبئونى}: أخبرونى. { هؤلاء}: المعروضين عليهم من سائر المخلوقات. { سبحانك}: تنزيها لك وتقديساً. { غيب السموات}: ما غاب عن الأنظار فى السموات والأرض. { تبدون}: تظهرون من قولهم { أتجعل فيها من يُفسد فيها} الآية. { تكتمون}: تبطنون وتخفون يريد ما أضمره إبليس من مخالفة أمر الله تعالى وعدم طاعته. { الحكيم}: الحكيم الذى يضع كل شىء فى موضعه ، ولا يفعل ولا يترك الا لحكمه. التفسير:
يأمر تعالى رسوله أن يذكر قوله للملائكة انى جاعل فى الأرض خليفة يخلفه فى إجراء أحكامه فى الأرض ، وان الملائكة تساءلت متخوفة من أن يكون هذا الخليفة ممن يسفك الدماء ويفسد فى الأرض بالكفر والمعاصى قياساً على خلق من الجن حصل
منهم ما تخوفوه.
الأرض صغيرة جدًّا عندما تعم الصراعات فيما بين سكانها بسبب تقديم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، وحب السيطرة لفئة على حساب أخرى. لكنها ذات قلب كبير يستوعب الجميع إذا تعاون أبناء آدم فيما بينهم. يجب أن ندرك أن حجم كوكبنا الأرضي مقارنة بحجم الكون كله وما يحتويه من آلاف المليارات من المجرات أقل بكثر من حجم حبّة رمل في وسط رمال الكرة الأرضية. كذلك هناك معلومة- مهمة جدًّا- يجب أن يدركها كل ذي عقل لبيب؛ ألا وهي حجم مليارات البشر على وجه كوكبنا نسبة إلى حجم الأرض لا يزيد على جزء من التريليون في المائة وفق ما أورده العلماء. وحجم هذه الدنيا كلها عند خالقها لم ترتقِ حتى إلى وزن جناح بعوضة. وفي الحديث النبوي الشريف الذي رواه سَهْلُ بنُ سَعْدٍ السَّاعديُّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لَوْ كَانَت الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّه جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْها شَرْبَةَ مَاءٍ رواه الترمذي، وَقالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. فكيف بحجم هذه الأرض عند خالقها؟! بل كيف بحال البشرية عليها وحجمهم عند الله؟! ونحن نعلم جميعًا أنه لو جاهر من في الأرض جميعًا بكفرهم لن يضروا الله شيئًا، ولن ينقص من ملكه شيء.
[3]
وفي الختام تم التعرف إلى اول ما اكل ادم عندما هبط الى الأرض، وقد تبين أن النبي آدم أكل من شجرة النبق بعد نزوله إلى الأرض بعد أن أغواها الشيطان وزوجته لعصيان الخالق، كما تم ذكر الآيات الكريمة التي تتكلم عن خلق آدم عليه السلام. المراجع
^
عن أوس بن أوس ، الصفحة أو الرقم:1373، صحيح, رواه الألباني ، في صحيح النسائي
سورة البقرة, الآية 30
^, قصة آدم عليه السلام في القرآن, 19/4/2022
اول ما اكل ادم عندما هبط الى الارض ، بعد أن أنزله الخالق وزوجته حواء من الجنة لأنهما خالفا أمر ربهما وأكلا من الشجرة التي حرمها الله عليهما، فقد ذكرت قصة سيدنا آدم في سورة البقرة كأول قصة ورد ذكرها والنبي آدم هو أول الأنبياء والأب لجميع الخلق على سطح الأرض، ومن خلال السطور التالية عبر موقع محتويات سيتم التعرف إلى الشجرة التي أكل من ثمارها سيدنا آدم عليه السلام بعد نزوله للأرض. اول ما اكل ادم عندما هبط الى الارض
اول ما اكل ادم عندما هبط الى الأرض هو ثمار شجرة النبق، وشجرة النبق من الأشجار التي تعطي ثمارها في فصل الربيع، وهي من الأشجار المرتفعة التي قد يصل ارتفاعها إلى سبعة أمتار، وهي من الثمار المكونة من لحاء خارجي يكون لونه مختلف عن لون الثمرة الداخلية، وهي من الأشجار التي أنبتها الخالق لآدم عليه السلام وزوجته لتناولا منها ليتمكنا من الاستمرار في الحياة على الأرض.
فأعلمهم ربهم أنه يعلم من الْحِكم والمصالح ما لا يعلمون. والمراد من هذا التذكير: المزيد من ذكر الأدلة الدالة على جود الله تعالى وقدرته وعلمه وحكمته الموجبة للايمان به تعالى ولعبادته دون غيره. يخبر تعالى فى معرض مظاهر قدرته وعلمه وحمته لعبادته دون سواه أنه علم آدم اسماء الموجودات كلها ، ثم عرض الموجودات على الملائكة وقال أنبؤني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين فى دعوى أنكم أكرم المخلوقات وأعلمهم فعجزوا وأَعْلَنُوا اعْتِرَافَهُم بذلك وقالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ثم قال تعالى لآدم أنبئهم بأسماء تلك المخلوقات المعروضة فأنبأهم بأسمائهم واحداً واحداً حتى القصعة والقُصَيْعة.. وهنا ظهر شرف آدم عليهم ، وَعَتَبَ عليهم ربهم بقوله: { ألم أقل لكم إنى أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون}. من هداية الآية:
1- بيان قدرة الله تعالى حيث علم آدم أسماء المخلوقات كلها فعلمها. 2- شرف العلم وفضل العالم على الجاهل. 3- فضيلة الاعتراف بالعجز والقصور. 4- جواز العتاب على من ادعى دعوى هو غير متأهل لها. 5- سؤال من لا يعلم غيره ممن يعلم. 6- عدم انتهار السائل وإجابته أو صرفه بلطف. 7- معرفة بدء الخلق.
وخص ذكر ذلك بصلاة الفجر دون غيرها لأنها يجهر بالقرآن في جميع ركوعها ، ولأن سنتها أن يقرأ بسور من طوال المفصل فاستماع القرآن للمأمومين أكثر فيها وقراءته للإمام والفذ أكثر أيضاً. ويجوز أن يكون عطف { وقرآن الفجر} عطفَ جملة والكلام على الإغراء ، والتقدير: والزَمْ قرآنَ الفجر ، قاله الزجاج. فيعلم أن قراءة القرآن في كل صلاة حتم. وهذا مجمل في كيفية الصلوات. ومقادير ما تشتمل عليه من القرآن بينته السنّة المتواترة والعرف في معرفة أوقات النهار والليل. اقم الصلاه لدلوك الشمس. وجملة { إن قرآن الفجر كان مشهوداً} استئناف بياني لوجه تخصيص صلاة الصبح باسم القرآن بأن صلاة الفجر مشهودة ، أي محضورة. وفُسِّر ذلك بأنها تحضرها ملائكة الليل وملائكة النهار ، كما ورد في الحديث: « وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الصبح » وذلك زيادة في فضلها وبركتها. وأيضاً فهي يحضرها أكثر المصلين لأن وقتها وقت النشاط وبعدها ينتظر الناس طلوع الشمس ليخرجوا إلى أعمالهم فيكثر سماع القرآن حينئذٍ.
من الآية 78 الى الآية 79
الإعراب: (أقم) فعل أمر، والفاعل أنت (الصلاة) مفعول به منصوب (لدلوك) جارّ ومجرور متعلّق ب (أقم)، (الشمس) مضاف إليه مجرور (إلى غسق) جارّ ومجرور متعلّق ب (أقم)، (الليل) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (قرآن) معطوف على الصلاة منصوب، (الفجر) مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف توكيد ونصب (قرآن) اسم إنّ منصوب (الفجر) مضاف إليه مجرور (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو (مشهودا) خبر كان منصوب. جملة: (أقم... ) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (إنّ قرآن الفجر... ) لا محلّ لها تعليليّة. من الآية 78 الى الآية 79. وجملة: (كان مشهودا) في محلّ رفع خبر إنّ. 79- الواو عاطفة (من الليل) جارّ ومجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره اسهر من الليل، الفاء عاطفة (تهجّد) مثل: (أقم) (الباء) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تهجّد) والضمير يعود على القرآن (نافلة) حال منصوبة من المفعول المحذوف أي فصلّ التهجّد حال كونه نافلة، اللام حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نافلة) (عسى) فعل ماض تام (أن) حرف مصدريّ ونصب (يبعثك) مضارع منصوب.. والكاف ضمير مفعول به (ربّك) فاعل مرفوع.. والكاف مضاف إليه (مقاما) حال منصوبة بتقدير مضاف أي ذا مقام، (محمودا) نعت ل (مقاما) منصوبا.. والمصدر المؤوّل (أن يبعثك.. ) في محلّ رفع فاعل عسى.
{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ}: أمر له بقيام الليل بعد المكتوبة، كما ورد عن رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم أنه سئل أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ قال: «صلاة الليل» [أخرجه مسلم عن أبي هريرة]، ولهذا أمر تعالى رسوله بعد المكتوبات بقيام الليل، فإن التهجد ما كان بعد نوم قاله علقمة والأسود وإبراهيم النخعي وغير واحد ، وهو المعروف في لغة العرب، وكذلك ثبتت الأحاديث عن رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم أنه كان يتهجد بعد نومه، وقال الحسن البصري: هو ما كان بعد العشاء، ويحمل على ما كان بعد النوم.