فالقرب من الله هو سر السعادة، وأقصر طريق للوصول إليها على عكس البعد عنه. قال تعالى: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى". فالقرب من الله راحة وسكينة، ومحصلةُ البعد عنه ضنك وأرواحٌ سقيمة. وفي الآية أدناه إشارة لسببين من أسباب الرضى المؤديان للسعادة هما الصبر والتسبيح قبل طلوع الشمس وغروبها. "فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ". وفي قوله تعالى: "وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًاا". السعادة الحقيقية في القرب من الله والذاكرات. أمر بالصبر، وإشارة أخرى لأهميته، ووجوب التحلي به في التعامل مع أذى الناس، مع هجرهم الهجر الجميل المتسم بالأخلاق في حالة رؤية الأذى منهم، أو السوء. وتعوّد اللسان على الذكر، وبقاؤه رطبًا به يجعله سليمًا معافى من القيل والقال، ولغو الكلام، ويورث ذلك صاحبه بياضًا وصحة في قلبه، ويحفظ ماء وجهه، ويبقي نفسه ونفسيته في دائرة الأمان ،فلا يجعل فراغ الروح يفتك به؛ لأنه يكون قد غذاها بأكثر ما تحتاجه.
السعادة الحقيقية في القرب من الله والذاكرات
أخي المبارك: إنَّ القرآن علاج الهموم، ومُزيل الغموم، ومُذْهِب الحسرات، وكاشفُ للبليَّات، فيا من أحاطت به هموم الدنيا، وأزعجـته المصائب ، أُوصِيك بأن تجلس مع القرآن في كل يوم ولمدة ساعة تقرأ فيه، وتتأمل معانيه، وتعرض نفسك عليه، فوالله سوف تشعر بالسعادة وتذوق طعم الحياة.. تنال السعادة إذا كنت تاركًا للذنوب، مبتعدًا عن الشهوات، وإما إذا كنت على العكس فإن ذلك طريقك إلى الشقاء في الدنيا والآخرة، ألم يقل الله تبارك وتعالى: { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طـه:124]. وليس معنى العناية بالقرآن والأعمال الصالحة أن يترك المؤمن أعمال الدنيا التي لا بد له منها، بل إن السعيد من وفق لخيري الدنيا والآخرة.. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن من أسباب السعادة والراحة المرأة الصالحة والجار الصالح والمسكن الواسع والمركب الهنيء، والإسلام لم يرفض الدنيا جملة، إنما يرفضها عندما يستغرق فيها الإنسان وقته وينسى الله واليوم الآخر، فتكون حينئذ لعنة عليه ونقمة، وتتحول لذاتها إلى شقاء ونكد إذا كانت بلاد دين ولا عقيدة. ولا يعني القول: إن السعادة ليست في المال والجمال والشهوات المختلفة، لا يعني ذلك أن تلك أمور لا تجلب السعادة للمرء، بل إنها تجلب له السعادة ما دامت في إطار الشرع وفي دائرة الحلال والمباح إذا اجتمعت مع الدين وصلاح القلب.. جريدة الرياض | الوصفة السحرية للسعادة الحقيقية. والله الموفق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. _________________ [1]- جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة (2/503).
[٦]
الابتسامة
يبتسم الإنسان عندما يشعر بالسعادة، ولكنّ الحقيقة أنّه يصبح سعيداً إذا ابتسم أيضاً؛ فالشعور بالسعادة يجعل الشخص يبتسم والذي بدورهِ يُحفز الدماغ على إفراز هرمون الدوبامين (Dopamine) والذي يجعله أكثر سعادة، وهذا لا يعني أن يزيّف الشخص ابتسامته، وأن يبتسم دائماً دون معنى، بل عليه مثلا عندما يشعر بالإحباط أن يجرب أن يبتسم ويرى النتيجة، أو مثلاً يُمكن أن يبتسم لنفسه كل صباح في المرآه، ويرى انعكاس ذلك على يومه.
قد قدم العلماء ومنهم الإمام أحمد طاعة الزوج على طاعة الوالدين، فلا يجب على الزوجة أن تطيع والديها إذا أمراها بفراق زوجها، وكذلك في حال زيارتهم وغيره لأنَّ طاعة زوجها أولى وأوجب، وهذا يدل على عظم حق الزوج على زوجته حيث رتب الله عز وجل لمن أطاعت زوجها دخول الجنة ونيل النعيم المقيم، قال عليه الصلاة والسلام: (إذا صلت المرأة خمسها و صامت شهرها و حصنت فرجها و أطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت). Source:
طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين للأطفال
ما حكم هجره لي، مع العلم بأنه سيأتي في آخر رمضان، وسيبقى أسبوعا، وهو عندما يأتي لا يكون متفرغاً لنا، فلديه أمور أخرى. ما حكم منعه لي من الخروج، وتحديده لخروجي بعدد معين، ومنعه والدي من حكمه علي؟
وهل يحق لي طلب الطلاق، مع حضانة ابنتي ذات السنة والنصف، بحكم أنني لا أقوى على البعد، وهو كثير الدورات، والسفرات خلال السنة، وعلى أقل ما يمكن يتركني عند أهلي أنا وابنتي ويسافر؟
وما هي حقوقنا عليه في سفره، وحقه علينا؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن حقك على زوجك ألا يغيب عنك فوق ستة أشهر، من غير عذر. قال ابن قدامة -رحمه الله- في المقنع: فإن سافر عنها أكثر من ستة أشهر، فطلبت قدومه، لزمه ذلك، إن لم يكن له عذر. اهـ. أمّا إذا كان غيابه لحاجة ككسب العيش، فهو معذور ولو زاد على ستة أشهر. قال المرداوي: وسأله عن رجل تغيب عن امرأته أكثر من ستة أشهر. قال (الإمام أحمد): إذا كان في حج، أو غزو، أو مكسب يكسب على عياله، أرجو أن لا يكون به بأس. الإنصاف. ومن حقك على زوجك إذا سافر أن ينفق عليك بالمعروف، وقد بينا ماهية النفقة الواجبة للزوجة، في الفتوى رقم: 105673
وإذا منعك زوجك أثناء غيابه من الخروج من البيت لغير ضرورة بغير إذنه، فالواجب عليك طاعته في ذلك، ولو أمرك والدك بالخروج؛ فإنّ طاعة الزوج، مقدمة على طاعة الوالدين.
طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين للاطفال
أثارت إحدى مشهورات "سناب شات" الجدل بحديثها عن طاعة الزوجة لزوجها، قائلة: "إن طاعة الزوج متقدمة على طاعة الوالدين". وقالت "سنومة": "حتى لو الأم والأب كانا على فراش المرض أو بين الحياة والموت الزوج أهم، ولازم تاخذين موافقته ويكون راضي عنك، واسألوا أي شيخ في العالم". سنومة إحدى نشطاء السناب في حديث تصدم به متابعينها: طاعة الزوج متقدمة على طاعة الام والاب حتى لو كانو على فراش المرض او بين الحياة والموت.. الزوج اهم
— هيئة المشاهير (@Celebrty_0) April 18, 2021
طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين موضوع
وانهال علي بالغضب، والكلمات البذيئة، والسب والشتم الموجه لي، ولأبي، ولأهلي، وقام بالتشكيك في تربيتي مدعياً أني بنت بلا أخلاق، وأني بنت (كلمة قوية لا أستطيع كتابتها) لأني كنت في خلوة مع الرجل "مع العلم بوجود الخادمة معنا، ولَم يربطني بالرجل أي حديث"
ولكنه كان غاضباً جداً مدعياً أني لم أمتثل لأوامره، وأني فاسقة، لم أرد عليه في البداية، واكتفيت بالأسف، ثم خرجت من الغرفة. وبعدها دخلت مرة أخرى وقلت له بأسلوب متزن: كيف لك أن تسبني وتسب أهلي؟ وماذا علي أن أفعل؟ هل أسكت؟ هل يجب أن أرضي على هذا؟
لم يعجبه حديثي، وأكمل غضبه وشتمه، وبعدها قام بضربي على يدي، مع العلم أنه دائما يشتمني ويشتم أهلي، ويضربني ضربا مبرحا إذا اشتد النقاش، مدعياً أنه يجوز له فعل ذلك؛ لأني مذنبة وأستحق الضرب والشتم. وبعدها قال أنا سأرجع إلى الكويت، لن أحتمل وجودي معك، وقومي بتجهيز الحقيبة، فغضبت كثيرا في داخلي فقلت له (سافر) بازدراء وبأسلوب لا يعجبه متعمدة أن أزيده غضباً؛ لأنه قهرني جداً، فقام بضربي ضربا مبرحا، وازداد قسوة حين قلت "حسبي الله ونعم الوكيل"
وبعدها بدأت بتجهيز حقيبته، وسيغادر غداً، وعند وصوله سيقوم بإجراءات الطلاق.
طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين والاقارب
تاريخ النشر: الخميس 29 جمادى الآخر 1437 هـ - 7-4-2016 م
التقييم:
رقم الفتوى: 326638
11798
0
155
السؤال
زوجي مسافر لدورة خارج السعودية، لمدة سنة. وقد وافقت له، بشرط أن أرافقه وإلا فلا أرضى. وسافر بظرف رفض تأشيرتي. وأنا وابنتي نسكن عند أهلي، وفر لي مصروفا شهريا، لكن بدون توفير سائق يلبي احتياجاتنا، ولا خادمة تساعدني في الطفلة؛ لأنه ليست لدي المقدرة الكاملة على تربية طفلة لوحدي، بحكم أنني قد أجريت عملية قبل شهر. مر على سفره شهران ونصف. أخبرني بالأمس بأن لا أخرج من البيت أبدا، ووالدي ليست له كلمة علي، بل إن زوجي هو المسؤول الوحيد عني. وأخبرني بأنه سيتصل بوالدي ويخبره بذلك، وأيضا هو يخرج مع رفاقه، ويسافر معهم للتمشي، وأيضا لا يتصل بي ليسأل عني، وعن ابنته إلا في النادر، وأنا أكثر من يتصل به، ويبحث عنه، وأحثه على مكالمتنا، والسؤال عنا؛ لأننا لا نقوى على بعده. جاهدت، وتحملت كثيراً فراقه عنا، وأخبرته بأني لا أقوى على الفراق، ولا أتحمل، وأنني أحتاج لمشاعر الحب منه، واهتمامه بي، والكلمة الطيبة. عندما أخبره بذلك، يخبرني بأن جميع ما يفعل هو لصالحنا، وأنا لا أرى سوى أننا نتفكك، وعلاقتنا ليست كالسابق.
وخلوة الرجل بامرأتين لا تجوز بإطلاق، ولا تحرم بإطلاق، ولكن لها قيودها الشرعية، وقد بينا هذه القيود في فتوانا رقم: 270217 ، فلا بد إذن من أمن الفتنة، وانتفاء الشبهة. سلمنا الله وإياكما من كل عافية وبلاء. والله أعلم.