والصفة الثالثة تسمى القران، وهي ان تحرم بالحج والعمرة فتقول (لبيك اللهم حجاً وعمرة، فيسرها لي وتقبلها مني وإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني، لبيك اللهم لبيك,, الخ) وهنا تكون اعمالك هي نفسها اعمال الإفراد، إلا انه يُطلب منك هدي تذبحه يوم العيد او ايام التشريق مقابل حصولك على عملين في إحرام واحد. وأما المتمتع فيلزمه كذلك هدي مقابل تمتعه بالإحلام بين اعمال العمرة وأعمال الحج. وأما المفرد فلا هدي عليه مطلقاً نظراً لكونه نسكاً واحداً في إحرام واحد.
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأنبياء - الآية 90
نسأل الله لك حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم،، *عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وخطيب مسجد الإمام محمد بن سعود بالدرعية
اللهم اجعل لي بها قراراً وارزقني فيها رزقا حلالاً. اللهم إن هذا الحرم حرمك، والبلد بلدك والأمن أمنك، والعبد عبدك، جئتك من بلاد بعيدة بذنوب كثيرة وأعمال سيئة، أسألك مسألة المضطرين إليك المشفقين من عذابك أن تستقبلني بمحض عفوك، وأن تدخلني جنة النعيم. اللهم إن هذا حرمك وحرم رسولك؛ فحرم لحمي ودمي وعظمي عن النار. اللهم اغفر وارحم، واعف عما تعلم، وأنت الأعز الأكرم، اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار
اقرأ ايضًا: 600 من أجمل ادعية أيام شهر رمضان مكتوبة ومستجابة
حكم أداء العمرة
الحج معروف انه فريضة وهو شرط من شروط الإسلام الخمسة بينما العمرة اختلف فيها العلماء وانقسموا الى فريقين وهما كالآتي:
الرأي الأول يرى أنها واجبة
الرأي الأول هو لمذهب الشافعي والإمام أحمد ابن حنبل ويروا أن العمرة مثل الحج واجبة على المسلم. وقد استندوا في ذلك علي رواية عن أبي رزين العقيلي أنه أتى النبي محمد فقال: "إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة، فقال النبي: حج عن أبيك واعتمر"
كما جاء في القرآن الكريم قوله سبحانه وتعالى {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ…}. الرأي الثاني يرى أنها سنة
والرأي الثاني كان لمذهب مالك بن أنس وأبي حنيفة والذين قالوا أن العمرة سنة عن النبي.
ففي مجموع فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين: إن قال قائل: ماذا تقولون في رجل دخل في العمرة في أيام رمضان -مثلا- ثم وجد الزحام شديدا، ثم تحلل ورجع إلى أهله متحللا؟ نقول له: إن هذا التحلل لا تنحل به العمرة، وإن عليه -ولو كان قد سافر إلى بلده- عليه أن يخلع ثيابه -ثياب الحل- ويلبس ثياب الإحرام، ويذهب ويكمل عمرته على الإحرام الأول، لا بإحرام جديد؛ وذلك لأنه لم يتحلل من عمرته، وكونه نوى التحلل لا يؤثر؛ لأن الحج والعمرة لا ينقطعان بقطعهما، ودليل ذلك ما أشرنا إليه من قوله تعالى: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ. انتهى. وقال في المغني: لا خلاف في وجوب الفدية على المحرم إذا تطيب أو لبس عامدا لأنه ترفه بمحظور في إحرامه فلزمته الفدية كما لو ترفه بحلق شعره أو قلم ظفره، والواجب عليه أن يفديه بدم، ويستوي في ذلك قليل الطيب وكثيره وقليل اللبس وكثيره وبذلك قال الشافعي. إلى أن قال: المشهور في المذهب أن المتطيب أو اللابس ناسيا أو جاهلا لا فدية عليه، وهو مذهب عطاء و الثوري و إسحاق و ابن المنذر... وعنه. (يعني الإمام أحمد) رواية أخرى أن عليه الفدية في كل حال وهو مذهب مالك و الليث و الثوري وأبي حنيفة لأنه هتك حرمة الإحرام فاستوى عمده وسهوه كحلق الشعر وتقليم الأظفار.
(ثلاثة الأصول وأدلتها ش5).
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأنبياء - الآية 90
رواه مسلم،
ومن فوائد التعجيل بالأعمال الصالحة في زمن الرخاء والراحة والصحة والفراغ والغنى أن من فعل ذلك عرفه الله سبحانه في أوقات الفتن والشدائد، فثبته وسلَّمه في دينه، وكتب له أجر ما كان يعمل وهو صحيح مقيم، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ)) رواه أحمد. واغتنموا زمانكم الحاضر بالإكثار من العمل الصالح، كالصلاة والصدقة والصيام وتلاوة القرآن والتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والذكر والدعاء وحسن الخلق وطلب العلم والدعوة إلى الله وغير ذلك من أبواب الخير، وهي كثيرة بحمد الله، ودلُّوا إخوانكم عليها، فإن الدال على الخير كفاعله، واعزموا على الاستمرار في الطاعة والازدياد منها في مستقبلكم ، فإن الإنسان يدرك بنيته ثواب العمل الصالح الذي عزم عليه، ولكن منعه عذر من فعله.
{ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى} النبي الكريم، الذي لم يجعل الله له من قبل سميا. { وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ} بعدما كانت عاقرا، لا يصلح رحمها للولادة فأصلح الله رحمها للحمل، لأجل نبيه زكريا، وهذا من فوائد الجليس، والقرين الصالح، أنه مبارك على قرينه، فصار يحيى مشتركا بين الوالدين. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأنبياء - الآية 90. ولما ذكر هؤلاء الأنبياء والمرسلين، كلا على انفراده، أثنى عليهم عموما فقال: { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} أي: يبادرون إليها ويفعلونها في أوقاتها الفاضلة، ويكملونها على الوجه اللائق الذي ينبغي ولا يتركون فضيلة يقدرون عليها، إلا انتهزوا الفرصة فيها، { وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} أي: يسألوننا الأمور المرغوب فيها، من مصالح الدنيا والآخرة، ويتعوذون بنا من الأمور المرهوب منها، من مضار الدارين، وهم راغبون راهبون لا غافلون، لاهون ولا مدلون، { وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} أي: خاضعين متذللين متضرعين، وهذا لكمال معرفتهم بربهم. #أبو_الهيثم #مع_القرآن
17
3
52, 525