قال صاحب "تفسير المنار": "وقال سبحانه: { ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها} لأن الإفساد بعد الإصلاح أشد قبحاً من الإفساد على الإفساد؛ فإن وجود الإصلاح أكبر حجة على المفسد، إذا هو لم يحفظه، ويجري على سننه. تفسير ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله [ الأعراف: 56]. فكيف إذا هو أفسده، وأخرجه عن وضعه؟ ولذا خُصَّ بالذكر، وإلا فالإفساد مذموم ومنهي عنه في كل حال". الوقفة الخامسة: قال الشيخ أبو زهرة في "زهرة التفاسير": "نهى سبحانه عن الإفساد في الأرض، ويتضمن ذلك العمل فيها بالإنتاج والإنماء؛ فالله تعالى خلقها صالحة لأن يعيش عليها الإنسان في زرعها وغرسها، ومستمتعاً بكل حلالها وطيباتها. وإفسادها إنما يكون بإشاعة الظلم، وإفساد ما تُنتج، والتعدي على العباد والبلاد، والتعاون على الإثم والعدوان.
تفسير ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله [ الأعراف: 56]
وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (56) وقوله تعالى: ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) ينهى تعالى عن الإفساد في الأرض ، وما أضره بعد الإصلاح! فإنه إذا كانت الأمور ماشية على السداد ، ثم وقع الإفساد بعد ذلك ، كان أضر ما يكون على العباد. فنهى الله تعالى عن ذلك ، وأمر بعبادته ودعائه والتضرع إليه والتذلل لديه ، فقال: ( وادعوه خوفا وطمعا) أي: خوفا مما عنده من وبيل العقاب ، وطمعا فيما عنده من جزيل الثواب. ثم قال: ( إن رحمة الله قريب من المحسنين) أي: إن رحمته مرصدة للمحسنين ، الذين يتبعون أوامره ويتركون زواجره ، كما قال تعالى: ( ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي) [ الأعراف: 156 ، 157]. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - الآية 85. وقال: ( قريب) ولم يقل: " قريبة "; لأنه ضمن الرحمة معنى الثواب ، أو لأنها مضافة إلى الله ، فلهذا قال: قريب من المحسنين. وقال مطر الوراق: تنجزوا موعود الله بطاعته ، فإنه قضى أن رحمته قريب من المحسنين ، رواه ابن أبي حاتم.
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الأعراف - الآية 56
وإني لأقول: بأن محاربة فكر الغلو - أيّاً كان، إن في أرض الشام, أو في هذه البلاد- لا تقلّ أهمية عن محاربة فكر الانحلال، بل أهم, فإن الذي يكفّرك ويكفّر كل من يعدّه في صف الكفار والظلمة, ويجرّم من لا يرى البيعة لدولته, ولا يسمع لقول عالم ناصح, ويتمادى به الأمر إلى أن يكفر جلّ المجتمع؛ فلا تظنَّ أنك بمنأى عن سهامه, والمصيبة الكبرى حين يكون فئام من شبابنا الذين يبحثون عن نصرة الدين هم وقودٌ لهذه الفتن. والله إن القلب ليعتصر ألماً حين ترى من ودّع الدنيا وبحث عن نصرة الدين، ثم تراه يوجه سهامه لإخوانه المسلمين؛ إن في الشام, أو في هذه البلاد في بعض الأحيان, فالأمر خطير جد خطير.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - الآية 85
وقيل: أراد بالرحمة هنا المطر; قاله الأخفش. قال: ويجوز أن يذكر كما يذكر بعض المؤنث. وأنشد: فلا مزنة ودقت ودقها ولا أرض أبقل إبقالها وقال أبو عبيدة: ذكر قريب على تذكير المكان ، أي مكانا قريبا. قال علي بن سليمان: وهذا خطأ ، ولو كان كما قال لكان قريب منصوبا في القرآن; كما تقول: إن زيدا قريبا منك. وقيل: ذكر على النسب; كأنه قال: إن رحمة الله ذات قرب; كما تقول: امرأة طالق وحائض. وقال الفراء: إذا كان القريب في معنى المسافة يذكر ويؤنث ، وإن كان في معنى النسب يؤنث بلا اختلاف بينهم. تقول: هذه المرأة قريبتي ، أي ذات قرابتي; ذكره الجوهري. وذكره غيره عن الفراء: يقال في النسب قريبة فلان ، وفي غير النسب يجوز التذكير والتأنيث; يقال: دارك منا قريب ، وفلانة منا قريب; قال الله تعالى: وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا. وقال من احتج له: كذا كلام العرب; كما قال امرؤ القيس: له الويل إن أمسى ولا أم هاشم قريب ولا البسباسة ابنة يشكرا قال الزجاج: وهذا خطأ; لأن سبيل المذكر والمؤنث أن يجريا على أفعالهما.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأعراف - الآية 56
والثانية: الرجاء مع التفريط والعصيان، فهذا غرور. والثالثة: أن يقوى الرجاء حتى يبلغ الأمن، فهذا حرام. والناس في الرجاء على ثلاث مقامات: فمقام العامَّة رجاء ثواب الله، ومقام الخاصة رجاء رضوان الله، ومقام خاصة الخاصة رجاء لقاء الله؛ حباً فيه، وشوقاً إليه". الوقفة التاسعة: إنما كان للدعاء أهميته الكبرى والعظيمة؛ لأنه المظهر الأعظم للعبودية والافتقار إلى الله، وهو مع هذا عنوان معرفة الله، فنحن عندما نرفع أيدينا في الدعاء وندعو، يكون ذلك اعترافاً منا بأن الله موجود، وسميع وقادر على كل شيء، وأنه سبحانه هو الذى يرفع الكربات، ويجيب الدعوات. والدعاء مع ذلك رمز الخضوع والتذلل والافتقار، فلنكثر من الدعاء. ولما كان الدعاء من الله بمكان كرره سبحانه، فقال في الآية السابقة للآية التي معنا: { ادعوا ربكم تضرعا وخفية} (الأعراف:55) وهاتان الحالتان من الأوصاف الظاهرة؛ لأن الخشوع والاستكانة وإخفاء الصوت ليست من الأفعال القلبية، أي: وجلين مشفقين وراجين مؤملين، فبدأ أولاً بأفعال الجوارح، ثم ثانياً بأفعال القلوب. الوقفة العاشرة: قوله تعالى: { إن رحمت الله قريب من المحسنين} في عبادة الله، المحسنين إلى عباد الله - كما قال السعدي رحمه الله - فكلما كان العبد أكثر إحسانا، كان أقرب إلى رحمة ربه، وكان ربه قريبا منه برحمته، والمراد من هذا الختام، أن رحمته سبحانه بخلقه، وإنعامه على عباده قريب من المتقين لأعمالهم، المخلصين فيها؛ لأن الجزاء من جنس العمل، فمن أحسن عبادته، نال عليها الثواب الجزيل، ومن أحسن في أمور دنياه كان أهلاً للنجاح في مسعاه، ومن أحسن في دعائه، كان جديراً بالقبول والإجابة.
(14) =ومن ذلك قولهم: " تَحْسَبُها حَمْقَاءَ وهي بَاخِسَةٌ" ، (15) بمعنى: ظالمة = ومنه قول الله: وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ ، [سورة يوسف: 20] ، يعني به: رديء. * * * وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: 14841-حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي، قوله: ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم) ، يقول: لا تظلموا الناس أشياءهم. 14842-حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم) ،: قال: لا تظلموا الناس أشياءهم.
والواقع يشهد بأن أكثر مستفيد من هذه الأحداث هم أعداء الإسلام من الرافضة واليهود والنصارى, الذين غاية مناهم تفرُّق بلاد السنة واحترابهم, وتوجيه سهام بعضهم لبعض, وهم لهذا يعملون وفي سبيله يخططون. وبعدُ، فما أحوجنا إلى جمع الكلمة, وتوحيد صف أهل السنة, ومحاربة كل غلو وتطرف, وكل فجور وتهتك, وما أحوج المربين إلى توعية الشباب بهذه الأخطار, ونحن على يقين بأن مناهجنا, وحلقات تحفيظ القرآن ومراكز الدعوة لدينا أنها خير معين على صفاء المنهج, وسلامة المعتقد, بهذا نعتقد وإن شرق المنافقون, وإن زايد المزايدون. اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بظن, واكفنا شر الأشرار
مرحبا زائرنا العزيز! عذرا فقد تم تغيير رابط هذا المتجر...
كيبل تايب سياسة
سلة المشتريات
لا توجد منتجات في سلة المشتريات.
من نحن
متجر متخصص في بيع المنتجات الإلكترونية
جميع المعروض عليها ضمان سنتين
واتساب
جوال
هاتف
ايميل