إِنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلاَّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا» رواه مسلم. ومن الأمانة العظيمة: أمانة الدعوة إلى الله تعالى، وحَمْل هذا الدين، وإبراز محاسنه العظام وفضائله الجسام، ومن الأمانة العظيمة على العلماء تبصير المسلمين بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهدي صحابته رضي الله عنهم. وعلى العلماء تَحَمُّل أمانة الفتوى، فعلى مَنْ صدَّر نفسَه للفتوى أنْ يعلم عِظمَ الأمانة، فما حصلت الانحرافات في الأُمة إلاَّ بسبب التصدر للفتوى بلا علم، وقد حذَّر الله تعالى من القول عليه بغير علم، فقال تعالى: ﴿ وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الأنعام: 116، 117]؛ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أُفْتِيَ بِغَيْرِ عِلْمٍ؛ كَانَ إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ» حسن - رواه أبو داود. تفسير انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها – المنصة. الخطبة الثانية
الحمد لله... عباد الله.. من أعظم ما يُؤتمن عليه الإنسان؛ الأموال العامة التي تعود للمسلمين، فقد أوجب الله تعالى حِفظَها كما يحفظ الإنسان مالَه وأشد؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ، فَكَتَمَنَا مِخْيَطًا فَمَا فَوْقَهُ؛ كَانَ غُلُولاً يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه مسلم.
تفسير انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها – المنصة
ذات صلة ما هي الأمانة مفهوم الأمانة في الإسلام
أنواع الأمانة
تعرّف الأمانة عند أهل العلم بأنَّها إرجاع الحقِّ إلى أهله، وهي بهذا المعنى ضدُّ الخيانة، وهي خُلُقٌ ثابتٌ في نفس المرء، يمتنع به عن ما ليس من حقِّه، مع قدرته على أخذه أو العدوان عليه. [١] وتدخل الأمانة في كلِّ شيء؛ من عقيدة أو سلوك أو خلق، وتدخل في التعاملات المالية، وفي حفظ السرِّ، وحفظ أخبار الخلق، وتدخل الأمانة في التعامل ما بين الخلق والخالق، وفيما بين الخلق بعضهم ببعض، وفيما يأتي بيان ذلك: [٢]
الأمانة مع الله
أوّل الأمانة تكون مع الله -تعالى- بالإيمان به -جلَّ وعلا-، وتوحيده، وطاعته فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه، وعبادته، والسير على الهداية التي ارتضاها الله -تعالى- لنا، والدعوة إلى دين الله -تعالى- بالحسنى. [٣] بالإضافة إلى التَّمسُّك بكتاب الله -تعالى- قراءةً وتدبُّرا وتلاوةً، والحكم به والجهاد في الدعوة إليه، [٤] وقد عرض الله -تعالى- هذه الأمانة على السماوات والأرض والجبال، فاعتذرن عنها؛ لعجزهم عنها، ثم حملها الإنسان، فمن قام بها فقد أدَّى الأمانة، ومن قصّر بها استحقَّ العذاب. ان عرضنا الامانة على السماوات والارض. قال الله -تعالى-: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً* لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً﴾.
وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ أى: وقبل الإنسان حمل هذه الأمانة عند عرضها عليه، بعد أن أبت السموات والأرض والجبال حملها، وأشفقن منها. إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا أى: إنه كان مفرطا فى ظلمه لنفسه، ومبالغا فى الجهل، لأن هذا الجنس من الناس لم يلتزموا جميعا بأداء ما كلفهم الله- تعالى- بأدائه. وإنما منهم من أداها على وجهها- وهم الأقلون-، ومنهم من لم يؤدها وإنما عصى ما أمره به ربه، وخان الأمانة التى التزم بأدائها.
* ومنها الإكثار من ذكره ، والتشوق لرؤيته ، فمن أحب شيئاً أكثر من ذكره وأحب لقائه ، قال ابن القيم رحمه الله: " كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه ، واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه ، تضاعف حبه له ، وتزايد شوقه إليه واستولى على جميع قلبه ". من علامات محبة النبي. * ومن علامات محبته – صلى الله عليه وسلم – الثناء عليه بما هو أهله ، وأبلغ ذلك ما أثنى عليه ربه جل وعلا به ، وما أثنى به هو على نفسه ، وأفضل ذلك: الصلاة والسلام عليه ، لأمر الله عزوجل ، وتوكيده ، قال سبحانه: { إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} (الأحزاب:56) ففي هذه الآية أمر بالصلاة عليه، لهذا قال النبي – صلى الله عليه وسلم – ( البخيل من ذُكِرت عنده فلم يُصلِ علي) رواه الترمذي. * ومنها التحاكم إلى سنته – صلى الله عليه وسلم – قال الله تعالى: { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} (النساء:65). * ومنها محبة من أحب النبي - صلى الله عليه و سلم - من آل بيته وصحابته من المهاجرين والأنصار ، وعداوة من عاداهم ، وبغض من أبغضهم وسبهم، والدفاع عنهم، والاهتداء بهديهم والاقتداء بسنتهم.
من علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم
يحبذ أن تكون هادئة الطباع ولينة الجانب وصوتها لطيف لا يعلو وأن تكون محبة لبيتها وزوجها وأولادها. أن تكون خبيرة في تدبير شؤون المنزل وإعداد الطعام لأولادها وزوجها وتنظيف المنزل والملابس فالنظافة من الإيمان في الدين الإسلامي. يحبب في الإسلام المرأة التي تطيع زوجها من دون تذمر وتسانده في أوقات اليسر والعسر. يجب أن تكون مؤمنة ملتزمة بالفرائض الإسلامية وتؤدي صلاتها بشكل منتظم. علامات محبة الرسول صلى الله عليه وسلم. لا يحبذ دين الإسلام المرأة التي تتزين وتظهر جمالها خارج بيتها. وفي الختام تم التوضيح ما هي خضراء الدمن ، وأهم المعلومات حول معنى كلمة الدمن في اللغة والحديث النبوي الشريف الذي يحذر من السيدة خضراء الدمن والسبب في هذا التحذير. المراجع
^., معنى كلمة دمنة, 20/04/2022
علامات محبه النبي محمد
ولأجله. ومحبته صلى الله عليه وسلم تقتضي تعظيمه وتوقيره واتباعه وتقديم قوله على قول كل أحد من الخلق وتعظيم سنته. قال العلامة ابن القيم رحمه الله: وكل محبة وتعظيم للبشر فإنما تجوز تبعا لمحبة الله وتعظيمه، كمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمه فإنها من تمام محبة مرسله وتعظيمه، فإن أمته يحبونه لمحبة الله له ويعظمونه ويجلونه لإجلال الله له، فهي محبة من موجبات محبة الله. والمقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم ألقى الله عليه من المهابة والمحبة. من علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم. ولهذا لم يكن بشر أحب إلى بشر ولا أهيب وأجل في صدره من رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدور أصحابه رضي الله عنهم. قال عمرو بن العاص بعد إسلامه: إنه لم يكن شخص أبغض إليَّ منه. فلما أسلمت لم يكن شخص أحب إليه منه، ولا أجل في عينه منه، قال: ولو سئلت أن أصفه لكم لما أطقت، لأني لم أكن أملأ عيني منه إجلالا له (١). (١) متفق عليه.
3- الإقتداء به والعمل بسنته والتخلق بأخلاقه:
يقول الله تبارك وتعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]؛ قال الحافظ المفسر ابن كثير - رحمه الله -: (هذه الآيةُ الكريمةُ أصلٌ كبيرٌ في التأسي برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في أقوالِه وأفعالِه وأحوالِه؛ ولهذا أمرَ الناسَ بالتأسي بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم يومَ الأحزاب، في صبرِه ومصابرتِه ومرابطتِه ومجاهدتِه وانتظارِه الفرجَ من ربِّه عز وجل، صلوات الله وسلامه عليه دائمًا إلى يوم الدين) ( [2]). فمن ألزمَ نفسَه بالآداب النبوية نوَّرَ اللهُ قلبه بنورِ المعرفة، ومن أشرفِ مقامات العبدِ متابعةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في أوامرِه ونواهيه وأفعالِه، والتخلق بأخلاقِه في الجود والإيثار والحلم والصبر والتواضع وغيرها من الخصال الرفيعة، فمن جاهد نفسه على ذلك وجدَ حلاوة الإيمان، ومن وجدها استلذَّ الطاعةَ ( [3]).