ثانيهما: أن يكون الإضلال من الله، وهو أن الله تعالى وضع جبلة الإنسان على هيئة إذا راعى طريقا محمودا كان أو مذموما ألفه واستطابه، ولزمه وتعذر صرفه وانصرافه عنه، ويصير ذلك كالطبع الذي يأبى على الناقل؛ ولذلك قيل: العادة طبع ثان، وهذه القوة في الإنسان فعل إلهي، وإذا كان كذلك، وقد ذكر في غير هذا الموضع أن كل شىء يكون سببا في وقوع فعل صح نسبة ذلك الفعل إليه، فصح أن ينسب ضلال العبد إلى الله من هذا الوجه. فيقال: أضله الله، لا على الوجه الذي يتصوره الجهلة - وهو "أن الله تعالى أجبر الضالين على الضلال" - ولكن لما قلناه من أنه جعل الإضلال المنسوب إلى نفسه - أي: جعل الله الإضلال المنسوب إليه تعالى - للكافر والفاسق دون المؤمن، بل نفى عن نفسه إضلال المؤمن، فقال جل شأنه:) وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم ( (التوبة: 115) ، وقوله تعالى:) والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم (4) سيهديهم ويصلح بالهم (5) ( (محمد) ، وقـال في الكافـر والفاســق:) وما يضــل بـه إلا الفاسقيـن (26) ( (البقرة) [3]. ثانيا. قوله:) ويهدي من يشاء ( ليس معناه الانحياز إلى بعض عباده دون بعض:
ليس معنى قوله تعالى:) والله يهدي من يشاء ( (النور: 46) الانحياز إلى بعض العباد دون بعض، وإن انحاز إلى قسم من عباده فليس من حق أحد أن يقول لماذا فعلت هذا؟ لأن الله تعالى هو مالك الملك، هو المتصرف، ولا يملك أحد حقا لأي ادعاء أو اعتراض عليه سبحانه، فهو سبحانه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم
وعامة من التبس عليه الفهم
هو الخلط وعدم التمييز والتفريق بين هذين النوعين من الهداية: هداية طريق ،
وهداية توفيق. وقد تكر مثل هذا المعنى في
مواضع عديدة من القرآن تتعلق بشأن الهداية والضلالة ومنها أيضا قوله تعالى:
" يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ
" [النحل: 93]. قال القرطبي رحمه الله:
[{ويهدي من يشاء} بتوفيقه
إياهم ؛ فضلا منه عليهم. ] اهـ. ويقول في تفسيرها الشيخ
الشعراوي رحمه الله:
[ { يُضِلُّ مَن
يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ.. } [النحل: 93]. أي: يحكم على هذا من خلال عمله
بالضلال، ويحكم على هذا من خلال عمله بالهداية، مثل ما يحدث عندنا في لجان
الامتحان، فلا نقول: اللجنة أنجحت فلاناً وأرسبت فلاناً، فليست هذه مهمتها، بل
مهمتها أن تنظر أوراق الإجابة، ومن خلالها تحكم اللجنة بنجاح هذا وإخفاق ذاك. وكذلك الحق ـ تبارك وتعالى ـ لا يجعل العبد ضالاً،
بل يحكم على عمله أنه ضلال وأنه ضَالّ؛ فالمعنى إذن: يحكم بضلال مَنْ يشاء، ويحكم
بهُدَى مَنْ يشاء، وليس لأحد أن ينقلَ الأمر إلى عكس هذا الفهم، بدليل قوله تعالى
بعدها: { وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: 93]. فالعبد
لا يُسأل إلا عَمَّا عملتْ يداه، والسؤال هنا معناه حرية الاختيار في العمل، وكيف
تسأل عن شيء لا دَخْل لك فيه؟ فلنفهم ـ إذن ـ عن الحق تبارك وتعالى مُرَادَهُ من
الآية. ]
يهدي الله لنوره من يشاء
وهذه صفة حسنى لله - عز وجل - وهي صفة كمال، فهو لا يظلم الناس شيئا، ولكن الناس أنفسهم يظلمون. وقد هدى الله - عز وجل - الناس جميعا بمعنى: أنه جعلهم قابلين لفعل الخير، كما جعلهم قابلين لفعل الشر، كما قال تعالى:) وهديناه النجدين (10) ( (البلد) ، وقوله تعالى:) إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا (3) ( (الإنسان) ، وهداهم جميعا بأن أرسل إليهم رسله ليدلوهم على ما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة، قال عز وجل:) وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى ( (فصلت: 17). والله - عز وجل - عندما نفى الهداية عن الكافرين والظالمين والفاسقين عبر عن كفرهم وظلمهم وفسقهم بصيغة اسم الفاعل، بمعنى أنه أسند الكفر والفسق والظلم إليهم، فهم الذين امتنعوا بأفعالهم هذه عن قبول الهداية، فكيف يهدي الله تعالى من لم يقبل هدايته [2] ؟! المفهوم الصحيح لإضلال الله تعالى للعباد:
وأما عن معنى الإضلال فيقول الراغب في المفردات: "وإضلال الله تعالى للإنسان على أحد وجهين:
أحدهما: أن يكون سببه الضلال، وهو أن يضل الإنسان، فيحكم الله عليه بذلك في الدنيا، ويعدل به عن طريق الجنة إلى النار في الآخرة، وذلك الإضلال هو حق وعدل؛ فالحكم على الضال بضلاله، والعدول به عن طريق الجنة إلى النار عدل وحق.
يهدي من يشاء الى صراط مستقيم
الجواب: مشيئة الله تعالى هي الغالبة والنافذة سواء في الهداية أو غيرها من الأمور كلها
، قال الله تعالى: " وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين "
[التكوير: 29]. والمشيئة هنا كما ذكر أغلب المفسرون تعود على
الله تعالى في توفيق العبد وإعانته إذا رغب في الهداية وسلك طريقها وعمل صالحا ،
كما قال تعالى: " ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم
مشكورا " [الإسراء: 19] ، وقوله تعالى: " فأما من أعطى واتقى. وصدق
بالحسنى. فسنيسره لليسرى " [الليل: 5 - 7]. وأما الآية المذكورة في
السؤال التي تتعلق بالفعل (يشاء) هل هي عائدة على مشيئة الله تعالى أم عائدة على
مشيئة العبد وذلك في قوله تعالى: " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من
يشاء " [القصص: 56] ، فقد تعود على الله بمعنى هداية الإعانة والتوفيق ، وقد
تعود على العبد بمعنى اختيار طريق الهداية والرغبة في طاعة الله وامتثال أمره
واجتناب نهيه. والهداية تأتي بمعنيين:
1- هداية دلالة وطريق: أي يهدي بمعنى يدل ومنه قوله تعالى: "
وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ". 2- هداية توفيق: أي يهدي بمعنى يوفق ويعين ومنه قوله تعالى: "
إنك لا تهدي من أحببت " أي هداية إعانة وتوفيق.
والله يهدي من يشاء الي صراط مستقیم
الفهم الخاطئ لنسبة الإضلال إلى الله تعالى (*)
مضمون الشبهة:
يزعم بعض المشككين أن "الله" في الإسلام له سلطة الإضلال والهداية؛ فهو الذي يضل من يشاء، ويعينه على الضلال مستندين - خطا - إلى قوله تعالى:) فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ( (إبراهيم: 4). ويتساءلون: كيف يضل الله العباد وهو الذي أرسل الرسل وأنزل الكتب من أجل هداية البشر؟ أليس في هداية بعض الناس وإضلال بعضهم تحيز لفريق دون فريق؟! وجها إبطال الشبهة:
1) الله - عز وجل - هدى الناس جميعا بمعنى أنه جعلهم قابلين لفعل الخير، كما جعلهم قابلين لفعل الشر، وهذه هداية الدلالة والإرشاد، وهي التي تترتب عليها هداية التوفيق وشرح الصدر أو عدمها. 2) الآيات التي تنص على أن الله - عز وجل - يهدي من يشاء ويضل من يشاء لا تفيد - على التفسير الصحيح لها وللقضية بجملة جوانبها - انحيازا ذميما لبعض العباد على بعض. التفصيل:
أولا. إسناد الهداية والإضلال إلى الله - عز وجل - وحقيقتهما:
الله - عز وجل - حكم عدل يأمر بالعدل، ويحكم بالعدل:) إن الله يأمر بالعدل ( (النحل:90)، وحض على الحكم به:) وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ( (النساء:٥٨) ، والعدل معناه: إعطاء كل أحد ما يستحقه [1].
ان الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء
إن الله تعالى يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وقد ذكر هذا في مواضع مختلفة، وبشكل متكرر في القرآن الكريم، فالمشيئة الإلهية هي الأساس الذي يجب الانتباه إليه، وهو أن الهداية والضلالة من خلق الله تعالى، ولكن السبب يعود إلى مباشرة العبد. والله تعالى قد أرشد إلى ما يحبه، ودل على ما يرضيه قال سبحانه وتعالى:) إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ( (الزمر: ٧)، فهل شكر الناس وامتنعوا عن الكفر؟
وإذا لم يشكروا وكفروا، فهل يريدون هداية كغيرهم، أليس الله عدلا؟ وعدله أن يزيد الذين اهتدوا هدى وهذا هو المعنى، ثم إن مشيئته المطلقة في أن يهدي من يشاء، ويضل من يشاء تفهم على ضوء حكمته المطلقة؛ وأنه لا يفعل عبثا، وإنما على ضوء عدله المطلق، وأنه لا معقب لحكمه، والله تعالى عدل بين خلقه فلم يعذبهم، دون أن يرسل لهم رسله) وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا (15) ( (الاسراء). الخلاصة:
· إن الله تعالى لا يظلم الناس شيئا فهو الحكم العدل، فمن اهتدى زاده هدى، ومن ضل فإنما يضل على نفسه، والله - عز وجل - قد نسب إلى نفسه إضلال الكافرين والفاسقين والظالمين، ولم ينسب ذلك إلى نفسه في حق المؤمنين المهتدين، وذلك لعدة اعتبارات:
o الأول: أن الله تعالى جعل قواهم مهيأة لأن يوجهوها للكفر والعصيان، فوجهوها إلى ذلك باختيارهم، وليس لهم عذر في هذا، ولا حجة لهم على الله، فقد أعطاهم العقل المميز، ودلهم على الطريق المستقيم عن طريق رسله.
لَّقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ ۚ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (46) يقول تعالى ذكره: لقد أنـزلنا أيها الناس علامات واضحات دالات على طريق الحقّ وسبيل الرشاد ( وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) يقول: والله يرشد من يشاء من خلقه بتوفيقه، فيهديه إلى دين الإسلام، وهو الصراط المستقيم والطريق القاصد الذي لا اعوجاج فيه.
أهداف مشروع نيوم العمل على تحسين مستوى المعيشة. الاعتماد بصورة أكبر في المستقبل على أجهزة الروبوتات من أجل إنجاز المهام الصعبة. وجود مدينة تضاهي مدينة دبي في الحجم والأرباح، وتصبح هي وجهة العرب والأجانب الرئيسية سواء للمعيشة او للسياحة. سيحقق مشروع نيوم تحت مظلة رؤية السعودية 2030 ثلاثة أهداف رئيسية، تتمثل في تحقيق معيشة استثنائية، وبيئة أعمال مزدهرة، وإعادة ابتكار مفهوم الاستدامة توفير بيئة مناسبة للعاملين. تسليط الضوء على الأشخاص المقيمين في المملكة العربية السعودية أو المواطنين الذين يفكرون في الاختراع والعمل. لن تصدق هذه سلبيات مشروع "نيوم" السعودى - YouTube. لا بد أن يتم تغير أعضاء هيئة التربية والتعليم الموجودين في مدارس هذه المشروع بالمجسمات، وذلك طبقًا لتقنية الهولوجرام. توفير طرق فعالة للتطوير وللابتكار. تحويل مدينة نيوم الجديدة إلى المدينة الرقمية الأولى على مستوى العالم. · تحسين نوعية الحياة البشرية لسكان المنطقة عمومًا إقامة أكبر مدينة استثمارية ابتكارية اقتصادية في العالم. ـ يقدم مشروع نيوم دعماً هائلاً لصندوق النقد الدولي وسيلة التنوع الاقتصادي المستقبلي في المملكة العربية السعودية. · وسيلة فعالة للابتكار والتطور بشكل مستمر.
لن تصدق هذه سلبيات مشروع &Quot;نيوم&Quot; السعودى - Youtube
· توفير العديد من الفرص الإقتصادية توفير أفضل سبل ووسائل المعيشة لمن سوف يقطن به مما سوف ينعكس بالطبع على كافة أرجاء الدولة من الناحية الاقتصادية والتطويرية. دمج المساحات الطبيعية والمساحات العمرانية مع بعضها البعض. نيوم هي واحدة من أفضل وأكثر المواقع السياحية ستكون لا في العالم فحسب بل في المملكة العربية السعودية. توفير أفضل سبل ووسائل المعيشة لمن سوف يقطن به مما سوف ينعكس بالطبع على كافة أرجاء الدولة من الناحية الاقتصادية والتطويرية وسيلة التنوع الاقتصادي المستقبلي في المملكة العربية السعودية. · وسيلة فعالة للابتكار والتطور بشكل مستمر المدينة والمشروع والمجتمع المليوني، مشروع يحافظ على 95% من الطبيعة في أراضي نيوم، حيث صفر سيارات، وصفر شوارع، وصفر انبعاثات كربونية". يُمكن من خلاله الإعتماد على مصادر طاقة متجددة. · سوف يتم استثمار موارد المياه.
القول بوجود تحديات هو ليس اكتشافاً من النقاد، بل إنّ مهندس رؤية المملكة 2030 سمو ولي العهد قال عن فرص نجاح مشروع «نيوم»: «نفهم حجم التحديات.. الحلم مسألة سهلة، لكن تحقيقه ليس بالأمر السهل». في تقييمه لمشروع نيوم يقول البروفيسور جاك وليام من جامعة نيويورك: «أعجبت بهذه الجرأة للقيادة السعودية الشابة.. » لكنه نبّه لتحديات ستواجهها دولة نامية كالسعودية لكي لا تكون هناك فجوة يمكنها إعاقة هذا المشروع الجبار، يمكن تلخيصها في ستة تحديات: تهيئة العاملين في أجهزة الدولة، إصدار أنظمة وقوانين مصاحبة لهذا المشروع، تهيئة الرأي العام عبر خطة إعلامية جماهيرية، رفع معيار الشفافية، وضع خطة مالية عصرية، مكافحة الفساد بفاعلية. يمكن جمع أكبر التحديات في ثلاثة: التهيئة، الشفافية، الحوكمة. سأتناولها على التوالي. من الضروري تهيئة الموظفين لثقافة وفعالية أداء جديدة، وتهيئة الرأي العام لهذا التطور السريع عبر المشاركة الفعلية الدائمة من المؤسسات الحكومية والمدنية، ولا يُكتفى بالمشاركات الطارئة في ندوات دورية يفاجئ بها المشاركون دون تحضير. الناس أكثر عرضة لتغيير عاداتهم إذا طرحوا أفكارهم في الموضوع علانية مع الآخرين مما لو أنهم ببساطة استمعوا لمحاضرات إرشادية، حسبما كشفت عنه الدراسات الميدانية لعالم النفس الاجتماعي كورت ليوين الذي صاغ «نظرية المجال»، وخلاصتها أنّ تطبيق القرارات يتأثر بالسياق الاجتماعي، وأنه حتى أعضاء المجموعات المختلفة جداً في وجهات النظر سوف يعملون معاً لتحقيق هدف توافقي مشترك إذا تقابلوا لطرح أفكارهم.