ومن الإنفاق كذلك المهر، وهو من الشروط الأساسية لإتمام عقد الزواج، ويجب على الزوج دفعه لزوجته عند إبرام العقد. رياضة - فضل الله: واشنطن تسعى لحصار سياسي على المقاومة.... فالرجل ملزمٌ بالنفقة على بيته؛ كون المسؤوليات الكبرى يلحقها واجبات كبرى، فليس التفضيل لرفعةِ الشأن، ولكنه لترتيب البيت الداخلي حتى لا تحصل خلافات يمكن أن تُنهي العلاقة الزوجية بسببها لو كان الإثنان على نفس الدرجة. فالرجل القوَّام؛ والمرأة عليها الطاعة في حدود طاعة الخالق، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم ( لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه). جاء تفضيل الرجل على المرأة في إدارة شؤون البيت؛ نظراً لما يتحمَّله الرجل وما عليه من تكليف أكثر مما على المرأة، فالرجل هو المسؤول عن إعالة زوجته وتلبية متطلباتها، ولذلك كان للرجل نصيباً مُضاعفاً عن المرأة في الميراث، فهو سينفق ما ياخذه على بيته وأهله، بينما المرأة غير مُلزمة بهذا الأمر. ليس لأن المرأة موجودة من أجل الخدمة وتفريخ الأطفال على حدِّ قولهم، ولكن لأن بُنية الرجل تختلف عن بُنية المرأة، فالمرأة لا تقوى على العمل الشاق الذي يقوم به الرجل، تكون جسدها لا يسمح لها بأن تقوم بأغلب الأعمال التي يقوم بها الرجل، فكان الأمر تخفيفاً عليها واحتراماً لفسيولوجيتها؛ وليس حطَّاً من قيمتها، فهي نصف المجتمع إن لم تكن أكثر من ذلك، والمهام المُلقاة على عاتقها كبيرة جداً، فهي التي تُربي وتصنع جيل المستقبل.
رياضة - فضل الله: واشنطن تسعى لحصار سياسي على المقاومة...
تفسير القرآن الكريم
أ. د. سميرة سلام في ورقة لها@، جعلت هذا الموضوع من ضمن معوقات البحث العلمي ولنا أن نتصور كيف يعيق مثل هذا البحث العلمي ورصد المبالغ له وتنميته ونحن دولة نامية، بل دولة ثروتها النفطية قد تتضاءل نتيجة للإنتاج المكثف، مما يعني خسارتنا ستكون كبيرة عندما لا ننمي الجانب العلمي والمستقبل التعليمي. لكن هذا المعائق لا يشمل البحث العلمي فقط وإنما يشمل كثيراً من جوانب الحياة في المملكة وخاصة عندما يكون هناك عمل مشترك أو لجنة مشتركة فاحتكار الرئاسة لجنس الذكر أمر مفروغ منه، بما في ذلك المحافل العلمية والثقافية. لم نسمع عن لجنة علمية ترأستها (سين) من السيدات لنبوغها في موضوع اللجنة. ولم نسمع عن وفد ذهب لمكان ما برئاسة سيدة متخصصة في موضوع الإيفاد. ولعل ما يزيد الأمر عجبا أنه حتى بعدما أدمجت رئاسة تعليم البنات مع وزارة التربية والتعليم (تعليم البنين) لم توضع سيدة على رأس الهرم الوظيفي لوكالة تعليم البنات، بل حتى الإدارة العامة رجالية، وحتى ابسط الأمور: الإشراف على الحركة رجالي. كتبت أ. فاطمة العتيبي وأ. أميمة الخميس عن هذا الموضوع (المحرم الوظيفي). هو في تلك الكتابات كان لا يعيق العمل فقط بل يجير إنتاج الموظفة وعملها له.
من أعلم أمة النبي صلى الله عليه وسلم بالحلال والحرام
أعلم أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالحلال والحرام ها و
فإذا تكلم كأنما يَخرجُ من فيه نورٌ ولؤلؤ. فقلت: من هذا؟! فقالوا: معاذ بنُ جبل. - وروى أبو مسلم الخولانيُّ ( أحد كبار التابعين وهو من اليمن) قال: أتيتُ مسجدَ دمشقَ؛ فإذا حلقة ( مجلس العلم، وكانوا يتحلقون في هذه المجالس حول الشيخ) فيها كهولٌ من أصحابِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم. وإذا شابٌ فيهم أكحلُ العين براق الثنايا، كلما اختلفوا في شيءٍ ردُّوه إلى الفتى؛ فقلت لجليسٍ لي:
من هذا؟! فقال: معاذ بنُ جبل. - ولا غروَ ( لا عجب) فمعاذ رُبِّيَ في مدرسةِ الرسول صلوات الله وسلامه عليه مُنذ نعومةِ الأظفارِ ( كناية عن صغر السن لأن الصغير تكون أظفاره ناعمة) وتخرَّج على يديهِ فنهل العلمَ من ينابيعِه الغزيرة. وأخذ المعرفة من معينها الأصيل، فكان خير تلميذٍ لخير مُعلمٍ. وحسبُ معاذٍ شهادةً ( يكفيه شهادة) أن يقولَ عنه الرسول صلوات الله عليه: ( أعلمُ أمّتي بالحلالِ والحرام مُعاذ بن جبلٍ)، وحسبُه فضلاً على أمة محمدٍ أنه كان أحَدَ النفر الستةِ الذين جمعُوا القرآن على عهدِ رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. ولذا كان أصحابُ الرسول إذا تحدَّثوا وفيهم معاذ بن جبلٍ نظروا إليه هَيبة له وتعظيماً لِعلمه. - وقد وَضعَ الرسولُ الكريمُ وصاحباهُ من بعدِه هذه الطاقة العلمية الفريدة في خدمةِ الإسلام والمُسلمين.
أعلم أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالحلال والحرام هو النسيج
* لما أشرَقتْ جزيرة العرَبِ بنور الهُدى والحقِّ، كان الغلامُ اليثربيُّ ( نسبة إلى يثرب، وهي المدينة المنورة) مُعاذ ابنُ جبلٍ فتىً يافعاً. كان يَمتاز من أترابهِ بحِدَّة الذكاءِ، وقوةِ العارضةِ ( قوة البديهة) وروعةِ البيانِ، وعُلوِّ الهمةِ. وكان إلى ذلك، قسيماً وسيماً ( بهي الطلعة جميلُ الملامحِ) أكحلَ العينِ جعدَ الشعرِ براقَ الثنايا، يَملأ عين مُجتليه ( الناظر إليه) ويملكُ عليه فؤاده. أسلمَ الفتى مُعاذ بنُ جبلٍ على يدي الداعيةِ المكيِّ مصعبِ بن عُميرٍ، وفي ليلة العقبة امتدت يدهُ الفتية فصافحتْ يدَ النبي الكريم وبايعته...
فقد كانَ مُعاذ مع الرهط ِالاثنينِ والسبعين الذين قصدوا مكةَ، لِيسعدوا بلقاءِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويَشرفوا ببيعتهِ، ولِيخطوا في سفر التاريخِ أروع صفحةٍ وأزهاها...
* * *
- وما إن عاد الفتى من مكة إلى المدينةِ حتى كونَ هو ونفرٌ صغيرٌ من لدَاته جماعةً لكسرِ الأوثانِ، وانتزاعها من بُيوت المشركين في يثربَ في السرِّ أو في العلنِ. وكان من أثرِ حركةِ هؤلاء الفتيانِ الصّغار أن أسلمَ رجلٌ كبيرٌ من رجالاتِ يثرب، وهو عمرُو بنُ الجموح. - ولما قدِم الرسولُ الكريم على المدينةِ مهاجراً، لزِمَه الفتى معاذ بن جبلٍ مُلازمة الظلِّ لصاحبه، فأخَذ عنه القرآنَ، وتلقى عليه شرائِع الإسلام، حتى غدا من أقرأ الصحابة لكتاب الله، وأعلمِهم بشرعِه...
حدّثَ يزيدُ بنُ قطيبٍ قال: دخلتُ مسجد حمصَ فإذا أنا بفتىً جعد الشعرِ ( ذو شعر أجعد)، قد اجتمعَ حوله الناس.
أعلم أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالحلال والحرام هو الحل
فهذا هُو النبيُّ عليه الصلاة والسلام يرى جُموع قريشٍ تدخُل في دين الله أفواجاً، بعد فتح مكة. ويشعرُ بحاجة المُسلمين الجُدد إلى مُعلمٍ كبير يُعلمهمُ الإسلام، ويفقهُهم بشرائعهِ، فيعهدُ بخلافتهِ على مكة لِعتاب بن أسيدٍ، ويستبقي معهُ معاذ بن جبلٍ ليعلم الناس القرآن ويفقههُم في دينِ الله. - ولما جاءَت رسلُ ملوك اليمنِ إلى رسول الله صلوات الله عليه، تعلنُ إسلامها وإسلامَ من ورائها، وتسأله أن يبعثَ معها من يُعلمُ الناس دينهم انتدَب لهذه المُهمة نفراً من الدُّعاة الهداة من أصحابه وأمّرَ عليهم معاذ بن جبلٍ رضي الله عنه. وقد خرجَ النبي الكريمُ صلوات الله وسلامه عليه يودعُ بَعثة الهدى والنور هذه...
وطفِق يمشي تحتَ راحلةِ معاذٍ... ومُعاذ راكبٌ...
وأطالَ الرسول الكريم مشيَه معه؛ حتى لكأنه كان يريدُ أن يتملى من معاذٍ...
ثم أوصاه وقال له: ( يا مُعاذ إنك عسى ألا تلقاني بعدَ عامي هذا... ولعلكَ أن تمُرَّ بمسجدي وقبري.. )
فبكى معاذ جزعاً لفراقِ نبيِّه وحبيبه محمدٍ صلوات الله عليه، وبكى معه المسلمون. - وصَدقت نُبوءُة الرسولِ الكريم فما اكتحلتْ عينا معاذٍ رضي الله عنه برؤيةِ النبي عليه الصلاة والسلام بعد تلك الساعة...
فقد فارقَ الرسولُ الكريمُ الحياة قبل أن يعودَ مُعاذ من اليمن.
وهم: معاذ بنُ جبلٍ وعُبادة بنُ الصّامتِ وأبو أيوبَ الأنصاريُّ وأبيُّ بنُ كعبٍ وأبو الدَّرداء وقال لهم: إن إخوانكم من أهل الشامِ قد استعانوني بِمن يُعلمُهم القرآن ويفقهُهم في الدين فأعينوني رحمكم الله بثلاثةٍ منكم؛ فإن أحببتم فاقترعوا وإلا انتدبتُ ثلاثة منكم. فقالوا: ولم نقترعُ؟
فأبو أيوبَ شيخ كبيرٌ، وأبيٌّ رجلٌ مريضٌ، وبقينا نحنُ الثلاثة، فقال عمر: ابدؤوا بحِمص فإذا رضيتم حال أهلِها؛ فخلفوا أحدكم فيها وليخرُج واحدٌ منكم إلى ذلك، والآخرُ إلى فلسطين. فقام أصحابُ رسول الله الثلاثة بما أمَرهم به الفاروقُ في حمصَ...
ثم تركوا فيها عُبادة بن الصامتِ، وذهبَ أبو الدرداء إلى دمشقَ ومضى معاذ بنُ جبلٍ إلى فلسطينَ. - وهناك أصيبَ معاذ بالوباء. فلما حضرَته الوفاة استقبلَ القبلة وجعلَ يردّدُ هذا النشيد:
مرحباً بالموت مرحباً...
زائرٌ جاءَ بعد غياب...
وحبيب وَفدَ على شوْق...
ثم جعل ينظر إلى السماء ويقول: اللهُم إنك كنت تعلمُ أني لم أكن أحبُّ الدنيا وطولَ البقاءِ فيها لغرسِ الأشجار، وجريِ الأنهارِ...
ولكن لظمأ الهواجر، ومكابدةِ الساعات، ومزاحمة العلماءِ بالرُّكب عند حلق الذكر...
اللهمَّ فتقبل نفسِي بخير ما تتقبلُ به نفساً مؤمنة.