ولما علم أنه لا بد أن يبتلى إذا أمر ونهى وأن في الأمر والنهي مشقة على النفوس، أمره بالصبر على ذلك فقال: { وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ} الذي وعظ به لقمان ابنه { مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} أي: من الأمور التي يعزم عليها، ويهتم بها، ولا يوفق لها إلا أهل العزائم. تفسير القرطبي
قوله تعالى: يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور. فيه ثلاث مسائل: الأولى: قوله تعالى: يابني أقم الصلاة وصى ابنه بعظم الطاعات وهي الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. يا بُنَيَّ أقِمِ الصلاة - ملتقى الخطباء. وهذا إنما يريد به بعد أن يمتثل ذلك هو في نفسه ويزدجر عن المنكر ، وهنا هي الطاعات والفضائل أجمع. ولقد أحسن من قال: وابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم في أبيات تقدم في ( البقرة) ذكرها. الثانية: قوله تعالى: واصبر على ما أصابك يقتضي حضا على تغيير المنكر وإن نالك ضرر; فهو إشعار بأن المغير يؤذى أحيانا; وهذا القدر على جهة الندب والقوة في ذات الله; وأما على اللزوم فلا ، وقد مضى الكلام في هذا مستوفى في ( آل عمران والمائدة). وقيل: أمره بالصبر على شدائد الدنيا كالأمراض وغيرها ، وألا يخرج من الجزع إلى معصية الله عز وجل; وهذا قول حسن لأنه يعم.
ص89 - كتاب شرح نيل المنى في نظم الموافقات للشاطبي - المسألة التاسعة - المكتبة الشاملة
31-سورة لقمان 17 ﴿17﴾ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ يا بنيَّ أقم الصلاة تامة بأركانها وشروطها وواجباتها، وأْمر بالمعروف، وانْه عن المنكر بلطفٍ ولينٍ وحكمة بحسب جهدك، وتحمَّل ما يصيبك من الأذى مقابل أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر، واعلم أن هذه الوصايا مما أمر الله به من الأمور التي ينبغي الحرص عليها. تفسير ابن كثير
م قال: ( يا بني أقم الصلاة) أي: بحدودها وفروضها وأوقاتها ، ( وأمر بالمعروف وانه عن المنكر) أي: بحسب طاقتك وجهدك ، ( واصبر على ما أصابك) ، علم أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ، لا بد أن يناله من الناس أذى ، فأمره بالصبر. القارئ اسلام صبحي - {يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك} {سورة لقمان} - YouTube. وقوله: ( إن ذلك من عزم الأمور) أي: إن الصبر على أذى الناس لمن عزم الأمور. تفسير السعدي
{ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ} حثه عليها، وخصها لأنها أكبر العبادات البدنية، { وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ} وذلك يستلزم العلم بالمعروف ليأمر به، والعلم بالمنكر لينهى عنه. والأمر بما لا يتم الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر إلا به، من الرفق، والصبر، وقد صرح به في قوله: { وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} ومن كونه فاعلا لما يأمر به، كافًّا لما ينهى عنه، فتضمن هذا، تكميل نفسه بفعل الخير وترك الشر، وتكميل غيره بذلك، بأمره ونهيه.
يا بني أقم الصلاة يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "يا بني أقم الصلاة" أضف اقتباس من "يا بني أقم الصلاة" المؤلف: أبو عبدالعزيز منير الجزائري الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "يا بني أقم الصلاة" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ جاري الإعداد...
القارئ اسلام صبحي - {يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك} {سورة لقمان} - Youtube
( إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)[النساء: 103] مفروضةً في أوقاتٍ معلومة. يابني اقم الصلاة وامر بالمعروف. * ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ)؛ أقم للصلاةِ في قلبك شأنٌ، لا تَكُن عن الصلاةِ لاهياً، لا تَكُن عنها مُعرضاً أو ساهياً، فإن الله قد أنذرَ من عن الصلاةِ سها ( فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ)[الماعون: 4- 5]. * ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ)؛ احفظها وحافظ عليها، فإنَّ في حِفْظَها حِفْظٌ لدينك، وإن في إضَاعتَها ضياعٌ لدينك ودنياك، لا يَغْلِبَنَّك على صلاتِكَ نومٌ، ولا يُشغِلَنّكَ عنها لهوٌ، ولا تَصْرِفَنَّكَ عنها دُنيا ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)[مريم: 59]. * ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ)؛ أسبِغْ طُهُورَها، فإن رَسُولَك -صلى الله عليه وسلم- قد قال: "لاَ يَقْبَلُ الله صَلاَةً بِغَيْرِ طُهُورٍ "(رواه مسلم)، احفظ أركانَها، أتِمَّ شروطَها، أحْسِنْ قيامَها، تَعَلَّم أحكامها، أدِّها كما شُرِعَت فإن رَسُولَك -صلى الله عليه وسلم- قد قال: " صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي "(متفق عليه).
ففي حديثِ عبداللهِ بنِ عمرو بن العاصِ رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ). إنها الصلاةُ.. وإنها عمودُ الدينُ، وإنها صِلَةُ العبدِ بربِه.. يقومُ المسلمُ بها قانتاً خاشعاً مطمئناً بين يدي الله {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}
وكُلُ والدٍ سيسألُهُ لله عن ولَدِه، وكُلُّ ولدٍ سيسألُه الله عن صلاتِه، والدٌ يسألُ عن تفريطِه في تربيتِه، وولدٌ يسألُ عن تقصيرِه في صلاتِه. ومَنْ عَرَفَ عَظيمَ مكانةِ الصلاةِ في الدين، لَمْ يُقَدِّم عليها في قلوبِ الأولادِ دنيا، ولم يَفتُر ولم يضعُف ولم يتهاون ولم يستكين. يابني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر. وكان لهم نِعْمَ القُدْوَةُ مسارعاً في صفوفِ الساجدين. يَتَضَرَّعُ إلى الله بما تضرع به نبي الله إبراهيم {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ}
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين..
يا بُنَيَّ أقِمِ الصلاة - ملتقى الخطباء
{ إن ذلك من عزم الأمور} أي: الأمور الواجبة. يا بنيَّ أقم الصلاة تامة بأركانها وشروطها وواجباتها، وأْمر بالمعروف، وانْه عن المنكر بلطفٍ ولينٍ وحكمة بحسب جهدك، وتحمَّل ما يصيبك من الأذى مقابل أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر، واعلم أن هذه الوصايا مما أمر الله به من الأمور التي ينبغي الحرص عليها.
أيها المسلمون: سرورُ الحياةِ في عيشِ هَنيٍ ومُقَامٍ رضيٍّ في بيت تَقِي، بين أهلٍ وزوجةٍ وبنين، تَكْتَنِفُهُمُ المحبةُ وتَحُفُّهُمُ المودةُ، وتغشاهم السكينة، مُتعاطِفونَ متآلفون مُتآزرون. كبيرٌ يرحمُ صغيراً، وصغيرٌ يوقرُ كبيراً، والدٌ يحنو على ولدٍ، وولدٌ يخفض جناحَ الذُّلِ لوالد. أسرةٌ مُطمئنةٌ.. مكْتَمِلَةُ الأركانِ، مَرْصُوصَةُ البُنيانِ، صافيةُ الإيمان. وأكرمُ ما تكونُ الأُسْرَةُ حينما يكونُ لها قَوَّامٌ ناصحٌ مشفقٌ أمين. يسعى في جلبِ مصالِحِها، ويجتهدُ في دفعِ الشرورِ عنها. يأمرُ أهلَه بالبِّرِ والإحسان، وينهاهم عن الإثم والعدوان، يقودُهم إلى طريقِ النجاة، ويَحْمِيْهِم مِن دروب الهلاك. والدٌ.. ص89 - كتاب شرح نيل المنى في نظم الموافقات للشاطبي - المسألة التاسعة - المكتبة الشاملة. أدْرَكَ أنه لا فلاحَ له ولا لأهلِه في الدنيا ولا في الآخرةِ إلا بتوثيق الصِّلَةِ بالله؛ صلاةٌ تُقامُ فيستقيمُ لهم أمرُ الدنيا ويصلح لهم أمرُ الدين. ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)[البينة: 5]، ( قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً)[إبراهيم: 31].
ما نوع الدرس الذي ننتظره يا ترى حتى ندرك أن معنى الوطن قد اختزل في قطعة أرض يراد منها تحقيق الربح فحسب؟
كل طفل يتحدى هذا البرد ويخرج منه سالمًا دون أن يموت متجمّدًا، سيكون قلبه وعاءً لحساب عسير ستواجهه الإنسانية عاجلًا أو آجلًا. ولذلك فإن فراعنة عصرنا لا يريدون لهؤلاء الأطفال أن يكبروا، يخافون منهم، يريدون منهم أن يموتوا قبل أن يكبروا؛ لأن فراعنة عصرنا يخافون من حساب هؤلاء الأطفال حينما يكبرون. فلْيخافوا ما استطاعوا، لن يغني خوفهم عن مواجهة المصير شيئًا، لن تكون التدابير التي اتخذوها سوى تعجيل بنهايتهم وهلاكهم. قصة قلب ماما الكبير | يلا تنام. مهما كان حجم فراعنة عصرنا فلا بد من وجود "موسى" يقف في وجههم، فقتل الأطفال لن يقف عائقًا أمام "موسى". على العكس؛ كلما قتلوا مزيدًا من الأطفال نهض "موسى" جديد لمحاسبتهم. المصدر: الجزيرة مباشر
قصة قلب ماما الكبير | يلا تنام
بينما كانت مأساة موت الرضيع السوري متجمّدًا لا تزال تفتك بقلوبنا، كان زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا، كمال كليجدار أوغلو، يصف اللاجئين والنازحين الذين فروا إلى إدلب بـ"الإرهابيين". واليوم يتكرر المشهد ذاته، فبينما يموت الأطفال في إدلب متجمدين من البرد، يخرج علينا العديد من سياسيينا الأبطال الوطنيين المحبين للوطن، فيخبروننا بأن قدوم هؤلاء الأطفال/النازحين إلى تركيا يعتبر "تهديدًا استراتيجيًّا لها". ما شعور هؤلاء حيال أطفال محرومين من التدفئة، وربما لم يعرفوها يومًا. يا للأسف على من اتخذ هؤلاء الأطفال أعداءً له، أسفًا على وطنيته وقوميته وبطولته وسياسته التافهة. يجب أن تكون هذه المشاهد بمثابة ماء بارد يُصب فوق ضمائر الناس فيوقظها من رقادها. يجب أن تذكر الناس بإنسانيتهم. والأهم من ذلك في الحقيقة هو أن تتحول هذه المشاهد إلى صفعة قوية تضرب وجوهنا فتذكرنا بمسؤوليتنا وواجباتنا. متى سنفهم أن أي شيء نمتلكه في هذه الدنيا ليس ملكًا لنا في الواقع، بل هو مجرد أمانة؟ ألا تتكرر مشاهد الفقدان والحرمان كل يوم؟ أليس كل موت قيامة لوحده؟ ألا يعتبر هذا الموت كافيًا لإنذارنا بموتنا نحن أيضًا؟
كلما أتذكر ذلك الطفل السوري الذي كان يلفظ أنفاسه الأخيرة ويقول "سأخبر الله بكل شيء"، يرتجف قلبي خوفًا.
عاشت إسطنبول خلال الأيام القليلة الماضية بؤسًا لم تشهده من قبل، عندما تحولت الثلوج التي هي نعمة من السماء إلى كابوس لأهالي المدينة، التي نرجو من الله أن يحفظها مما هو أسوأ. لكن عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم، فقد دفعتنا هذه المصيبة إلى التفكير في الآخرين. نعم تضررنا بعض الوقت، لكن رأينا بأعيننا كيف يمكن أن تفتك هذه الثلوج وهذا البرد القارس بأناس ضعفاء لا حيلة لهم. أغلقت الثلوج طرقنا ساعات وربما يومًا بأكمله، لكنها في أماكن أخرى تحولت إلى شبح موت فوق أطفال إخوتنا. الأمطار والثلوج في الأصل نعمة من الله، لكن البشر قد يحولونها إلى فواجع. وهل هناك فاجعة أكبر من أن يتسبب إنسان في قتل بطيء وتعذيب لمئات الآلاف من البشر عبر دفعهم إلى العيش في ظروف لا تصلح حتى للحيوانات؟
حتى لا يناموا
15 طفلًا في إدلب السورية ماتوا وهم نائمون إثر تجمدهم من البرد. كم شخصا سمع بذلك؟ وكم شخصا أحسّ بعمق هذه الفاجعة؟ بات الآباء يتناوبون على حراسة أطفالهم خوفًا من أن يتجمدوا، أو بالأحرى كي يعرفوا من تجمد منهم! نعم، حتى يعرفوا فقط، فلا يملكون من أمرهم شيئًا. لا يملكون من الأمر سوى مشاهدة أطفالهم يتجمدون! أما الأمهات فبدلًا من أن يغنين لأطفالهن كي يناموا، صرن يفعلن المستحيل كي لا ينام أطفالهن فيتجمدوا من البرد وهم نائمون.