والكظيم والكاظم الذي قد امتلأ غيظا وغضبا، أو هما وحزنا، وكظم عليه فلم يخرجه. فإن قيل: وعلى ذلك فما العامل في الظرف؟ قيل: ما في {صاحب الحوت} من معنى الفعل. فإن قيل: فالسؤال بعد قائم، فإنه إذا قيد المنهي بقيد أو زمن كان داخلا في حين النهي فإن كان المعنى: لا تكن مثل صاحب الحوت في هذه الحال، أو هذا الوقت. كان نهيا عن تلك الحالة. قيل: لما كان نداؤه مسببا عن كونه صاحب الحوت، فنهى أن يشبه به في الحال التي أفضت به إلى صحبته الحوت وألجأته إلى النداء، وهو ضعف العزيمة وعدم الصبر لحكمه تعالى، ولم يقل تعالى: ولا تكن كصاحب الحوت إذ ذهب مغاضبا فالتقمه الحوت، فنادى، بل طوى القصة واختصرها، وأحال بها على ذكرها في الموضع الآخر، واكتفى بغايتها وما انتهت إليه. فإن قيل: فما منعك بتعويض الظرف بنفس الفعل المنهي عنه؟ أي لا تكن مثله في ندائه وهو ممتلئ غيظا وهما وغما، بل يكون نداؤك نداء راض بما قضى ربه عليه، قد تلقاه بالرضى والتسليم وسعة الصدر، لا نداء كظيم. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة القلم - الآية 48. قيل: هذا المعنى، وإن كان صحيحا، فلم يقع النهي عن التشبه به في مجرده. وإنما نهي عن التشبه به في الحال التي حملته على ذهابه مغاضبا، حتى سجن في بطن الحوت. ويدل عليه قوله تعالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} ثم قال: {وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ} أي في ضعف صبره لحكم ربه.
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة القلم - الآية 48
- لا تَرْفعُوا أَصْوَاتَكُم فوْق صَوْت النَّبيّ - موقع مقالات إسلام ويب
- "لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي".. صحابي اغتم لها فبشره النبي بالجنة
- تفسير: (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي)
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة القلم - الآية 48
والصاحب: الذي يصحب غيره ، أي يكون معه في بعض الأحوال أو في [ ص: 105] معظمها ، وإطلاقه على يونس لأن الحوت التقمه ثم قذفه فصار ( صاحب الحوت) لقبا له لأن تلك الحالة معية قوية. وقد كانت مؤاخذة يونس - عليه السلام - على ضجره من تكذيب قومه وهم أهل نينوى كما تقدم في سورة الصافات. و ( إذ) ظرف زمان وهو وجملته متعلق باستقرار منصوب على الحال أي في حالة وقت ندائه ربه ، فإنه ما نادى ربه إلا لإنقاذه من كربه الذي وقع فيه بسبب مغاضبته وضجره من قومه ، أي لا يكن منك ما يلجئك إلى مثل ندائه. والمكظوم: المحبوس المسدود عليه. يقال: كظم الباب أغلقه ، وكظم النهر إذا سده. والمعنى: نادى في حال حبسه في بطن الحوت. وجيء بهذه الحال جملة اسمية لدلالتها على الثبات ، أي هو في حبس لا يرجى لمثله سراح ، وهذا تمهيد للامتنان عليه بالنجاة من مثل ذلك الحبس. وقوله لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء إلخ استئناف بياني ناشئ عن مضمون النهي من قوله ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى إلخ ؛ لأنه يتضمن التحذير من الوقوع في كرب من قبيل كرب يونس ثم لا يدري كيف يكون انفراجه. و ( أن) يجوز أن تكون مخففة من ( أن) ، واسمها ضمير شأن محذوف ، وجملة تداركه نعمة من ربه خبرها.
القرآن الكريم - القلم 68: 48 Al-Qalam 68: 48
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن هذه الآية ليست منسوخة، ولم ينته العمل بها. فقد صرح أهل العلم بالنهي عن رفع الصوت بقرب قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وذكروا أن حرمته باقية في حياته، وبعد موته. فلا يرفع الصوت على حديثه إن قرئ، ولا تقدم الآراء عليه. "لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي".. صحابي اغتم لها فبشره النبي بالجنة. قال ابن الحاج في المدخل: وإن كانوا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم يتذاكرونه، أو أوردوه إذ ذاك شاهدا لمسألتهم، فهو أعظم في النهي، وأبلغ في الزجر؛ لقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون. فيقعون بسبب ذلك في حبط العمل -والعياذ بالله- إذ لا فرق بين رفع الصوت عليه في حياته عليه الصلاة والسلام، وبين رفعه على حديثه. كذا قال إمام المحدثين مالك بن أنس رحمه الله. اهـ. قال ابن مفلح في الفروع: قال بعضهم: ولا ترفع الأصوات عند حجرته عليه السلام, كما لا ترفع فوق صوته; لأنه في التوقير والحرمة كحياته, رأيته في مسائل لبعض أصحابنا. وفي الفنون: قدم الشيخ أبو عمران المدينة, فرأى ابن الجوهري، الواعظ المصري يعظ, فعلا صوته, فصاح عليه الشيخ أبو عمران: لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم, والنبي في الحرمة والتوقير بعد موته، كحال حياته, فكما لا ترفع الأصوات بحضرته حيا، ولا من وراء حجرته, فكذا بعد موته, انزل, فنزل ابن الجوهري, وفزع الناس لكلام الشيخ أبي عمران.
لا تَرْفعُوا أَصْوَاتَكُم فوْق صَوْت النَّبيّ - موقع مقالات إسلام ويب
، أترى ذلك موجباً لقبول الأعمال، ورفع الصوت فوق صوته موجباً لحبوطها؟! ".
&Quot;لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي&Quot;.. صحابي اغتم لها فبشره النبي بالجنة
ولا ريب أن الاعتراض على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتقديم غيرها عليها ، أبلغ من مجرد رفع الصوت فوق صوته. وقال تعالى {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}. وقد وجد في القرون السالفة من قدم الرأي والعقل ، أو قدم أقوال أهل الكلام والفلسفة على نصوص الوحي ، فتواتر نكير الأئمة عليهم ، تكفيراً وتفسيقاً ، بحسب الحال. تفسير: (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي). ومما أثر عن الإمام أحمد قوله: دين النبي محمد أخبار نعم المطية للفتى الآثار لاترغبن عن الحديث وأهله فالرأي ليل والحديث نهار ولربما جهل الفتى أثر الهدى والشمس بازغة لها أنوار وقال غيره: أهل الكلام وأهل الرأي قد جهلوا علم الحديث الذي ينجو به الرجل لو أنهم عرفوا الآثار ما انصرفوا عنها إلى غيرها لكنهم جهلوا قلت: والكلام في تقرير هذه المسألة يطول جداً ، وحسبنا ما ذكرناه هنا. وأختم مقالي بنصيحة إلى كل من اجترأ على مثل تلك المقالات الشنيعة في حق الرسول صلى الله عليه وسلم أوفي حق سنته ، بأن يبادروا بإعلان التوبة منها ، قبل أن يصيبهم الله بعذاب من عنده ، أو يدهمهم الأجل فيكبهم الله في النار ، فرب كلمة يتكلم بها المرء من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار سبعين خريفاً.
تفسير: (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي)
بقلم |
fathy |
الاحد 30 يونيو 2019 - 01:49 م
يقول الله تعالى في سورة الحجرات:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ
النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن
تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ
أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ
قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3)". لا تَرْفعُوا أَصْوَاتَكُم فوْق صَوْت النَّبيّ - موقع مقالات إسلام ويب. لما نزلت هذه الآية، جلس ثابت بن قيس
رضي الله عنه في بيته، فسأل النبي عليه الصلاة والسلام سعد بن معاذ رضي الله عنه
فقال: ( يا أبا عمرو ما شأن ثابت أشتكى؟). قال سعد: إنه لجاري وما علمت له
بشكوى، فأتاه سعد فذكر له قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ثابت: أُنزلت
هذه الآية، ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتًا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
فأنا من أهل النار، فذكر ذلك سعد للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله -صلى
الله عليه وسلم-: (بل هو من أهل الجنة). هناك من الصحابة الكرام من إذا ذُكر
اسمه ذُكر معه لقبه الذي اشتُهر به وعُرف عنه، فإذا قيل: أبو بكر فهو الصدّيق،
وإذا قيل: أبو عبيدة فهو أمين هذه الأمة، وقل مثل ذلك عن الفاروق عمر وشاعر رسول
الله –صلى الله عليه وسلم- حسان بن ثابت رضي الله عنهم أجمعين، ولكن قد يخفى على
البعض معرفة من لُقّب بـ(خطيب) النبي عليه الصلاة والسلام!.
ومن صور محبة النبي صلى الله عليه وسلم والأدب معه: عدم رفع الصوت فوق صوته، وذلك لأن رفع الصوت فوق صوته صلوات الله وسلامه عليه من أسباب حبوط الأعمال، كما قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ}(الحجرات:2)، وهذا ما خافه ثابت بن قيس رضي الله عنه على نفسه. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم افتقد (لم يجد) ثابت بن قيس ، فقال رجل: يا رسول الله أنا أعلم لك علمه، فأتاه فوجده جالسا في بيته منكِّسا رأسه، فقال: ما شأنك؟ فقال شرٌ، كان يرفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم، فقد حبط عمله وهو من أهل النار. فأتى الرجل فأخبره أنه قال كذا وكذا، فقال موسى بن أنس: فرجع المرة الآخرة ببشارة عظيمة فقال صلى الله عليه وسلم: اذهب إليه فقل له إنك لست من أهل النار ولكن من أهل الجنة) رواه البخاري.