رَبِّ إنِّي لِمَا أنزلْتَ إليَّ مِنْ خَيْرٍ فَقير - YouTube
- رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير
- تفسير رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ - إسلام ويب - مركز الفتوى
رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير
فأمر إحداهما، أن تذهب إليه
فتدعوه: "فجاءته إحداهما تمشي على استحياء"، لا تتكسر في مشيتها، كما
نشاهد الآن من بعض الفتيات، وعرضت عليه الآن: "قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما
سقيت لنا"، وكأنها بذلك تريد أن تزيل من رأسه أي ريبة، وهذا من تمام حيائها وصيانتها. وقيل إن الفتاة
كانت في طريقها تسير وراء موسى وتلقى الحجر من أمامه، حتى تدله على الطريق، حياءً
منها وخجلاً، "فلما جاءه وقص عليه القصص"، وأخبره خبره وما كان من أمره في
خروجه، قال له: "لا تخف نجوت من القوم الظالمين". رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير. ثم عرض عليه أن
يتزوج من ابنته، وهذا من السنن المنسية الآن، إذ قلما تجد أحدهم يعرض على شاب معجب
بخلقه وطباعه أن يتزوج من ابنته، أو أخته، فلا يعيبها هذا، ما دام كريم الخلق، طيب
الأصل: "قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ
أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ" (القصص: 27). أرأيتم كيف حقق
الله تعالى الخير لموسى ببركة دعوته، ولنبل مقصده، رزقها فتاة صالحة، حيية، كريمة،
وهل هناك خير أفضل من أن يرزق الرجل زوجة صالحة، لتكون له خير معينة في الحياة،
يستأمنها على عرضه، وعلى شئون بيته.
تفسير رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ - إسلام ويب - مركز الفتوى
يقول ابن عباس:
سار موسى من مصر إلى مدين ليس له طعام إلا البقل وورق الشجر, وكان حافيًا, فما وصل
إلى مدين حتى سقطت نعل قدميه, وجلس في الظل وهو صفوة الله من خلقه, وإن بطنه للاصق
بظهره من الجوع, وإن خضرة البقل لترى من داخل جوفه, وإنه لمحتاج إلى شق تمرة. وكأن موسى
بحاله يقول: يا ربي، إني لما أنزلت إليَّ من فضلك وغناك وخيرك فقير إلى أن تغنيني بك
عمن سواك. وإنما وصف الخير بــ "المنزل"، للإشعار برفعة المعطي وهو الله
سبحانه وتعالى. تفسير رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ - إسلام ويب - مركز الفتوى. لم يتوجه إلى
ربه بالسؤال مباشرة، وسبحان من بحاله أعلم، لكنه أراد إظهار الخضوع والتذلل لربه،
وهو يدعوه بلسان الحال، والسؤال بالحال أبلغ من السؤال بلسان المقال. يقول سيدي أحمد
بن عطاء الله السكندري: "قال: إني لما أنزلت إلي من خير فقير"، ولم يقل
إني إلى الخير فقير، وفي ذلك من الفائدة: أنه لو قال: إني "إلى خيرك، أو إلى
الخير الفقير"، لم يتضمن أنه قد أنزل رزقه ولم يهمل أمره. فأتى بقوله: "إني
لما أنزلت إلي من خير فقير" ليدل على أنه واثق بالله، عالم بالله لا ينساه،
فكأنه يقول: رب إني أعلم أنك لا تهمل أمري، ولا أمر شيء مما خلقت، وإنك قد أنزلت
رزقي، فسق لي ما أنزلت لي، كيف تشاء على ما تشاء محفوفا بإحسانك، مقرونا بامتنانك.
فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ {القصص: 27}. أي: من فضلك، وليس شرطا ، فوافق موسى عليه السلام وأتم أبعد الأجلين، واستجاب الله تعالى دعاءه. والله أعلم.