مواضع سجود التلاوة في القرآن
مدى إجزاء الركوع وسجود الصلاة عن سجدة التلاوة
قال المؤلف رحمه الله: [ولا يجزئ ركوع ولا سجود الصلاة عن سجدة التلاوة]. هذا مذهب جمهور أهل العلم خلافاً للحنفية، فإن الحنفية قالوا: يجزئه الركوع عن السجود، وهذا محل نظر، وذلك أن موضع السجود فيه من التذلل والخضوع ما ليس في الركوع، ثم إنه لا يكون الإنسان قد فعل المأمور حينما يقال له: اسجد فيركع، فكما أنه لا يدل على فعل المأمور فإنه يدل على أنه لا يجزئه، وسجدة الصلاة لا تجزئ أيضاً لأمور: لأن سجدة الصلاة ركن لها موضع، وسجدة التلاوة سنة لها موضع، ولو سجد للصلاة عن سجدة التلاوة لقيل: سنة فات محلها، لأن السجدة في الصلاة لا تتم إلا بعد قراءة وركوع، ورفع من الركوع، ثم سجود. التكبير لسجود التلاوة خارج الصلاة
التكبير لسجود التلاوة داخل الصلاة
أما داخل الصلاة فقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنه يستحب التكبير في الخفض، وأما في الرفع فإنه يقرأ ولا يكبر، وإنما حداهم لذلك ما جاء في بعض الروايات من أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر في الخفض فقط، فقالوا: إنه يشرع التكبير في سجود التلاوة في الخفض خارج الصلاة وداخل الصلاة، وقلنا: إن الراجح أنه ليس في سجود التلاوة تكبير لا في الخفض ولا في الرفع خارج الصلاة، أما داخل الصلاة فيستحب التكبير لا لأجل سجود التلاوة، ولكن لأجل الخفض والرفع لحديث أبي هريرة.
- ماذا نقول عند السجود في القرآن - موقع محتويات
- جمعية الاتحاد الإسلامي ماذا نقول في سجدة التلاوة؟ - سجود التلاوة - جمعية الاتحاد الإسلامي
ماذا نقول عند السجود في القرآن - موقع محتويات
وَسُئِلَ ابن حجر رحمه الله عن قول بعضهم: ( {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَك رَبَّنَا وَإِلَيْك الْمَصِيرُ}) عِنْدَ تَرْكِ السُّجُودِ لِآيَةِ السَّجْدَةِ لِحَدَثٍ أَوْ عَجْزٍ عَنْ السُّجُودِ؟ فَأَجَابَ: " إنَّ ذَلِكَ لَا أَصْلَ لَهُ. فَلَا يَقُومُ مَقَامَ السَّجْدَةِ، بَلْ يُكْرَهُ لَهُ ذَلِكَ إنْ قَصَدَ الْقِرَاءَةَ لأَنَّهُ لَمْ يَرِدْ فِيهِ شَيْءٌ". وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في هذا الأمر: " إذا مر القارئ بآية سجدة، فإن كان في محل يمكنه فيه السجود فليسجد استحباباً، ولا يجب السجود على القول الراجح؛ لأنه ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قرأ وهو يخطب يوم الجمعة آية السجدة فنزل وسجد، ثم قرأها في الجمعة الثانية فلم يسجد وقال: (إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء) وإذا لم يسجد فإنه لا يقول شيئاً بدل السجود؛ لأن ذلك بدعة، ودليله أن زيد بن ثابت قرأ عند النبي صلى الله عليه وسلم سورة النجم فلم يسجد فيها، ولم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً يقوله بدلاً عن السجود". جمعية الاتحاد الإسلامي ماذا نقول في سجدة التلاوة؟ - سجود التلاوة - جمعية الاتحاد الإسلامي. الدليل على استحباب سجدة التلاوة و عدم و جوبها ثبت في صحيح البخاري أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: (قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل حتى إذا جاء السجدة نزل فسجد وسجد الناس حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها حتى إذا جاء السجدة قال: يا أيها الناس إنا نمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب ومن لم يسجد فلا إثم عليه ولم يسجد عمر رضي الله تعالى عنه).
جمعية الاتحاد الإسلامي ماذا نقول في سجدة التلاوة؟ - سجود التلاوة - جمعية الاتحاد الإسلامي
من لم يحفظ أحد الدعاءين السابقين يجوز له أن يقول سبحان ربي الأعلى (ثلاثاً) أو يدعو بما يشاء من أدعية السجود. يقول المصلي أحد الأدعية الواردة في الأحاديث التالية في سجود القرآن، وله أن يقول أكثر من دعاء: 1- عن عائشة َ رضي اللَّه عنْها قالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي سُجُودِ الْقُرْآنِ بِاللَّيْلِ: " « سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ » " ( [رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، ورواه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه الألباني]). وفي رواية الحاكم في المستدرك على الصحيحين بزيادة: "فتبارك الله أحسن الخالقين ". 2- عن عبد الله بن عباس رضى الله عنه جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: « يا رسولَ اللَّهِ، رأيتُني اللَّيلةَ وأَنا نائمٌ كأنِّي كنتُ أصلِّي خَلفَ شجرةٍ، فسجَدتُ فسجَدَتِ الشَّجرةُ لسجودي، وسَمِعْتُها وَهيَ تقولُ: " اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا، وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا، وتقبَّلها منِّي كما تقبَّلتَها من عبدِكَ داودَ "، قالَ ابنُ عبَّاسٍ فقرأَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ سجدةً ثمَّ سجَدَ، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: فسَمِعْتُهُ وَهوَ يقولُ مثلَ ما أخبرَهُ الرَّجلُ عن قولِ الشَّجرةِ ».
أنزل الله سبحانه و تعالى القرآن الكريم ليُعمل به ، ويتبعه البشر ، و ينظم حياتهم ، و يسير معاشهم ، ومن مظاهر التفاعل مع القرآن الكريم السجود سجدة التلاوة عند المرور بآيات السجدة ، فهو دليل على أن المسلم يتفاعل مع القرآن ، و يشعر به ، لا مجرد أنه يتلوه و هو شارد الذهن ، مغيب الفؤاد بأمور الدنيا و مشاغلها. الدعاء عند السجود سجدة التلاوة ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم عدة أدعية كان يقولها عليه الصلاة و السلام في سجدة التلاوة ، و هذه الأدعية هي: عن عائشةَ رضي اللَّه عنْها قالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي سُجُودِ الْقُرْآنِ بِاللَّيْلِ: " «سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ» " ( [رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. عن عبد الله بن عباس رضى الله عنه جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: «يا رسولَ اللَّهِ، رأيتُني اللَّيلةَ وأَنا نائمٌ كأنِّي كنتُ أصلِّي خَلفَ شجرةٍ، فسجَدتُ فسجَدَتِ الشَّجرةُ لسجودي، وسَمِعْتُها وَهيَ تقولُ: " اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا، وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا، وتقبَّلها منِّي كما تقبَّلتَها من عبدِكَ داودَ "، قالَ ابنُ عبَّاسٍ فقرأَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ سجدةً ثمَّ سجَدَ، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: فسَمِعْتُهُ وَهوَ يقولُ مثلَ ما أخبرَهُ الرَّجلُ عن قولِ الشَّجرةِ».