((وأن الفرج)) وهو كشف الغم والهم ((مع الكرب))، والكرب هو شدة البلاء، فإذا اشتد البلاء أعقبه الله تعالى بالفرج، كما قيل: (اشتدي أزمة تنفرجي)، ((وأن مع العسر))؛ أي: الضيق والشدة ((يسرًا))؛ كما قال تعالى: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5، 6]. وقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لن يغلب عُسْرٌ يسرين))؛ وذلك أن الله تعالى ذكر العسر مرتين، وذكر اليسر مرتين، وفي لغة العرب أن المعرفة إذا أعيدت معرفة توحَّدت؛ لأن اللام الثانية للعهد، وإذا أعيدت النكرة نكرة تعددت، فالعسر ذكر مرتين معرَّفًا، واليسر مرتين منكَّرًا؛ فلهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لن يغلب عسرٌ يسرين)) [13]. فوائد من الحديث:
1- الحديث فيه جواز الإرداف على الدابة إن أطاقته. في حفظ الله ورعايته. 2- أن من حافظ على أوامر الله، حفظه الله في الدنيا والآخرة. 3- ينبغي للمعلم شد انتباه المتعلم وتهيئته قبل إعطائه المعلومات، وهذا من قوله: ((يا غلام، إني أعلمك كلمات... )). 4- فيه الحث على تربية الأبناء وتعليمهم أمور دينهم. 5- أن من امتثل أوامر الله أخرجه الله من الشدة. 6- وجوب الرضا بالقضاء والقدر والإيمان بهما.
في حفظ الله
ذات صلة كيفية صلاة الجنازة حديث احفظ الله يحفظك
احفظ الله يحفظك
عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال: (احفظْ مني يا غلامُ: احفظِ اللهَ يحفظْك احفظِ اللهَ تجدْهُ تِجاهَك إذا سألتَ فاسألِ اللهَ وإذا استعنتَ فاستعنْ باللهِ رُفعتِ الأقلامُ وجَفتِ الصحفُ والذي نفسي بيدِه لو جَهِدتِ الأمَّةُ لِيضرُّوك بغيرِ ما كتبَ اللهُ لك ما قدَرتْ عليه أو ما استطاعتْ) [رواه الترمذي]، حيث جاء هذا الحديث ليقدم درساً للأمة الإسلامية في أساليب تحقيق القوّة والتمكين في الأرض، ومواجهة الصعوبات المختلفة، وذلك بحفظ الله سبحانه وتعالى، وهذا ما سنشرحه لكم في هذا المقال.
انت في حفظ الله وفي قلبي
[رَواهُ الحاكِمُ وصحَّحه]. وَعَنْ أنسٍ قَالَ: كَان رجلٌ نَصْرَانِيٌّ فأسْلَمَ، وَكَانَ يقرَأُ البَقرةَ وآلَ عِمْرَان، وَكان يكتُب للنبيِّ صلى الله عليه و سلم, فعادَ نَصْرَانيًّا, وَكَانَ يقُول: مَا يدْرِي محمَّدٌ إِلَّا ما كتبتُ لَه، فأماتَهُ اللهُ، فدفنُوه, فأصْبَحَ وَقَدْ لَفظَتْه الأرْضُ. فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ محمَّدٍ وأصْحَابِه؛ لمَّا هربَ مِنهُمْ نَبَشُوا عَنْ صاحبِنا فألقَوْه، فَحَفَرُوا لَهُ وأَعْمَقُوا, فأصْبَحَ وقدْ لفظَتْه الأرْضُ، فَقالوا: هَذَا فِعْلُ محمَّدٍ وأصحَابِه، نَبشُوا عن صاحبِنا, فَحفَرُوا لَه وأعْمَقُوا ما اسْتَطاعُوا, فَأصْبَحُوا وَقَدْ لَفظَتْه الأرْضُ، فَعلِمُوا أنَّه ليس مِنَ النَّاسِ، فألقَوْه [رَواهُ البُخارِيُّ]. لبنان - حزب الله يهنئ عمال سورية في الذكرى الـ48 لتأسيس اتحا.... وَمِنْ حِفظِ اللهِ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه و سلم أنَّه نجَّاهُ مِنْ مُحاولَةِ اغْتِيالٍ دَبَّرتْها لهُ قُريشٌ بلَيْلٍ، حيثُ اتَّفَقُوا عَلَى أَنْ يَأْخُذُوا مِنْ كُلِّ قبيلَةٍ فَتًى شَابًّا جَلْدًا، ثُمَّ يُعطى كُلُّ وَاحدٍ مِنْ هَؤُلاءِ سَيْفًا صَارِمًا، فيضْرِبُونَ بِه رسولَ اللهِ صلى الله عليه و سلم ضربةَ رَجلٍ وَاحِدٍ، فَيقتُلونَهُ, ويتفَرَّقُ دمُه بينَ القَبَائِلِ، فَلَا يَقْدِرُ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ عَلَى حَرْبِ العَربِ جَمِيعًا.
صور في حفظ الله يامسافر
إننا نستوحي من هذا الحديث معالم مهمة ، ووصايا عظيمة ، من عمل بها ، كتبت له النجاة ، واستنارت له عتبات الطريق ، فما أحوجنا إلى أن نتبصّر كلام نبينا صلى الله عليه وسلم وتوجيهاته ، ونستلهم منها الحلول الناجعة لمشكلات الحياة ، ونجعلها السبيل الأوحد للنهضة بالأمة نحو واجباتها.
في حفظ الله ورعايته
ومما يستفاد كذلك أن الدعوة هي الأصل في حقيقة الأمر، وفتح باب التوبة والترغيب في الانتهاء عن الكفر وعن العداء للإسلام، وأن القتال إنما هو استثناءٌ وضرورة إذا اضطر إليها المسلمون، فإن أدب القتال في الإسلام يقوم على العدل والرحمة، والتسامح والعفو، وقبول الصلح ( كما سيتبين)، والنهي عن الغدر والمثلة وقتل النساء والصبيان والشيوخ والرهبان والحُرَّاث، والبعد عن الانتقام والتشفي أو تصفية الحسابات القديمة!
فَلَمَّا ماتَ عَمُّه أَبو طالبٍ نَال مِنْه المشْرِكُونَ أَذًى يَسيرًا، ثُمَّ قَيَّضَ اللهُ لَهُ الأنْصارَ، فَبايعُوهُ عَلى الْإِسْلامِ, وَعَلى أَنْ يتحوَّل إِلَى دَارِهِمْ وَهِيَ المدينةُ, فَلَمَّا صَارَ إِليْهَا مَنَعُوه مِنَ الْأَحْمَرِ وَالْأسْوَدِ, وَكُلَّما هَمَّ أحدٌ مِنَ المشْرِكينَ وَأَهْلِ الْكِتابِ بِسُوءٍ كَادهُ اللهُ، وَرَدَّ كيْدَه عليْهِ ( [1]). ( [1]) تفسير ابن كثير (2/108 – 110) باختصار.
فَجَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه و سلم بِأَمْرٍ مِنَ اللهِ تَعَالَى، فَذَكَر لَهُ مَكِيدَةَ المشْرِكِينَ، وَأمَرَهُ أَلَّا يَبِيتَ فِي فِرَاشِه تِلْكَ الليلةَ، وأخبَرهُ بأنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَذِنَ لَهُ بالهجْرَةِ. وَمِنْ ذَلِك أَيْضًا: حِفْظُ اللهِ لنبيِّه مِنْ كَيْدِ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ فِي طَرِيق الهجْرَةِ. وَمِنْ ذَلِكَ حِفْظُ اللهِ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه و سلم وَهُوَ فِي الغَارِ، فَقَدْ قَالَ لَهُ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه: يَا رَسولَ اللهِ! انت في حفظ الله وفي قلبي. لَوْ نَظَر أَحدُهم إِلى مَوْضِع قدمَيْهِ لَرَآنا. فَقَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ! مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا ".