عندما التقى الرومي الدرويشَ الجوّال، تحوّل من رجل دين إلی شاعر عاطفيّ وصوفيّ ملتزم، وأنشأ طقوساً صوفية تتمثل برقصة الدراويش، وتحرّر من القيود التقليدية كافة. كان واضحاً في دعوته إلی جهاد النفس وقهرها. لكن الناس حاربوه ولم يفتحوا قلوبهم للمحبّة، وأصبح موضع ذمّهم وافترائهم عبر بثّ الشائعات. المحور الآخر تبلوَر في تغيير حياة «إيلا» التي كانت تعاني من الروتين والملل في حياتها العائلية، والتي انقلبت حياتها بعد قراءتها رواية المؤلف «زد»، «زاهارا»، فتحولت حياتها من بركة هادئة إلی بحر متلاطم، إذ فضّلت هجر كل شيء، والتحقت بمؤلف الرواية بعدما تعرّفت إليه عبر البريد الإلكتروني، فكانت كما الرومي مع التبريزي عاشقة ومُحبّة. أخيراً، ومن أجمل ما يمكن أن يقع عليه قارئ «قواعد العشق الأربعون»: أن السبيل إلی إدراك الحقيقة عملٌ من أعمال القلب لا العقل. دع قلبك يرشدك أولاً لا عقلك، التقِ نفسَك وتحدّاها، وبالتالي سيطِر عليها بقلبك. قصص و روايات. إن معرفتك بنفسك ستقودك إلی معرفة الله. ما من جمال يدوم إلی الأبد علی وجه الأرض، إن المدن تشيّد علی أعمدة روحية، وهي تعكس قلوب سكانها، شأنها شأن المرايا العملاقة، فإذا اسودّت تلك القلوب وفقدت إيمانها، فإن المدن ستفقد بهاءها بدورها!
قواعد العشق الأربعون جرير اون لاين
إقبال قدوح
«قواعد العشق الأربعون»، رواية صوفية للكاتبة التركية إليف شافاق، وتدور أحداث الرواية حول سيدة اسمها «إيلا روبنشتاين»، التي بقيت حياتها علی مدی أربعين سنة كالمياه الراكدة، إلى أن داهم الحب حياتها بغتة علی نحو عنيف، فكان كحجر جاء من مكان مجهول، وضرب بركة حياتها الهادئة. «إيلا» التي وُظّفت في إحدی دور النشر الأدبية، كان واجبها الأول، قراءة رواية «تجديف عذب» لمؤلف أوروبي مغمور، علی أن تكتب تقريراً مفصّلاً عنها. «قواعد العشق الأربعون»، رواية ما أحوجنا إلى قراءتها والغوص في ما تحمله من سموّ معاني الحبّ الخالص من دون أي مقابل، إذ تحلّق الأرواح في ذلك العالم الروحاني العميق بكل نقاء وصفاء. قواعد العشق الأربعون جرير الرياض. تجمع الكاتبة علی أن لا اختلاف بين القرنين الحادي والعشرين والثالث والعشرين. ففي تلك الحقبة كان عصر الصراعات الدينية حيث فقد الأمان وحلّ الخوف وسوء التفاهم في مفهوم الثقافة الدينية والأخلاقية. ثلاثة محاور للرواية في زمنين مختلفين تحكي عن شمس التبريزي مجترح قواعد العشق الأربعين، الذي استطاع أن يؤثر جذرياً في حياة جلال الدين الرومي الفقيه الخطيب الذي كان يحظى بالمحبة والتقدير والاحترام، وكانت له هيبته بين الناس، والذي تحول علی يد ذلك الصوفيّ التبريزي إلی إنسان عاديّ ترك كل الرفاهية والعزّ، مفضّلاً العشق الإلهي علی مُتع الحياة.
قواعد العشق الأربعون جرير ايفون
قلت، في نفسي، وأنا أتتبعها بناظري إلى نهاية الوردية، وهي تدلف من غرفة لغرفة، "أنا أيضا (يا سيدتي)، أضعت فيما مضى حبا عظيما هنا وهناك".
لقد بدا الأمر لي في الآونة الأخيرة كما لو أنني أسير داخل كابوس من الحنين لا نهاية له هناك. كنت أجلس إذن عند نهاية الطرقة الطويلة المضاءة، التي تطل عليها من الجانبين غرف المرضى الموصدة، التي أخذ يتناهى من داخلها بين فترة وأخرى سعال جاف مكتوم؛ عندما رأيتها لأول مرة وهي تقبل من ناحية مدخل العنبر المواجه لجلستي المنعزلة تلك. لسبب من الجوع الممض نفسه، وهي تقترب مني أكثر فأكثر، وجدتني أفكِّر فيها كوجبة شهية على مائدة الغد. شفتان شهوانيتان. ربعه. ممتلئة العود قليلا. متوردة الخدين. قواعد العشق الأربعون جرير تقسيط. لها نظرة الغرباء الحزينة الساهمة حتى وهي تنظر ضاحكة إلى محدثها. بدا من ملامحها وهيئتها العامة أنها ممرضة فلبينية على أبواب الثلاثين. حتى اللحظة الأخيرة، لم أكن واثقا أنها تقصد مجلسي ذاك. لقد تعودت لسنوات طويلة على ألا يراني الناس. كما لو أنني محض طيف. لكنها لدهشتي الشديدة حيَّتني بتردد. وبدت مترددة أكثر في الجلوس قبل أن تلقي بثقلها كله على مقعد جلدي كان يقبع هناك، إلى جواري. لا أذكر آخر مرة وجدتني أنعم فيها بكل ذلك القرب الحميم من أنثى!! مضت دقيقتا صمت غالبت خلالهما أريج عطرها الخفيف الآسر. القتل هكذا بعطر أنثى من أمتع هبات هذا العالم المصنوع من الخفّة وجملة تلك الأشياء الأخرى القابلة للفناء، أو الزوال.
والدولة الإخشيدية تعتبر من مخلفات الدولة الفاطمية العبيدية والتي أسسها محمد الإخشيدي. وكان هناك تنازع كبير ما بينه وبين الحمدانيين، لكن الفرق بينهما أن الإخشيديين كانوا يحصلون على رضى الخلافة العباسية بينما الحمدانيين ليسوا كذلك. نشأته وتعليمه
بدأ حياته منهمكاً بالتعليم وعاش في بادية السماوة في العراق بين الكوفة والشام، تعلم أصول اللغة العربية هناك. ويقال أنه ادعى النبوة والتف عليه أناس من أهل بادية السماوة، فسجنه أمير حمص التابع للدولة الإخشيدية في مصر. فنظم أبو الطيب المتنبي قصيدة وأرسلها إلى الأمير فخرج وتاب عن ادعائه النبوة ومن يومها أصبح اسمه المتنبي. إن صحت الرواية أو لم تصح لكن عباس العقاد يقول أنه لا يستبعد هذا الأمر عنه، لأنه كان شخصاً نرجسياً ويرى نفسه أعلى من البشر. وأما عن التسمية فيدافع عنه أبو العلاء المعري بأن يقول أنه من النبوة وليس من النبوءة. والنبوة هو المكان المرتفع أي أن المتنبي ارتقى مكاناً عالياً في الشعر. لقاء المتنبي بسيف الدولة الحمداني
بعد ذلك التقى بشخص يدعى أبي العشائر وهو والي أنطاكية عند سيف الدولة الحمداني وابن عمه. أبو الطيب المتنبي بين المدح والهجاء | ماكتيوبس الشاعر أبو الطيب المتنبي. فقام أبي العشائر بتعريف المتنبي على سيف الدولة الحمداني وحصل بينهما انسجام كبير، فسيف الدولة كان عربياً من تغلب وحاكم والمتنبي كان عربي وشاعر.
أبو الطيب المتنبي بين المدح والهجاء | ماكتيوبس الشاعر أبو الطيب المتنبي
[1]
نبذة عن المتنبي
هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي أبو الطيب المتنبي، ولد بالكوفة في العراق عام 303 هجريًا، لكنه نشأ بالشام وترعرع هناك وتنقل في البادية لطلب العلم وهو من أهم شعراء العرب وأبلغهم، فلقد لقب بشاعر العرب لبلاغته وفصاحته، كما أنه كان صاحب مكانة سامية وسط الحكام والنبلاء على عكس غيره من الشعراء. وذلك بسبب ما تميز به شعره الذي يعتبر إلهام للشعراء والأدباء إلى يومنا هذا، وهو أحد مفاخر الأدب العربي فلقد كان أعجوبة عصره، ولقد بدأ بإلقاء الشعر صغيرًا وهو في التاسعة من عمره
واشتهر بمدحه للحكام والملوك، فقام بمدح كافور الإخشيد ملك الدولة الإخشيدية ومدح سيف الدولة، ومدح ابن العميد من بلاد فارس، فقتل هو وابنه وهو عائد من بلاد فارس، ولقد كان يملك مكانة رفيعة بين الحكام بسبب مدحه لهم في قصائده التي كانت تلقى صيتًا واسعًا. المتنبي يهجو كافور. لكن بعد أن رفض كافور الإخشيدي أن يوليه أي منصب قام بهجائه واستفحل في الأمر كثيرًا، ولقد بقيت كلماته هذه عن كافور الإخشيدي عالقة في أذهان التاريخ بغض النظر عن إنجازاته ومدى عظم هذه الشخصية. [2]
قصة المتنبي مع كافور الإخشيدي
كان المتنبي ضيف الملوك، يحب مجالستهم ومدحهم طالم يكرمونه، لكن إن رفض أحدهم متطلباته هجاه هجاءً فاحشًا مثلما فعل ما كافور الإخشيد، ولقد كان المتنبي ملازمًا لمجلس سيف الدولة، يمدحه ليل نهار، حتى وقع خلاف بين المتنبي وبين شاعر آخر في حضرة سيف الدولة.
فاستخدم سيف الدولة المتنبي لتوثيق قتاله وأمجاده في القصائد، والمتنبي يحصل من سيف الدولة على المال والاحترام الكثير. وفعلاً أغدق سيف الدولة على أبو الطيب المتنبي وعلمه الفروسية ليخرج معه في الحروب ليخبر عنه. وبسبب حب سيف الدولة للمتنبي أصبح لديه أعداء كثيرون من أكابر القوم والوزراء الذين أصلاً يرفض مدحهم لأنه لا يمدح إلا الأمراء والملوك. وحتى كان ارتباط سيف الدولة مع المتنبي شديداً لدرجة أن الشاعر ألّف ديواناً أسماه سيفيات المتنبي. فكل الناس كرهوا أبو الطيب المتنبي وأصبحوا يتصيدونه في الشعر. لقاء أبو علي الأمدي
مرة كان عند الوزير ابن الفرات وكان جالساً عنده مجموعة من الشعراء وكبار القوم وأحد الجالسين رجل يدعى أبو علي الأمدي عالم باللغة العربية. فسأل الوزير المتنبي: يا أبا الطيب هذا أبو علي الأمدي أتعرفه؟ قال المتنبي: لا أعرفه. فحزن الأمدي لذلك وبدأ المتنبي بقول الشعر فقال:
إنما التهنئات للأكفاء، فقال له الأمدي: كيف تجمع تهنئة لتهنئات وهي مصدر والمصدر لا يجمع؟ فقال المتنبي لمن بجانبه: أهذا مسلم؟
فرد عليه بالإيجاب، فقال المتنبي: ألا يصلي؟ ألا يقرأ في الصلاة التحيات لله؟ والتحيات جمع تحية والتهنئات جمع تهنئة.