وفي نفس الوقت أن كلا الطرفين أي الامريكي والايراني ليس لديهما ادوات حاسمة من القوى المحلية لتغيير المعادلة السياسية. المحكمة الاتحادية اعادة الوضع السياسي في العراق الى نصابها كما اشرنا في مقال سابق (المحكمة الاتحادية تنقذ حصة المكون الاكبر)، ومنعت من خلط الاوراق وتغيير دفة العملية السياسية والمعادلة السياسية تحت عنوان حكومة الاغلبية التي رفع لواءها مقتدى الصدر، وللأمانة فهو أي الصدر استعارها من غريمه المالكي الذي ناشد بها قبل سنوات. وكل الجعجعة الاعلامية والمزايدة السياسية واطلاق التصريحات الجوفاء بأن كارثة دستورية ستقع على رؤوس الأحياء من جماهير العراق بسبب الفراغ الدستوري لو لم تلتزم الاطراف السياسية بالمواعيد الدستورية، تتهاوى وتتبدد في الهواء المعجون بالتراب في العراق دون اي تقديم ولا تأخير بالوضع السياسي. الازمة السياسية الحالية في العراق هي ازمة قديمة جديدة. "أحداث بلا دلالة" .. أسئلة "السينفيلي" تواجه الواقع والفن السينمائي - أخبار تونس - Tunisactus. قديمة بمعنى أنها ولدت منذ غزو العراق، وأن الاحتلال لم يستطع من خلق نظام سياسي مستقر ودولة ذات مؤسسات بالمعنى القانوني والسياسي و الهوياتي. وخلال كل تلك السنوات، كانت الولايات المتحدة الأمريكية وإيران تديران الازمة السياسية، وهنا نقصد بأزمة السلطة السياسية التي أرسيت على اساس المحاصصة القومية والطائفية.
الطبقة البرجوازية في السعودية وعيار 21
قال الناقد السينمائي محمد بنعزيز إن "مخرجا شابا يعمل في سينما مغربية ناشئة يبحث عن موضوعه وأسلوبه. ماذا سيصور وكيف؟ يعرف أن عليه تجنب الأسلوب الكلاسيكي لتصوير فيلم… لكن ما البديل؟"، قبل أن يسترسل بأن "هذا المخرج ينزل إلى الشارع ليستقي الجواب من الشعب مباشرة". وتناول بنعزيز، في مقال له بعنوان "فيلم: أحداث بلا دلالة.. أسئلة السينفيلي في مواجهة الواقع والفن السينمائي"، مجموعة من الجوانب المرتبطة بـ"الحكاية ذات الدلالة وعلاقتها بالواقع والسيناريو المتخيل، والشكل الفني للفيلم…، مستدلا بتعريف الروائي محمد زفزاف لمهمة السينما. هذا نص المقال:
هذا مخرج شاب يعمل في سينما مغربية ناشئة يبحث عن موضوعه وأسلوبه. ماذا سيصور وكيف؟ يعرف أن عليه تجنب الأسلوب الكلاسيكي لتصوير فيلم… لكن ما البديل؟
ينزل إلى الشارع ليستقي الجواب من الشعب مباشرة، يدخل حانة شعبية فيها كاتالوغ متنوع من الشخصيات، يصادف زبونا يطلب كأسا أخيرة ويعيش نزاعا تافها مع باقي الزنائن… نزاع بلا دلالة. (فيلم أحداث بلا دلالة 1974، إخراج مصطفى الدرقاوي). الطبقة البرجوازية في السعودية والجرام يبدأ. يبدو أنها وحدها الحكاية ذات الدلالة تستحق أن تروى…
يتساءل المخرج: من أين تنبع هذه الحكاية؟ هل من الواقع أم من السيناريو المتخيل؟
الواقع مصدر إلهام… هل نتبعه أم نلتزم بالسيناريو الأصلي المتخيل؟
من خلال الأجوبة التي تلقاها المخرج الحائر:
تلاحظ شابة أن مشكلة الفيلم المغربي هي أنه إما يكون غامضا جدا بعيدا عن مستوى الجمهور أو يكون مُستسهلا يقدم أشياء معروفة للجميع… لذا نفتقد أفلاما تدفع المتفرجين للحفر في الموضوع وفهمه واكتشافه بالتدريج.
الطبقة البرجوازية في السعودية والجرام يبدأ
ليس لدى النظام الاقتصادي الرأسمالي العالمي أية مشكلة لو بقي العراق دون حكومة إلى أجل غير مسمى، طالما أن الوضع السياسي المحلي لا يؤثر على مكانته في التقسيم العالمي للإنتاج الرأسمالي. وهذه المكانة هي صناعة النفط. بمعنى آخر لو أدت الأزمة السياسية الحالية في العراق الى التأثير على صناعة النفط وزعزعة الإنتاج العالمي، لتحول بغداد إلى مكان لحجيج المندوبين والمبعوثين الدوليين وقادة الغرب والشرق لحل الازمة السياسية. وها هي أرقام البنك الدولي تشير الى ان العراق سجل نموا اقتصاديا بنسبة ٨. ٩٪ لعام ٢٠٢٢ وان نصيب دخل الفرد من الناتج القومي وصل إلى ٦. الطبقة البرجوازية في السعودية. ٣٪ وهي الأعلى من بقية الدول العربية مثل السعودية ودول الخليج الأخرى. (سنشرح في مقال آخر عن خدعة هذه الأرقام) ولكن ما يهمنا الآن هو الوضع السياسي في العراق الذي كما تشير الأرقام لن تؤثر على الوضع الاقتصادي العالمي، بل إن مؤسسات مالية دولية تشيد بأداء العراق الاقتصادي وأداء حكومته التي هي خارج نطاق الخدمة منذ ٦ أشهر وهي تسمى بحكومة تصريف أعمال. وعليه إن الإدارة الاميركية غير مستعجلة على تشكيل الحكومة في العراق ولا الجمهورية الاسلامية في ايران، كما شاهدنا فصوله بعد اجتياح داعش لثلث مساحة العراق في حزيران عام ٢٠١٤، حيث شكلت حكومة العبادي بوقت قياسي، لان ظهور داعش مثل تهديد خطير لتغيير الخارطة الجيو سياسية في العراق والمنطقة برمتها بسبب ذلك الاجتياح.
صومعة مقتدى الصدر او مكوكية الاطار التنسيقي، وفي ثناياه لهاث السفير الايراني في بغداد بين هذا وذاك، لن يظفر بالنهاية سوى بحكومة توافقية تَعَوَّمَ العملية السياسية. كيف تقع الجماهير في شرك خداع حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل! لــ الكاتب / سمير عادل. فجميع الأطراف الإقليمية والدولية بغنى عن أي احتدام مسلح بين الإخوة الأعداء في البيت الشيعي المتهالك على الساحة السياسية العراقية في خضم السيناريوهات المرتقبة في المنطقة والمترتبة لتداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا. وعليه أن المضي الى انتخابات اخرى كما تروج وتسرب من شأنه تشديد الازمة السياسية وهي ما تعيها الاطراف السياسية المتصارعة فيما بينها على السلطة. في خضم هذا الركود السياسي الذي يلازم كل المشهد السياسي في العراق، تصطف الأقلام والمحللين السياسيين حول تشكيل الحكومة في العراق وينقسمون الى قسمين، الاول يتهم السفير الإيراني بالتدخل بالشأن السياسي العراقي ومستاء من تطاولاته، واتهام الطرف الموالي للجمهورية الاسلامية بخيانة الشيعة والوطن والعراق، فيما الثاني يتوج بطلا قوميا لأنه يسعى لإخراج العراق من تحت عباءة الجمهورية الإسلامية تحت عنوان تشكيل حكومة الاغلبية. بيد أن السؤال الذي يطرح نفسه على أي شيء يحصل عليه العامل و الموظف والعاطل عن العمل والمرأة المكبلة بنظام ذكوري وسلطة اسلامية مليشياتية رجعية حتى النخاع لو تشكلت حكومة برعاية ايرانية او حماية امريكية؟؟؟
أن الغائب في كل التحليلات السياسية، مصالح الجموع الغفيرة من محرومي العراق، يتقدمهم العاطلون عن العمل الذي يقدر عددهم وزارة التخطيط بنسبة ١٢-١٤ مليون عاطل، ونسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر تصل إلى أكثر من ٢٧٪ أي ثلث سكان العراق إذا لم نقل أكثر من هذه النسبة خاصة بعد تخفيض سعر قيمة العملة المحلية.