أعرف كم هو صعب هذا الكلام عليك، هناك في تلك الجزيرة النائية، وأنت تحاول بناء عرائش الأمل من خيوط حرير فجر ناعس، وسلالم موسيقاك، وتقيم للنور مقامات من الحب والجلنار؛ ولكنك، وأنت صاحب الغيم، تعرف أيضا أن «الحياة هي الأشهى لولا طنين النهاية» وأن «الفرح ومضة تبدّد دامسًا غميسًا وتمضي» كما كتبت بحدسك موخرًا رغم إغواءات رمل تلك الجزيرة، وهو ينفذ هناك على الضفاف البعيدة، من أصابع الزمن. عندما التقينا انا وانت. صدقني أن الناس في بداية هذا العام في فلسطين فعلوا ما يفعله العرب، اجترّوا حشائش مرابعهم القديمة، وجلسوا يربتون على أكتاف تمائمهم وينتظرون من سينشلهم من بئرهم السحيقة. أما نحن، عرب الداخل، كما تحبون أن تُسمّونا، لم نتمرّد إلا قليلًا، فهنالك بيننا من يريدنا أن نصير مثل كلّ العرب تمامًا، حداة وراء القوافل وأذنابًا على القوافي.. فاهدأ حيث أنت وأهنأ وبجانبك براعم الوعد ونواره، واشعل معهم ليلك حتى تمتلئ صحراؤك نجومًا وواحات من نخيل وعسل؛ وانتظر فلسطينك، مثلنا، بصبر السنابل؛ وشق وحشتك واطلع منها «كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة»؛ فأنت عاشق الحرية، وأنت الغجري الذي من سلالات «باخوس» وسيد النشوة، وأنت أجمل الذكرى وقاهر الندم.
عندما سألني مرسيل: كيف استقبلت فلسطين عامها الجديد؟ | القدس العربي
لا أريد أن أكون قاسيًا على حلمك، لكنك تعرف كيف إذا صار الوطن مصيدة، والبشر أفاعي، والاصدقاء خناجر تُدق في الظهور، وكيف إذا تحوّلت حواكير طفولتك إلى ميادين لحروب العصابات الخسيسة، وكيف إذا صارت «هياكلك» مراتع للسماسرة ولبائعي الحمام.
وكان يعمل معي كل من حسن الملا ومحمد علي عبدالله. التقينا روحيا واقترحت عليهم فكرة كيف ننشر الفن. كونا مجموعة "الأصدقاء الثلاثة"، أنا وحسن ومحمد. هدفها توصيل الفن للناس بدل حضور الناس للجاليري نحن نذهب إلى الناس. مريم: عندما كنت صغيرة كنت دائما تأخذني معك لافتتاح المعارض وأتذكر كانوا دائما يعطوني المخدة وعليها المقص الذهبي لقص الشريط وافتتاح المعرض. عندما سألني مرسيل: كيف استقبلت فلسطين عامها الجديد؟ | القدس العربي. كنت تأخذني معك لجامعة قطر وأنت تدرس هناك تربية فنية elective course، كنت اجلس مع الطلاب في الفصل وأشاهد المحاضرة. كنت صغيرة، وكنت تأخذني معك في كل مكان، لماذا، ماذا كان الهدف من ذلك؟ يوسف أحمد الحميد: كنت عندما يرزقني الله ببنت أفرح، احب البنات. لا أقول أنني احبهم أكثر من الصبيان، لكنني أشعر بقرب البنت مني. شعرت بقربك مني، كنت وأنا ارسم تحضرين إلي وتأخذين الألوان وترسمين معي وتشاهدين كيف ارسم وماذا افعل. فأحببت أن ازرع داخلك حب الفن، دون أن تشعري، وأن تسيري على نفس الدرب الذي سرت أنا عليها. فأحببت أن ازرع داخلك حب الفن، دون أن تشعري، وأن تسيري على نفس الدرب الذي سرت أنا عليها. Yousef Ahmed Al-Homaid, School Certificate, 1965
Al Sadd Gallery Exhibition Opening, 1993 ©Image courtesy of Yousef Ahmed and Maryam Al-Homaid
السيرة الذاتية
يوسف أحمد هو أحد الفنانين القطريين الرائدين الذين بدأوا الحركة الفنية في قطر.