وقد تقدم شيء من هذا عند قوله: { الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم} [ سورة التوبة: 79] الآية. وقيل المقصود من السر الإنفاق المتطوع به ، ومن العلانية الإنفاق الواجب. وتقديم السر على العلانية تنبيه على أنه أولى الحالين لبعده عن خواطر الرياء ، ولأن فيه استبقاءً لبعض حياء المتصدق عليه. وقوله: { من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه} الخ متعلق بفعل { يقيموا الصلوات وينفقوا} ، أي ليفعلوا ذينك الأمرين قبل حلول اليوم الذي تتعذر فيه المعاوضات والإنفاق. وهذا كناية عن عظيم منافع إقامة الصلاة والإنفاق قبل يوم الجزاء عنهما حين يتمنون أن يكونوا ازدادوا من ذينك لما يسرهم من ثوابهما فلا يجدون سبيلاً للاستزادة منهما ، إذ لا بيع يومئذٍ فيشترى الثواب ولا خلال من شأنها الإرفاد والإسعاف بالثواب. فالمراد بالبيع المعاوضة وبالخلال الكناية عن التبرع. ونظيره قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة} في سورة البقرة ( 254). إعراب قوله تعالى: قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من الآية 31 سورة إبراهيم. وبهذا تبين أن المراد من الخلال هنا آثارها ، بقرينة المقام ، وليس المراد نفي الخلة ، أي الصحبة والمودّة لأن المودّة ثابتة بين المتقين ، قال تعالى: { الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} [ سورة الزخرف: 67].
تفسير قوله تعالى: وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن
إستأذنتُ ممن كان معي من الأساتذة وقمتُ من المجلس وخطوتُ بضعَ خطوات في اتجاه باب " النادي ". عندئذ التقيتُ بأستاذ آخر داخل قال لي " يا أستاذ ما هذا, عندما رأيتَـني داخلا هممتَ أنتَ بالخروج! ", قلت له " لا! ليس هذا هو ما حدثَ, وإنما الذي حدثَ هو أنه عندما هممتُ أنا بالخروجِ دخلتَ أنت ". وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. ابتسم الجميعُ وقال الأساتذة للداخل " الفرق شاسعٌ بين ما قال لك الأستاذ رميته وما قلتَه أنت له ". نسأل الله التوفيق والسداد, والحمد لله رب العالمين.
وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
والله أعلم. وقالت طائفة: أمر الله - تعالى - في هذه الآية المؤمنين فيما بينهم خاصة ، بحسن الأدب وإلانة القول ، وخفض الجناح وإطراح نزغات الشيطان; وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: وكونوا عباد الله إخوانا. وهذا أحسن ، وتكون الآية محكمة. إن الشيطان ينزغ بينهم أي بالفساد وإلقاء العداوة والإغواء. وقد تقدم في آخر [ الأعراف] [ ويوسف]. يقال: نزغ بيننا أي أفسد; قاله اليزيدي. وقال غيره: النزغ الإغراء. تفسير قوله تعالى: وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن. إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا أي شديد العداوة. وقد تقدم في [ البقرة]. وفي الخبر ( أن قوما جلسوا يذكرون الله ، - عز وجل - فجاء الشيطان ليقطع مجلسهم فمنعته الملائكة فجاء إلى قوم جلسوا قريبا منهم لا يذكرون الله فحرش بينهم فتخاصموا وتواثبوا فقال هؤلاء [ ص: 250] الذاكرون قوموا بنا نصلح بين إخواننا فقاموا وقطعوا مجلسهم وفرح بذلك الشيطان). فهذا من بعض عداوته.
إعراب قوله تعالى: قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من الآية 31 سورة إبراهيم
والمُرادُ بِقَوْلِهِ لِعِبادِي المُؤْمِنُونَ كَما هو المَعْرُوفُ مِنِ اصْطِلاحِ القُرْآنِ في هَذا العُنْوانِ، ورُوِيَ أنَّ قَوْلَ الَّتِي هي أحْسَنُ أنْ يَقُولُوا لِلْمُشْرِكِينَ: (يَهْدِيكُمُ اللَّهُ)، (يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ)، أيْ بِالإيمانِ، وعَنِ الكَلْبِيِّ: «كانَ المُشْرِكُونَ يُؤْذُونَ أصْحابَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِالقَوْلِ والفِعْلِ. فَشَكَوْا ذَلِكَ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَأنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ». وجَزَمَ يَقُولُوا عَلى حَذْفِ لامِ الأمْرِ، وهو وارِدٌ كَثِيرًا بَعْدَ الأمْرِ بِالقَوْلِ، ولَكَ أنْ تَجْعَلَ يَقُولُوا جَوابًا مَنصُوبًا في جَوابِ الأمْرِ مَعَ حَذْفِ مَفْعُولِ القَوْلِ لِدَلالَةِ الجَوابِ عَلَيْهِ، والتَّقْدِيرُ: قُلْ لَهم: قُولُوا الَّتِي هي أحْسَنُ يَقُولُوا ذَلِكَ، فَيَكُونُ كِنايَةً عَلى أنَّ الِامْتِثالَ شَأْنُهم فَإذا أُمِرُوا امْتَثَلُوا، وقَدْ تَقَدَّمَ نَظِيرُهُ في قَوْلِهِ ﴿قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ﴾ [إبراهيم: ٣١] في سُورَةِ إبْراهِيمَ. والنَّزْغُ: أصْلُهُ الطَّعْنُ السَّرِيعُ، واسْتُعْمِلَ هُنا في الإفْسادِ السَّرِيعِ الأثَرِ، وتَقَدَّمَ في قَوْلِهِ تَعالى ﴿مِن بَعْدِ أنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وبَيْنَ إخْوَتِي﴾ [يوسف: ١٠٠] في سُورَةِ يُوسُفَ.
إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة الإسراء - تفسير قوله تعالى " يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا "- الجزء رقم5
( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201]. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عن الموسوعة
نسعى في الجمهرة لبناء أوسع منصة إلكترونية جامعة لموضوعات المحتوى الإسلامي على الإنترنت، مصحوبة بمجموعة كبيرة من المنتجات المتعلقة بها بمختلف اللغات. © 2022 أحد مشاريع مركز أصول. حقوق الاستفادة من المحتوى لكل مسلم