تفسير الآيات (49- 50): قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49) وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50)}.. مناسبة الآية لما قبلها: قال البقاعي: ولما كان ضلال قومهما الذين استنقذناهم من عبودية فرعون وقومه أعجب، وكان السامع متشوفًا إلى ما كان من أمرهم بعد نصرهم، ذكر ذلك مبتدئًا له بحرف التوقع مشيرًا إلى حالهم في ضلالهم تسلية للنبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: {ولقد آتينا} أي بعظمتنا {موسى الكتاب} أي الناظم لمصالح البقاء الأول بل والثاني. ما هو مفهوم البعث والجزاء لغة واصطلاحا - إسألنا. ولما كان كتابهم لم ينزل إلا بعد هلاك فرعون كما هو واضح لمن تأمل أشتات قصتهم في القرآن، وكان حال هلاك القبط معرفًا أن الكتاب لبني إسرائيل، اكتفى بضميرهم فقال: {لعلهم} اي قوم موسى وهارون عليهما السلام {يهتدون} أي ليكون حالهم عند من لا يعلم العواقب حال من ترجى هدايته، فأفهم جعلهم في ذلك في مقام الترجي أن فيهم من لم يهتد؛ قال ابن كثير: وبعد أن أنزل التوراة لم تهلك أمة بعامة بل أمر المؤمنين بقتال الكافرين- انتهى. ولا يبعد على هذا أن يكون الضمير في {لعلهم} للقرون الحادثة المدلول عليها بقوله: {قرونًا} وربما أرشد إلى ذلك قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون} [القصص: 43] وقد ختم الهلاك العام بالإغراق كما فتح به، والنبيان اللذان وقع ذلك لهما دعا كل منهما على من عصاه، وكلاهما مثله النبي- صلى الله عليه وسلم- في غزوة بدر في الشدة على العصاة بعمر- رضي الله عنهم- الذي أطاعه النيل وأطاع جيشه الدجلة.
ما هو البعث والحساب
فإن القادر على فعل هذا يومياً هل لن يقدر على فعلها يوم البعث! ؟
فكيف يمكن أن نصدق إمكانية أنك ستموت ولا تستيقظ لتحاسب. قال الله تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) الزمر. مراحل البعث
ماذا سيحدث يوم البعث، وما تفاصيل هذا اليوم هذا ما سنجيبك عنه في الفقرة التالية:
أخبرنا الله تفاصيل هذا اليوم في كتابه. ونقلها لنا الرسول في أحاديثه النبوية الشريفة. سيخرج الناس من قبورهم بعد نزول ماءٍ من السماء. وسيقف الناس جميعاً في أرض (أرض المحشر) وسيقومون فيها إقامة طويلة لدرجة أنهم سيخافون شديد الخوف. معنى البعث وحقيقته وأدلته. وسيكون النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، جالساً عند حوض يسقي منه كل من مات وبعث على سنته. ويظل الناس هكذا حتى يشفع الرسول الشفاعة العظمى، حيث سيطلب من الله التعجيل بالحساب، ليأتي عرش الله. ويحمد الرسول ربه حمداً كبيرا ثم يقال للرسول "يا محمد أرفع رأسك وسل تعط، واشفع تشفع". ثم يأتي العرض، فتعرض الأعمال على الله تعالى.
ما هو البعث والنشور
قوله: ( عجَب الذنَب) هو بفتح العين وإسكان الجيم أي العظم اللطيف الذي في أسفل الصلب ، وهو رأس العصعص ، ويقال له ( عجم) بالميم ، وهو أول ما يخلق من الآدمي ، وهو الذي يبقى منه ليعاد تركيب الخلق عليه. " شرح مسلم " ( 18 / 92). ما هو البعث كلية. وإذا خرج من قبره وحشر وحوسب يبقى جسده كما كان قبل موته ، فإذا دخل أهل الجنة الجنَّةَ ، ودخل أهل النار النارَ غيَّر الله صُوَرهم وأشكالهم. صفة أهل النار:
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع رواه البخاري ( 6186) ومسلم ( 2852). عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ضرس الكافر - أو: ناب الكافر - مثل أُحُد ، وغِلَظ جلده مسيرة ثلاث رواه مسلم ( 2851). صفة أهل الجنة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة ، لا يبولون ، ولا يتغوطون ، ولا يتفلون ، ولا يمتخطون ، أمشاطهم الذهب ، ورَشَحهم المسك ، ومجامرهم الأَلُوَّة الألنجوج عود الطيب ، وأزواجهم الحور العين ، على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء رواه البخاري ( 3149) ومسلم ( 2834).
ما هو البعث كلية
وضعية الانطلاق
وأنت تتواصل مع أصدقائك في بقاع العالم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أثار أحدهم مسألة البعث و الحساب، منكرا ذلك. فحاولت القيام ببحث في الموضوع حتى تستطيع إقناعهم.
وهذا بخلاف الأنبياء، فإن أجسادهم لا تبلى، فتبيَّن بهذا حقيقة البعث ووقته وكيفيته، والله أعلم. ما هو البعث والحساب. قلت: لما تواتر من أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء، والله أعلم. المطلب الثاني: أدلة البعث من الكتاب والسنة والنظر:
دَلَّ الكتابُ والسنة على بعث الله تعالى للأموات، وجاء تقريره في مواطن كثيرة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم: فمن الكتاب: قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة:56]، وقوله تعالى: ﴿ مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ الله سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ [لقمان:28]، وقوله تعالى: ﴿ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ ﴾ [التغابن:7]. ومن السنة: حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تفضلوا بين أنبياء الله، فإنه ينفخ في الصور، فيصعق من في السماوات ومَن في الأرض إلا من شاء الله، قال: ثم ينفخ فيه مرة أخرى، فأكون أول من بعث، أو في أول من بعث، فإذا موسى آخذ بالعرش» ؛ رواه البخاري برقم (3414)، ومسلم (2373).