الحمد لله. أولًا:
إن معنى الآية الكريمة: " لن تدركوا أيها المؤمنون البر، وهو البر من الله الذي يطلبونه منه بطاعتهم إياه وعبادتهم له، ويرجونه منه، وذلك تفضله عليهم بإدخاله جنته، وصرف عذابه عنهم؛ ولذلك قال كثير من أهل التأويل: البر الجنة؛ لأن بر الرب بعبده في الآخرة وإكرامه إياه بإدخاله الجنة.. حتى تتصدقوا مما تحبون وتهوون أن يكون لكم من نفيس أموالكم "، انظر: " تفسير الطبري"(5/ 572 - 573). وقال العلامة السعدي رحمه الله:
" هذا حث من الله لعباده على الإنفاق في طرق الخيرات، فقال: لن تنالوا أي: تدركوا وتبلغوا البر ، الذي هو كل خير من أنواع الطاعات وأنواع المثوبات ، الموصل لصاحبه إلى الجنة، حتى تنفقوا مما تحبون أي: من أموالكم النفيسة التي تحبها نفوسكم، فإنكم إذا قدمتم محبة الله على محبة الأموال فبذلتموها في مرضاته، دل ذلك على إيمانكم الصادق ، وبر قلوبكم ويقين تقواكم، فيدخل في ذلك إنفاق نفائس الأموال، والإنفاق في حال حاجة المنفق إلى ما أنفقه، والإنفاق في حال الصحة. ودلت الآية أن العبد بحسب إنفاقه للمحبوبات يكون بره، وأنه ينقص من بره بحسب ما نقص من ذلك. ولما كان الإنفاق على أي: وجه كان مثابا عليه العبد، سواء كان قليلا أو كثيرا، محبوبا للنفس أم لا ، وكان قوله لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون مما يوهم أن إنفاق غير هذا المقيد ، غير نافع احترز تعالى عن هذا الوهم بقوله وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم ؛ فلا يضيق عليكم، بل يثيبكم عليه على حسب نياتكم ونفعه " انتهى من "تفسير السعدي" (138).
إسلام ويب - تفسير المنار - سورة آل عمران - تفسير قوله تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون - الجزء رقم2
فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله. فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه. أخرجاه. وفي الصحيحين أن عمر [ رضي الله عنه] قال: يا رسول الله ، لم أصب مالا قط هو أنفس عندي من سهمي الذي هو بخيبر ، فما تأمرني به ؟ قال حبس الأصل وسبل الثمرة ". وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني ، حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا محمد بن عمرو ، عن أبي عمرو بن حماس عن حمزة بن عبد الله بن عمر ، قال: قال عبد الله: حضرتني هذه الآية: ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) فذكرت ما أعطاني الله ، فلم أجد شيئا أحب إلي من جارية رومية ، فقلت ، هي حرة لوجه الله. فلو أني أعود في شيء جعلته لله لنكحتها ، يعني تزوجتها.
تفسير قول الله &Quot; لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون &Quot; | المرسال
رأى أن زيدا وأبا طلحة قد خرجا بعاطفة الإيمان عن أحب أموالهما إليهما على تعلق القلوب بكرائم الأموال ، فجعل ذلك في الأقربين منهما ليثبت قلوبهما فلا يكون للشيطان سبيل إلى الوسوسة لهما بالندم أو الامتعاض إذا رأيا ذلك في أيدي الغرباء ، وقد يمتعض المرء بعد فقد المحبوب وإن فارقه مختارا مرتاحا لعاطفة أو أريحية طارئة ، ثم لا يلبث أن يعاوده من الحنين إليه ما لا يعاوده إلى ما هو أغلى منه ثمنا إذا لم يكن من الكرائم المحبوبة; ولهذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمر عمال الصدقة باتقاء كرائم أموال الناس. ويدل على ما قررته في ذلك أثر ابن عمر الآتي: أخرج عبد بن حميد عن ابن عمر قال: " حضرتني هذه الآية لن تنالوا البر إلخ فذكرت ما أعطاني الله - تعالى - فلم أجد أحب إلي من مرجانة - جارية لي رومية - فقلت: هي حرة لوجه الله - تعالى - ، فلو أني أعود في شيء جعلته [ ص: 308] لله - تعالى - لنكحتها فأنكحتها نافعا " فانظر كيف راودته نفسه بعد عتقها أن يستبقيها لنفسه ولا يفارقها لولا أن كان مما تربت عليه نفسه العالية ألا يعود في شيء جعله لله ، وانظر كيف خص بها بعد ذلك مولاه نافعا الذي كان يحبه كولده. ومما رواه ابن جرير في ذلك عن مجاهد قال: " كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري أن يبتاع له جارية من جلولاء يوم فتحت مدائن كسرى في قتال سعد بن أبي وقاص ، فدعا بها عمر فقال: إن الله يقول: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون فأعتقها عمر ".
ملخص لخطبة الجمعة “لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون” بـ4 لغات – صحيفة أثير الإلكترونية
اعراب لن تنالوا البر حتى تنفقوا:
لن: حرف نفي ونصب،
تنالوا: فعل مضارع منصوب ب(لن) وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة،
واو الجماعة: ضمير مبني في محل رفع فاعل،
البر: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة،
حتى: حرف غاية وجر،
تنفقوا: فعل مضارع منصوب ب(أن) المضمرة بعد حتى وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة،
واو الجماعة: ضمير مبني في محل رفع فاعل
و(أن تنفقوا) في محل جر ب(حتى)
تم الرد عليه
ديسمبر 25، 2018
بواسطة
Aya Karim
✬✬
( 23. 8ألف نقاط)
إعراب قوله تعالى: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الآية 92 سورة آل عمران
ئناف وقع معتَرَضاً بين جملة { إن الذين كفروا وماتوا وهم كفّار} [ آل عمران: 91] الآية ، وبين جملة { كُلّ الطعام كانَ حِلاّ لبني إسرائيل} [ آل عمران: 93]. وافتتاح الكلام ببيان بعض وسائل البرّ إيذَان بأنّ شرائع الإسلام تدور على مِحْور البرّ ، وأنّ البرّ معنى نفساني عظيم لا يخرِم حقيقته إلاّ ما يفضى إلى نقض أصل من أصول الاستقامة النَّفسانيّة. فالمقصود من هذه الآيَة أمران: أوّلهما التَّحريض على الإنفاق والتّنويه بأنّه من البرّ ، وثانيهما التنويه بالبرّ الَّذِي الإنفاق خصلة من خصاله. ومناسبة موقع هذه الآية تِلْو سابقتها أنّ الآية السّابقة لمّا بينت أنّ الّذين كفروا لن يقبل من أحدهم أعظم ما ينفقه ، بيّنت هذه الآية ما ينفع أهل الإيمان من بذل المال ، وأنّه يبلغ بصاحبه إلى مرتبة البرّ ، فبيْن الطرفيْن مراتب كثيرة قد علمها الفطناء من هذه المقابلة. والخطاب للمؤمنين لأنَّهم المقصود من كُلّ خطاب لم يتقدّم قبله ما يعيِّن المقصود منه. والبرّ كمال الخير وشموله في نوعه: إذ الخير قد يعظم بالكيفية ، وبالكميّة ، وبهما معاً ، فبذل النَّفس في نصر الدّين يعظم بالكيفية في ملاقاة العدوّ الكثير بالعدد القليل ، وكذلك إنقاذ الغريق في حالة هوْل البحر ، ولا يتصوّر في مثل ذلك تعدّد ، وإطعام الجائع يعظم بالتعدّد ، والإنفاق يعظم بالأمرين جميعاً ، والجزاء على فعل الخير إذا بلغ كمال الجزاء وشموله كان برّاً أيضاً.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ أبا طَلحةَ -واسمُه زَيدُ بنُ سَهلٍ- الأنصاريَّ رَضيَ اللهُ عنه كان أكثَرَ الأنصارِ مالًا، وكان مالُه نَخْلًا، وكان أحَبُّ أموالِه إليه وأنفَسُها عندَه بُستانًا بالمدينةِ اسْمُه بَيْرُحاءَ، وكان مُقابلًا لِمَسجدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكان ماؤهُ طيِّبًا، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدخُلُ البُستانَ ويَشرَبُ منه.
2- اللغة الإنجليزية
3- اللغة السواحيلية
4- اللغة الأوردية