"دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا"، لم يحظ هذا المثل الشعبي على شهرة واسعة، ولكن الأكيد أنه يحمل بين طياته معني في غاية الجمال، وقصة رائعة خلق منها، فهناك البعض منا يتناوله بدرايه من المعني المنبثق منه، ولا يعلمون القصة وراءه. قصة دقه بدقه ولو زدت لزاد السقا - منتديات عبير. هذا المثال يخبرك بأن الله يراك من الداخل، يعلم ما في نواياك السرية، ولا ينظر إليك من الخارج فقط، فتروي قصة هذا المثل موقف في حياة أحد التجار، ولكنه يعلمك الكثير من الاشياء التى يمكنك تطبيقها في مسيرتك الحياتية. تبدأ قصة هذا المثل في العصور القديمة، حيث كان هناك رجل يعمل بالتجارة في بيع وشراء الذهب، وصاحب صيت كبير وله شهرة واسعة، ولكنه لديه خصلة ذميمة وهي أنه لا تدخل امرأة إلى الدكان الخاص به إلا وقام بمغازلتها بكلام معسول، ولكن سرعان ما كانت تذهب هؤلاء الناس من عنده ولا تعود مرة أخرى. كان "التاجر"دائمًا يرى أن ما يقوم به شئ طبيعي لا يوجد به حرج، فهو يقدر زبائنه ويمتدحهم ليس إلا، ونسي جميع القواعد ولغي حريات الجميع فقط تحت هذا المبدأ، وتغافل عن إحدي اهم دروس الحياة وهي أن كل شئ "كاس وداير". وفي صباح يوم من أحد الأيام وبينما كان يمارس عمله اليومي، ذهبت إليه امرأة في غاية الجمال، لتشتري بعض الأساور الذهبية، وعندما قامت بإختيار ما تريد وأثناء تجربتها لها، تدخل التاجر مستغلًا هذه الفرصة وقام بإمساك يدها بأسلوب غير لائق.
قصة دقه بدقه ولو زدت لزاد السقا - منتديات عبير
وخرج الشاب في سفره وتجارته ، وباع في دمشق واشترى وربح المال الكثير ، وحمّله تجّار دمشق السلام الحار لأبيه التاجر التقيّ الصالح. وخلال طريق العودة وقبيل غروب شمس يوم وقد حطّت القافلة رحالها للراحة ، أما الشاب فراح يحرس تجارته ويرقب الغادي والرائح ، وإذا بفتاة تمرّ من المكان ، فراح ينظر إليها ، فزيّن له الشيطان فعل السوء ، وهاجت نفسه الأمّارة بالسوء ، فاقترب من الفتاة وقبّلها بغير إرادتها قبلة ، ثمّ سرعان ما انتبه الى فعلته وتيقّظ ضميره ، وتذكّر نظر الله إليه ، ثمّ تذكّر وصية أبيه ، فاستغفر ورجع الى قافلته نادماً مستغفراً. فينتقل المشهد الى الموصل ، وحيث الابن ما زال في سفره الذي وقع فيه ما وقع ، حيث الوالد في بيته يجلس في علّيته وفي زاوية من زواياها ، وإذا بساقي الماء الذي كان ينقل إليهم الماء على دابته يطرق الباب الخارجي لفناء البيت ، وكان السّقا رجلاً صالحاً وكبير السن ، اعتاد لسنوات طويلة أن يدخل البيت ، فلم يُر منه إلا كلّ خير.
لا حجة لأحد إذ يتعذر بغيره فيما جنت يداه. ومن تاب؛ تاب الله عليه! كم أنبتت من رعب وشكوك، وصدت عن توبة نصوح، وأوهمت بأخذ البريء بجناية المعتدي. وكأن الأخت الغافلة أو الزوجة المصون أو البنت النقية مجرد متاع مؤاخذ -ولا بد- بتعدي أخ مستهتر أو زوج خائن أو أب مفتون! حاشا لله؛ بل قال سبحانه: { أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى؛ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: 38-39]. القضية في أن الخبث ينتقل بعدوى التربية والمجاورة؛ فإذا خبث الراعي؛ تأثرت به -في الغالب- الرعية؛ أما من حفظت نفسها وعرفت ربها؛ فالله أحكم وأكرم من مؤاخذتها بجريرة رجل؛ لمجرد أنها من محارمه، وبالتالي: لا حجة لأحد إذ يتعذر بغيره فيما جنت يداه. ومن تاب؛ تاب الله عليه! لو كان لك في ماضيك ما كان ثم تبت وصدقت توبتك؛ فكن موقنا بأن الله سيحفظ زوجك وأختك وبناتك؛ ولا يتسلل لك الشك القاتل؛ فهذه أولى مداخل الشيطان التي ييئسك بها من القبول. اسمع: { إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان:70]. المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
8
0
19, 229